حسن الستري
تأتي العلاقات البحرينية الروسية المتميزة في ظل إيمان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بأهمية الانفتاح على جميع الدول في علاقاتها الخارجية، مستندة إلى مبادئها الراسخة في تدعيم أواصر العلاقات الثنائية مع دول العالم القائمة على التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية منذ إعلان جمهورية روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق عام 1990، وقد بدأت العلاقات بين البلدين تأخذ منحى تصاعدياً منذ تولي جلالة الملك المعظم الحكم، وخصوصاً بعد زيارة جلالته الأولى لروسيا عام 2008 والتي ألقى خلالها كلمة مثلت خطة عمل رئيسة ومستقبلية لتطوير مسار العلاقات المشتركة أسهمت في خلق أجواء إيجابية بين البلدين لتدعيم أواصر التعاون، وإعطاء قوة دفع لتطوير العلاقات المشتركة في كثير من المجالات.
ثم تلت تلك الزيارة زيارتان مهمتان لجلالته عامي 2014 و2015، ثم زيارتان عام 2016، إلى جانب زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في أبريل عام 2014.
وعلى الجانب الروسي، زار الممثل الخاص للرئيس الروسي المملكة في النصف الأول من شهر أبريل 2014.
وقد وطّدت تلك الزيارات المتبادلة التعاون في جميع المجالات، وفتحت طريقاً واسعاً له، وخصوصاً مع رغبة القادة والمسؤولين الروس في تدعيم العلاقات الثنائية وتوطيدها.
وتنظر البحرين إلى روسيا باعتبارها قطباً دولياً محورياً في النظام العالمي، بمقدوره حلحلة الكثير من الملفات التي تُعنى بها المملكة وتهتم، وخصوصاً في الشرق الأوسط والخليج.
بينما ترغب روسيا في الانفتاح مع البحرين؛ باعتبارها البوابة إلى دول الخليج العربية والنافذة على سوق واسعة تمثل منطقة جذب خاص لدول العالم أجمع.
كما أن هناك تناغماً في المواقف الثنائية تجاه الملفات المحلية والإقليمية والدولية وتقدير الدولتين لهذه المواقف إزاء الأخرى، وتحرص روسيا على إدانة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ورفض أي مخطط لزعزعة الأمن والاستقرار بها.
ويبدو هذا التطور في العلاقات البحرينية الروسية مهماً على أكثر من صعيد، فمن جهة، يعد خلاصة لجهد عامين من التحركات الدبلوماسية والاتصالات واللقاءات والعمل المشترك، والتي لم تنقطع طوال الفترة الماضية، وما زال قائماً إلى الآن.
ويُنظر إلى هذا التطور اللافت في العلاقات المشتركة البحرينية الروسية باعتباره ثمرة لجملة من الزيارات السامية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم لروسيا.
وأرست جملة هذه الزيارات والتحركات السامية، كثيراً من الدعائم الأساسية للتعاون المشترك، حيث تم الاتفاق على إنشاء شركات أسمدة وبترول، وفتح خطوط طيران مباشر بين البلدين، وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون في المجالات المختلفة، استناداً إلى ركيزتين مهمتين، إحداهما تتعلق بالرؤى السياسية المتناغمة التي تجمع البلدين إزاء العديد من الملفات ذات الاهتمام، وبخاصة على صعيد المواقف الداعمة المشتركة، ولا سيما منها مكافحة الإرهاب.
وواقع الأمر أن التعاون البحريني الروسي يتجاوز الحدود التقليدية للعلاقات السائدة بين الدول، وذلك بالنظر إلى تاريخية وعمق وشمولية العلاقات من جانب، وانفتاح الجانبين على المجتمع الدولي من جانب ثانٍ، فضلاً على حجم التشابه الموجود بين رؤاهما، ولا سيما أن البحرين تنظر إلى موسكو باعتبارها طرفاً دولياً مؤثراً في السلم والأمن الإقليمي والدولي سواء بسواء، في حين ترى روسيا المنامة شريكاً رئيسياً يحظى بثقة محيطه الإقليمي وقادرا بحكم سياسته الخارجية القائمة على احترام قيم التعايش والتسامح وعدم التدخل في شؤون الغير على التوسط وحلحلة الكثير من النزاعات والمشكلات.
وهذا ما أكده سفير مملكة البحرين لدى روسيا الاتحادية أحمد الساعاتي في تصريح لـ»الوطن»، بين فيه أن التعاون البحريني الروسي يتجاوز الحدود التقليدية للعلاقات السائدة بين الدول، وذلك بالنظر إلى تاريخية وعمق وشمولية العلاقات من جانب، وانفتاح الجانبين على المجتمع الدولي من جانب ثانٍ، فضلاً على حجم التشابه الموجود بين رؤاهما.
وأشار إلى أن البحرين تنظر لموسكو باعتبارها طرفاً دولياً مؤثراً في السلم والأمن الإقليمي والدولي سواء بسواء، في حين ترى روسيا البحرين شريكاً رئيساً يحظى بثقة محيطه الإقليمي وقادراً بحكم سياسته الخارجية القائمة على احترام قيم التعايش والتسامح، وعدم التدخل في شؤون الغير.