أكد متحدثون في ندوة (الإعلام الرقمي.. المصداقية والتأثير الإيجابي)، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، والمنتدى الإعلامي الخليجي الثاني، صباح اليوم، بمركز الخليج للمؤتمرات، أن المصداقية والتأثير الإيجابي عاملان رئيسيان لنجاح العمل الإعلامي وخاصة الرقمي منه.

وقال المتحدث في الندوة المخرج السينمائي هاشم شرف، إن المصداقية بالنسبة له كمخرج تتمثل في تكوين عناصر الصورة وإخراجها للجمهور بغرض إيصال الرسالة، مؤكدا أن صناعة المحتوى هي "استثمار" بالنسبة له.

وأوضح أن التأثير الإيجابي للإعلام الرقمي يتمثل من خلال السينما التي لديها أجندة تهدف من خلال إنتاج الأعمال لتحقيقها، ولا يوجد عمل يتم إخراجه إلا وفق أجندة.

ومن الأمثلة التي تطرق إليها المخرج السينمائي هاشم أن هناك بعض الأعمال التي لها أجندة نجحت في تحقيقها مثل ما ينتشر بشكل كبير مؤخرًا من "جرائم الأطفال" بسبب المحتوى المؤثر الذي تضمن تلك الأعمال.
وأكد هاشم أنه واجه خلال مسيرة عمله في هذا المجال منتجين وممولين يهدفون من خلال المحتوى الإعلامي الرقمي وغيره إلى إنتاج أعمال مفيدة للجمهور دون النظر للمردود المادي.

ونصح المخرج هاشم بضرورة تنظيم العديد من ورش العمل لتدريب العاملين في المجال على كيفية إيصال الفكرة المؤثرة للمجتمع، وهو ما يحتاجه العمل الإعلامي وخاصة الرقمي.

وفي سؤال لوكالة أنباء البحرين (بنا)، حول أهمية تنظيم مثل هذه الندوات وورش العمل، أكد المخرج السينمائي هاشم شرف أن هذه الفعاليات تسلط الضوء على المواهب الإعلامية في البحرين خاصة والمنطقة بشكل عام، وهي محطة التقاء للعاملين في المجال لتبادل التجارب وإثراء الخبرات، ما يدعم جهود مملكة البحرين في توجهها لصناعة السينما والعمل الدرامي.

وقال "أتمنى أن يكون هذا المهرجان عودة وأمل حقيقيين للعاملين في المجال السينمائي والدرامي في مملكة البحرين بدعم المنتجين والمخرجين".

وأشاد المخرج السينمائي شرف بمثل هذه الفعاليات التي تعزز من كون المنامة عاصمة للإعلام العربي. مؤكدا أن المهرجان فرصة تعزز من فكرة أن البحرين واجهة إعلامية في المنطقة، ومحطة تتلاقح فيها الأفكار والفرص لتطوير العمل الإعلامي الخليجي والعربي.

من جانبه، أوضح المتحدث عمر فاروق صانع محتوى، أن المصداقية لديه تتمثل من خلال مصداقيته مع نفسه في المقام الأول، ومن ثم مصداقيته مع الجمهور وثقتهم فيما يقدمه لهم من محتوى يتطرق إلى مختلف القضايا في المجتمع.

كما بين أن التجارب هي التي تصقل العامل في هذا المجال، وقبول صانع المحتوى للمحتوى الذي يقدمه بما يتلاءم مع أخلاقياته وقيمة ويكون جاذبا لشريحة كبيرة من الجمهور.

وأما فيما يتعلق بتأثير المحتوى الإعلامي، فقد أكد عمر أن المحتوى الإعلامي يتنوع بين الجيد وغير الجيد بوجود وسائل موصلة للمحتوى وجاذبة للجمهور وتقع المسؤولية على صانع المحتوى في توصيل الرسالة بما يتناسب مع جمهوره، والمحتوى الجيد الهادف يعتمد على الأسلوب الجيد لناقل الرسالة.

وفي ذات السياق، تطرق المنتج جاسم بوحجي إلى المصداقية التي بين أنها تتمثل من خلال معرفة مدى التعرض للمحتوى والتأثر به من قبل الجمهور ومدى إقباله عليه.

وأن الإنتاج التلفزيوني والسينمائي لا يشكل حقيقة واقعية بمعدل 100 %، ولكن في طياته جوانب تتناسب مع قيم وعادات وتقاليد المنطقة والجمهور الذي تعرض لها مثل مسلسل البوم الذي أرجع الجميع لحقبات من العادات والتقاليد والكلام الأصيل لأهل الإمارات.

وأكد بوحجي أن كل عمل منتج لابد وأن تكون لديه أجندة يعمل وفقها ويراد من خلالها تحقيق أهداف معينة، وهو مألوف لدى الجميع، والأفضل في ذلك هي الأجندة الإيجابية التي تهدف الى تحقيق قيم وأخلاقيات حتى من دون التفكير في المردود المادي للعمل المنتج، وهو ما يطلق عليه "التأثير الإيجابي في الإعلام".

وجاءت ندوة (الإعلام الرقمي، المصداقية والأثر الإيجابي)، التي قدمتها الإعلامية مريم فقيهي، واستضافت خلالها المخرج السينمائي هاشم شرف، والمنتج جاسم بوحجي، وعمر فاروق صانع محتوى متحدثين رئيسيين فيها، متزامنة مع اختيار (المنامة عاصمة الإعلام العربي 2024)، وهي واحدة من بين عشرات الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها في مملكة البحرين على مدار العام الجاري، والتي تتناول مختلف القضايا الإعلامية.

كما حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على أن يكون برنامج الندوات وورش العمل الخاص بالمهرجان ثريًا بالموضوعات التي تناقش واقع ومستقبل الصناعة الفنية والإعلامية، بما يتناسب مع أهمية الحدث.