رفع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بمناسبة النجاح الكبير لاستضافة مملكة البحرين لأعمال القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين برئاسة جلالته أيده الله، وما أسفرت عنه القمة من نتائج مثمرة وقرارات حكيمة ومخرجات طيبة.
وأشاد المجلس بالمضامين السامية والرؤى الحكيمة التي تضمنها الخطاب السامي لجلالته في افتتاح قمة البحرين من تأكيد على وجوب التوافق على اعتماد خيار السلام كخيار استراتيجي لا غنى عنه، وبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي والعادل، وذلك في إطار سعي الأمة لفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبها من تطلعاتها المشروعة كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه.
منوهًا بدعوة جلالته الحكيمة إلى ضرورة مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم قضيته العادلة، وحقوقه المشروعة، والعمل المشترك لتحقيق وحدة صفه الداخلي، وقيام دولته المستقلة، مما سيعود بالخير على الجوار العربي بأكمله، ليتجاوز أزماته، ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد؛ دعمًا للأشقاء الفلسطينيين جميعًا، من خلال انتهاج سبيل التناصح والحوار السياسي الجاد والمأمول رؤيته قريبًا في أرجاء عالمنا العربي.
ورحب المجلس، في جلسته الاعتيادية السابعة عشرة في دورته الخامسة التي انعقدت صباح اليوم الثلاثاء برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس، بمبادرات مملكة البحرين التي أعلن عنها جلالته رعاه الله في خطابه السامي للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها من خلال قنوات العمل العربي المشترك وشراكاته الدولية.
كما أشاد بالإدارة الحكيمة لجلالة الملك المعظم لأعمال القمة، ومتابعة جلالته لتنفيذ قراراتها، مما كان له أطيب الأثر في نجاحها. منوهًا في هذا السياق بما اضطلع به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من دور كبير لإنجاح القمة العربية وتعزيز مخرجاتها الطيبة، وتنسيق ومتابعة تنفيذ المبادرات التي تقدمت بها مملكة البحرين.
إلى ذلك، ثمَّن المجلس عاليًا جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، في رعاية بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاعر المقدسة، وما تبذله المملكة الشقيقة من مساعٍ دؤوبة ودائمة لخدمة الحجاج وتذليل العقبات التي تواجههم، وتوفير الأجواء الآمنة والصحية لهم ليؤدوا مناسكهم في يسر وسلامة وطمأنينة.
كما أشاد بما تقدمه حكومة مملكة البحرين والبعثة البحرينية للحج من رعاية ودعم للحجاج البحرينيين. داعيًا في هذا السياق الحجاج البحرينيين إلى الالتزام والتقيُّد بأنظمة وزارة الحج السعودية وبعثة مملكة البحرين للحج، حفاظًا على سلامتهم وسلامة الحجاج الآخرين، سائلًا الله تعالى أن يحفظ حجاج بيته الحرام ويوفقهم لأداء مناسكهم في يسر وسهولة، ويتقبل أعمالهم، ويرجعهم إلى بلادهم محفوفين بالسلامة والعافية والثواب الجزيل.
وفي موضوع آخر، ندد المجلس بأشد عبارات التنديد والاستنكار بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على مخيم للنازحين الأبرياء في مدينة رفح بقطاع غزة، والإصرار الآثم على استهداف هذه المدينة التي تعتبر الملاذ الآمن الأخير للأبرياء والنازحين من المدنيين العزل، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء، مؤكدًا المجلس أن هذا العمل البشع يأتي ضمن سياق الجرائم المتتالية التي تقوم بها آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر منذ شهور، والتي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
بعد ذلك بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بالاطلاع على تقرير معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم بشأن مسابقة متون في دورتها الثانية. كما اطلع على طلب الحكومة الموقرة مرئيات المجلس بشأن مشروع بقانون، وقرر المجلس إحالة الطلب على لجنة إبداء الرأي الشرعي لدراسته ورفع تقريرها بشأنه إلى المجلس.
واختتمت الجلسة باستعراض الرسائل الورادة وبحث ما يستجد من أعمال، وقد اتخذ المجلس في ذلك ما يلزم.