عقدا جلسة مباحثات رسمية شهدت توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم
عقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في بكين أمس، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته لجمهورية الصين الشعبية.
ولدى وصول موكب حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم كان في استقباله فخامة الرئيس الصيني، وقد جرت لجلالة الملك المعظم مراسم استقبال رسمية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته ثم تم عزف السلامين الملكي البحريني والجمهوري الصيني، ثم تفقد جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الصيني حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما ثم توجه جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الصيني إلى قاعة الاجتماعات حيث عُقدت جَلسة المباحثات الرسمية بحضور الجانبين البحريني والصيني.
وقد ألقى فخامة الرئيس الصيني كلمة بهذه المناسبة قال فيها: نرحب بحضور صاحب الجلالة في جمهورية الصين ومشاركته في دورة الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني.
في البداية أود أن أهنئكم على استضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين بعد تسلم رئاسة جامعة الدول العربية، ونثق بأن مملكة البحرين ستقدم إسهامات أكثر لتعزيز تنمية ونهضة العالم العربي.
جلالة الملك المعظم صديق قديم للشعب الصيني، ونقدر اهتمامكم بتطوير العلاقات الثنائية والتعاون في كل المجالات.
مضت 11 سنة على آخر زيارة لكم وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لتنمية العلاقات وتعزيزها.
في السنوات الأخيرة تطورت هذه العلاقات كثيراً بفضل قيادتنا وحرصنا المشترك، وقد حرص البلدان على تعزيز التعاون في شتى المجالات وتنسيق المواقف ونحن نحرص على تطوير تعاوننا معكم؛ لنعود بالمنفعة للشعبين الصديقين وتحقيق المصالح المشتركة.
ثم ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية،
أصحاب المعالي والسعادة،
تحية تقدير ومودة لفخامتكم، ونشكركم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ويسعدنا تلبية دعوتكم الكريمة لزيارة بلدكم العظيم، الذي تربطنا به علاقات صداقة نعتز بها، لنعمل من خلالها على تعزيز تعاوننا عبر تفعيل اتفاقياتنا الثنائية، واستكشاف الفرص الاستثمارية المتنوعة والمتاحة لدى الجانبين، لتحقيق أهدافنا وتطلعاتنا المشتركة.
وتأتي زيارتنا هذه في سياق حرصنا على إحاطتكم بأبرز ما نتج عن أعمال القمة العربية التي تتولى مملكة البحرين رئاسة دورتها الثالثة والثلاثين، وثقتنا كبيرة بدعم الصين الصديقة لقراراتها التي تصب في مصلحة المنطقة وأمنها واستقرارها.
وننتهز هذه الفرصة الطيبة، لإبداء امتناننا لدور الصين واهتمامها المشكور بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية في مملكة البحرين، التي تبادلكم بدورها، ذات الاهتمام لتقوية روابطنا الاقتصادية التي تعود بتاريخها لسبعينيات القرن الماضي، ونفتخر بالإشارة مجدداً لأول شحنة ألمنيوم أرسلتها البحرين إلى بلدكم الصديق منذ ذلك التاريخ.
أما اليوم وبالتزامن مع زيارتنا هذه، فقد قامت ناقلتنا الوطنية طيران الخليج بإطلاق رحلاتها الجوية المباشرة لمدينتي شانغهاي وجوانزو، وكلنا يقين، فخامة الرئيس، أننا على الطريق الصحيح لتنمية علاقاتنا الاقتصادية بمجالاتها الواعدة.
كما نقدر، بهذه المناسبة، مساندة الصين لانضمام البحرين إلى منظمة شنغهاي للتعاون، ما يعكس التكاتف القوي بين بلدينا على الساحة الدولية. ونتطلع كذلك إلى الانتهاء من المفاوضات الجارية بين مجلس التعاون والصين، لإنشاء منطقة تجارة حرة، تعزيزاً للتبادل التجاري والاستثماري بين منطقتينا.
فخامة الرئيس،
إننا ملتزمون بترسيخ ونشر قيم السلام والتسامح والتعايش الإنساني، وندعو إلى حل الصراعات والنزاعات، ومنح الشعوب أبسط حقوقهم الإنسانية، كحق الحياة اللائقة والتمتع بالصحة الجيدة والحصول على التعليم الأساسي، وهو ما أكدت عليه قمة البحرين التي عُقدت مؤخراً، بما طرحته من قرارات ومبادرات نسعى من خلالها لتعزيز العمل العربي المشترك وسبل التعاون مع الدول الصديقة، لحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين وتحقيق الرخاء لشعوب المنطقة.
ونسعى لعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة، ونرحب بدعمكم لهذا المسعى لإرساء السلام وعودة الاستقرار في المنطقة، وبالعمل معاً وجميع الأطراف المعنية، على سرعة التعامل مع تداعيات الشأن الفلسطيني، ونحث على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي ومجلس الأمن لموقف حازم لوقف الحرب على غزة تمهيداً لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. كما نثمن هنا مواقف الصين للاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ولما تبديه من اهتمام واضح ومساندة كبيرة للقضايا العربية العادلة، ونشكركم، فخامة الرئيس، على هذا الموقف المشرّف الذي نسانده ونفتخر به.
وختاماً، نكرر امتناننا لدعوتكم الكريمة، مع خالص تمنياتنا لكم بالصحة والسعادة، ولشعبكم وبلدكم الصديق بدوام التقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد بحث الجانبان مسار علاقات التعاون الثنائي، وما وصلت إليه من مستوى متقدم، وسبل تطوير التعاون المشترك والارتقاء به إلى آفاق أشمل لما من شأنه خدمة مصالح وأهداف البلدين والشعبين الصديقين.
وأشاد جلالته بما تحققه جمهورية الصين الشعبية من تطور مستمر في النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة والتقدم التكنولوجي والابتكار، مؤكداً حرص مملكة البحرين على تعزيز التعاون الثنائي للاستفادة من الخبرة الصينية المتقدمة في مختلف المجالات.
وأكد صاحب الجلالة اعتزاز مملكة البحرين قيادةً وشعباً بعلاقاتها التاريخية الراسخة مع جمهورية الصين الصديقة، منوهاً بالمكانة الدولية الرفيعة لجمهورية الصين، كعضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، وجهودها للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ومساندتها الدائمة للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيداً في هذا الخصوص بموقف جمهورية الصين الشعبية في مجلس الأمن المؤيد للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وقبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ومن جانبه أعرب الرئيس الصيني عن تقديره للنهج الحكيم الذي تتبعه مملكة البحرين في مسيرتها التنموية وعلاقاتها الدولية، وجهودها لتكريس قيم التسامح والتعايش الإنساني والتواصل الحضاري، مشيداً باستضافة مملكة البحرين للقمة العربية الثالثة والثلاثين وما حققته من نجاح كبير لتعزيز التعاون العربي على المستويات كافة.
وقد أثنى فخامة الرئيس الصيني على المواقف العربية الثابتة لمملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم ودورها المشرف في دعم القضايا العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، وبمواقف جلالته الحكيمة تجاه قضايا المنطقة، وجهوده لإحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
وجرى خلال جلسة المباحثات بحث التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الساحة العربية خصوصاً، وفي مقدمتها الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية دون عوائق لتخفيف معاناة سكان القطاع.
وأكد الجانبان ضرورة العمل على تحرك دولي فاعل للعملية السلمية في الشرق الأوسط، لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، لضمان السلم والاستقرار في المنطقة.
كما شدد الجانبان على أهمية دور مجلس الأمن الدولي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتسوية الصراعات والنزاعات العالمية عبر الحوار والمفاوضات الدبلوماسية، وفق قواعد القانون الدولي، بما يكفل السلام والاستقرار لشعوب العالم، وتكريس الجهود الدولية لمعالجة التحديات والقضايا الدولية الملحة، وفي مقدمتها التنمية المستدامة، والبيئة وتغير المناخ، والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، ومكافحة الإرهاب وتمويله، ومنع الانتشار النووي.
بعد ذلك شهد حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الصيني مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين:
1- مذكرة التفاهم بين وزارة المالية والاقتصاد الوطني بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية بشأن إنشاء مجموعة عمل للاستثمار والتعاون الاقتصادي، وتهدف المذكرة إلى إنشاء مجموعة عمل للاستثمار والتعاون الاقتصادي وذلك لتطوير التعاون الاقتصادي والفني والتجاري بين البلدين.
وقد وقعها من الجانب البحريني معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد وانغ ون تاو وزير التجارة.
2- مذكرة تفاهم بين شركة ممتلكات البحرين القابضة "ممتلكات" ومؤسسة الاستثمار الصينية ( CIC)، وتهدف المذكرة إلى التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية المحتملة بين الشركتين.
وقد وقعها من الجانب البحريني معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني ورئيس مجلس إدارة شركة ممتلكات، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد بنغ تشون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة الاستثمار الصينية.
3- مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة بمملكة البحرين واللجنة الوطنية بجمهورية الصين الشعبية حول التعاون في المجال الصحي، وتهدف المذكرة إلى تعزيز علاقة الصداقة بين البلدين في مجالات الصحة والعلوم الطبية والمسائل الصحية على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
وقد وقعها من الجانب البحريني سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد ليي هايتشاو وزير اللجنة الوطنية للصحة.
4- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية الصين الشعبية حول المناطق الصناعية، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الشراكة الصناعية وتبادل المنفعة بين البلدين وفقاً لقوانينهما.
وقد وقعها من الجانب البحريني سعادة السيد عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد جين تشوانغ لونغ وزير الصناعة وتقنية المعلومات.
5- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية حول التجارة الإلكترونية، وتهدف المذكرة إلى تعزيز التجارة الإلكترونية بين البلدين على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة.
وقد وقعها من الجانب البحريني سعادة السيد عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد وانغ ون تاو وزير التجارة.
6- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية بشأن الاقتصاد الرقمي، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الاقتصاد والاستثمار الرقمي بين البلدين تنفيذاً للخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035.
وقد وقعها من الجانب البحريني سعادة السيد عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد وانغ ون تاو وزير التجارة.
7- مذكرة تفاهم للتعاون بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بمملكة البحرين والإدارة الوطنية الصينية للفضاء بجمهورية الصين الشعبية، وتهدف المذكرة إلى تكثيف الجهود في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية، وتنظيم برامج تدريبية في مجال علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء.
وقد وقعها من الجانب البحريني الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد تشوانغ كي جيان رئيس إدارة الفضاء الوطنية الصينية.
8- اتفاقية تعاون بين وكالة أنباء البحرين ووكالة أنباء شينخوا بجمهورية الصين الشعبية، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز وتحديد شكل ومجالات التعاون بين الطرفين في مجال الأخبار وتبادل المعلومات.
وقد وقعها من الجانب البحريني الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد فو هوا رئيس وكالة أنباء شينخوا.
9- مذكرة تفاهم بين مركز الاتصال الوطني ومجموعة الصين للإعلام، وتهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون المتبادل بين وسائل الإعلام والمؤسسات في مملكة البحرين والصين، وتعميق العلاقات البحرينية الصينية بشكل أكبر.
وقد وقعها من الجانب البحريني الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد شن هاي شيونغ رئيس ورئيس تحرير مجموعة الصين للإعلام.
10- مذكرة تفاهم بين كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) وجامعة بكين بشأن التعاون الاستراتيجي في بعض المجالات، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الصداقة المتبادلة والبحث الأكاديمي والتعاون التعليمي بين المؤسستين.
وقد وقعها من الجانب البحريني الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها من الجانب الصيني سعادة السيد جونغ تشي خوانغ رئيس جامعة بكين.
وتكريماً لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أقام فخامة الرئيس الصيني مأدبة عشاء حضرها أعضاء الوفد المرافق لجلالة الملك المعظم وكبار المسؤولين في الحكومة الصينية.
بعد ذلك ودع فخامة الرئيس الصيني جلالة الملك المعظم في ختام زيارة الدولة التي قام بها جلالته لجمهورية الصين الشعبية.