أقيمت ندوة (الدراما الخليجية بين جيلين)، ضمن فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، والمنتدى الإعلامي الخليجي الثاني، صباح اليوم، بمركز الخليج للمؤتمرات، وقدمتها الإعلامية سهى الوعل محررة الشؤون الفنية في قناة العربية، واستضافت الفنان جاسم النبهان من دولة الكويت، والممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، ود. عبد الإله السناني من المملكة العربية السعودية رئيس مهرجان الرياض للمسرح، والممثلة البحرينية ريم أرحمه.

وأكد المتحدثون في الندوة أن الأجيال المتعاقبة التي تعمل في المجال الفني وخاصة الدرامي منه فرضت تغييرًا على نمطية العمل الدرامي، كما أن لعدة عوامل أخرى منها الصحافة التي كانت تمارس دور الرقيب على الأعمال الدرامية تأثيرًا بالغًا في الرقابة على العمل الدرامي.

و أكد الفنان الكويتي القدير جاسم النبهان خلال حديثه في الندوة أن الجيل الحالي من الممثلين استفاد وتعلم وخطى خطوات ثابتة في العمل الدرامي بفضل الجيل السابق الذي هو المؤسس للعمل الدرامي.

وأوضح أن "الرقابة الذاتية" هي التي كانت تحكم عمل الممثل سابقًا بشكل أكبر من الجيل الحالي بسبب تغير العديد من المعايير.

ودعا جاسم النبهان الى ضرورة تفعيل دور مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية للخروج بأعمال خليجية مشتركة.

فيما أكد الفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي أن الصحافة سابقًا لعبت دورًا كبيرًا في الرقابة على الفن والفنانين وكانت موجها لهم ودورها كبير في مجال الفن بشكل أكبر من صحافة اليوم ، كما أن معايير النجومية لجيل اليوم اختلفت عن الجيل السابق فالجيل الحالي يسعى للشهرة السريعة، مبينا أنه لابد من ضرورة تقوية العلاقة بين جيلي الفن حتى تتم المحافظة على جودة العمل الدرامي.

وشدد الجسمي على ضرورة كتابة نصوص جيدة بها حبكة درامية " لمعايشتنا اليوم لأزمة المحتوى الجيد" لتنعش العمل الدرامي، موضحا أن الالتزام بالوقت وأخلاقيات العمل الدرامي، وترك الأنا، وتعامل الممثل مع دوره باحترافية ينجح العمل الدرامي، كما أن المسؤولية أيضًا تقع على المنتج فلابد أن يراعي أن يكون الممثل مناسبًا لشخصية الدور الذي سيقوم به.

من جانبه تناول د.عبدالإله السناني رئيس مهرجان الرياض للمسرح في الندوة ، التحديات التي تواجهها الأجيال في العمل الدرامي منها تكرار النصوص مما أدى لضعفها وهي تركز على القضايا المجتمعية دون إيجاد الحل أو اختصار الحل بمشاهد قصيرة أو في حلقة.

ونصح السناني إلى ضرورة اللجوء إلى المختصين في المجال الدرامي حتى يتم طرح القضايا ومعالجتها بشكل مقنن.

وبين أن وجود مؤسسات تعنى بالعمل الثقافي في المنطقة جعل لها دورا كبيرا في التطوير والنهوض بالعمل الدرامي.

وأكد السناني أن المسلسلات سابقًا ظلمت المرأة لأنها حصرتها في شخصية المستبدة أو المظلومة، بينما أدوار المرأة تتجاوز ذلك بكثير فهي اليوم ظهرت ككاتبة ومخرجة ومصورة وغيرها الكثير من الأدوار التي تعطيها حقها وتبرز مكانتها الصحيحة.

وفيما يتعلق بدور المرأة في العمل الدرامي، أشارت الفنانة البحرينية ريم أرحمه أنها واكبت الجيل السابق واستفادت من خبراته وتعلمت من التزامه بأخلاقيات العمل الفني، وتمكنت بفضل ذلك من الوصول الى ما وصلت إليه اليوم في عالم الفن، والمرأة كانت ولا زالت تلعب أدوارا مهمة في العمل الدرامي تجسد من خلاله مختلف القضايا التي تمس المجتمع الخليجي.

وبينت أرحمه أن أعمالها الدرامية المختلفة مع مختلف الفئات العمرية للممثلين من الجيل السابق والجيل الحالي وجيل المستقبل خلقت لديها القدرة على غربلة العمل الدرامي وإيجاد نفسها فيه والاستفادة من التجارب المتنوعة لكادر العمل الفني.

ونصحت أرحمه بضرورة إعطاء الفرصة للجميع لإبراز مواهبهم وقدراتهم لدخول مجال العمل الدرامي، وعوامل النجاح متوفرة بغض النظر عن كون الممثل رجلا أو امرأة.

وأكد الفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أن المهرجان له أهمية كبرى بالنسبة للفنان الخليجي من خلال طرح تجاربه وتبادلها مع ذويه والتباحث في الأعمال الخليجية المنتجة بمختلف مناحيها.
وبين الجسمي لـ (بنا)، أن المهرجان تتويج للإعلام الخليجي وإبراز لدوره ويقدم الفرص لتطوير الإنتاج الخليجي والدراما الخليجية بشكل خاص، ومحتوى تلفزيونات الخليج.

وأكد المنتج الإماراتي أنه حرص على التواجد والمشاركة في المهرجان وفعالياته لطرح تجاربه ولما يعود عليه بالنفع في مجال التمثيل والإنتاج.

وفي ذات السياق، أوضح الجسمي لـ (بنا) أن مملكة البحرين تحتضن كل أشكال الفن الخليجي وهي جزء من مسيرة الفن الخليجي، "ودورنا مكمل لدور الفنانين البحرينيين في النهوض بالعمل الفني الخليجي الدرامي والمسرحي والسينمائي".

واستطرد قائلًا "الشباب هم عماد العمل الدرامي الحالي والنقلة النوعية في العمل الدرامي الخليجي تعتمد عليهم فعليهم التمسك بأخلاقيات العمل الفني ويحملون على عاتقهم هم تطوير الفن بأهداف نبيلة".