التقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم أمس، بدولة السيد لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته إلى الصين.
ولدى وصول جلالة الملك المعظم ، إلى مقر دولة لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية كان في استقبال جلالته دولة السيد لي تشيانغ. حيث رحب رئيس مجلس الدولة الصيني بجلالة الملك المعظم.
وعقد جلالة الملك المعظم اجتماعاً مع رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، حيث ألقى دولة السيد لي تشيانغ كلمة وفيما يلي نصها:
حضرة صاحب الجلالة أنا سعيد جداً باستقبالكم ومرحباً بكم في الصين. جلالة الملك صديق عريق للصين ويحظى بمحل تقديرنا العالي في كل المناسبات. تاريخ التعاون وتبادل العلاقات بين البلدين يمتد إلى قرون، ومنذ 35 سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية ونحن نمتاز بالاحترام المتبادل ونعتز بالصداقة مع مملكة البحرين، حيث ربطنا التعاون الثنائي في شتى المجالات وهذا ما عزز التعارف والتبادل بين الشعبين الصديقين. واليوم سيقوم فخامة الرئيس الصيني بعقد جلسة مباحثات رسمية مع جلالتكم، ونحن نحرص دائماً على التعاون مع الجانب البحريني لتنفيذ الإستراتيجيات المشتركة والارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أعلى.
بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بإلقاء كلمة، وفيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم دولة السيد لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة في الصين، أصحاب المعالي والسعادة، يسعدنا أن نلتقي بكم دولة الرئيس ونشكركم على طيب وحفاوة الاستقبال، ويطيب لنا أن نعرب عن حرصنا بتطوير مسيرة تعاوننا وصداقتنا المشتركة، بتاريخها الطويل منذ سبعينيات القرن الماضي، ونفخر، اليوم، بما تتميز به من تقارب وتفاهم ملحوظ، نقدره لكم كثيراً.
كما نهنئكم على النتائج الطيبة لمنتدى التعاون العربي الصيني، ونخص بالذكر ما تفضل به الرئيس شي جين بينغ حول مبادرة الحزام والطريق، ويهمنا جداً الاستفادة من فرصها الواعدة لإثراء مسارات التعاون مع بلدكم الصديق.
وإننا لسعداء بما تحققه شراكتنا الوطيدة من نتائج قيمة وتقدم ملحوظ، ونتطلع خلال لقائنا اليوم مع فخامة الرئيس لاستكشاف المزيد من مجالات التطوير المستقبلية لهذه المسيرة المشتركة، إلى جانب مناقشة نتائج القمة العربية الأخيرة التي استضافتها مملكة البحرين، ونأمل أن تحظى مخرجاتها بمساندتكم تعزيزاً لاستقرار وازدهار دول المنطقة. وننتهز هذه الفرصة، لنبدي امتناننا بإسهامات الصين في العديد من المشاريع التنموية في البحرين، وبدعمكم المقدر لعضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون، متطلعين كذلك، إلى نتائج المفاوضات الجارية حول منطقة التجارة الحرة بين مجلس التعاون والصين. دولة رئيس الوزراء، باعتبارنا دعاة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني، فإننا نؤمن بضرورة اعتماد نهج الحوار والدبلوماسية السلمية القائم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ونسعى إلى عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة، ونرحب بدعمكم لهذا المسعى لإرساء السلام وعودة الاستقرار في المنطقة، وبالعمل معاً وجميع الأطراف المعنية، على سرعة التعامل مع تداعيات الشأن الفلسطيني، ونحث على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي ومجلس الأمن لموقف حازم لوقف الحرب على غزة تمهيداً لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
كما نثمن هنا مواقف الصين للاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ولما تبديه من اهتمام واضح ومساندة كبيرة للقضايا العربية العادلة. مرة أخرى نشكركم دولة الرئيس على هذا اللقاء، ونؤكد من جديد على دعمنا الثابت لمبدأ الصين الواحدة وسيادتها ووحدة أراضيها، التي نتمنى لها ولشعبها الصديق دوام التقدم والرقي والازدهار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وخلال الاجتماع تم استعراض مختلف جوانب علاقات الصداقة الوطيدة وسبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف الجوانب الحيوية وبخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية، إلى جانب بحث عدد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد جلالته اعتزاز مملكة البحرين بعلاقاتها الإستراتيجية الوثيقة مع جمهورية الصين الشعبية وحرصها على دفع هذه العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة، منوهاً بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات البحرينية الصينية خلال السنوات الماضية على المستويات كافة لاسيما الاقتصادية والتجارية والذي يأتي انطلاقًا من توجه المملكة الذي يقوم على تقوية علاقاتها مع مختلف دول العالم بما يعود النفع على الجميع، مشيرًا إلى ما يجمع البلدين الصديقين من تاريخ وحضارة عريقة وقيم مشتركة.
وأشاد جلالته بالدور الحيوي والمؤثر التي تضطلع به الصين على الصعيد العالمي وجهودها في تعزيز وتنمية علاقات التعاون مع الدول العربية وبالاهتمام الذي توليه لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بما يخدم جهود التنمية والازدهار.