محمد الرشيدات
فرصة لإطلاق العنان لطاقات أبناء دول المجلس
إستراتيجيات وبرامج مشتركة للاستثمار بالشباب الخليجي
الاحتفاء بالشباب الخليجي بادرةٌ تقدّر إنجازات أبناء التعاون
النسخة الثالثة ليوم الشباب الخليجي تحل اليوم، بعد أن كانت بداية الحكاية في شهر أبريل من العام 2021، عندما أعلن الاجتماع الـ34 للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن اعتماد يوم السادس من يونيو من كل سنة يوماً يُحتفل فيه بالشباب الخليجي، كمبادرة تأتي انطلاقاً من مبدأ الإيمان الثابت الراسخ في وجدان أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بأهمية الشباب في صناعة مستقبل الأمم والرقي بالمجتمعات، وذلك يظهر ملياً في خطاباتهم المليئة بالتوجيهات السامية للجهات الرسمية الداعية إلى إيلاء فئة الشباب العناية الكاملة وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، لكون هذه الشريحة تمثّل النسبة الأكبر في نسيج مجتمعاتها وتكوينها، ومن الحتمي بمكان تسليط الضوء على العديد من تجاربها الملهمة في مجالات مختلفة على صعيد الإبداع، والابتكار، والبحث العلمي، وريادة الأعمال، والفنون والثقافة وغيرها من المحاور والمجالات الأخرى.
السادس من يونيو، يوم سيتذكره شباب الخليج في كل عام، بعد أن حُدِّدَ قبل سنتين للفت الانتباه وتسليط الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية والقانونية والسياسية والاجتماعية الخاصة بالشباب الخليجي، الذي يُمثِّلُ قاعدة كبيرة بين سكان دول الخليج، خصوصاً ممن تتراوح أعمارهم بين الـ15 و25 عاماً، حيث يتجاوز عددهم نسبة 25% وفق إحصائيات خليجية رسمية، الأمر الذي يشغل مساحة وفيرة داخل محيط سياسات وزارات الشباب والرياضة بدول الخليج لوأد التحديات وتجفيف منابعها أمامهم ومنحهم الفرصة الحقيقية ليصبحوا فاعلين رئيسيين للتغيير الإيجابي من أجل تحقيق أشراط النماء والازدهار، وإسهاماتهم في تعزيز السلام والأمن لبلدانهم.
واليوم؛ تأتي النسخة الثالثة ليوم الشباب الخليجي بعدما انطلقت النسخة الأولى منه في 2022، في الوقت الذي تبرز فيه متنوع الاستراتيجيات والبرامج القائمة التي تتبناها وزارات الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون والتي تلامس عقل الشباب الخليجي وتعزيز الوعي بمفهوم تمكينهم واستثمار طاقاتهم الإيجابية بالشكل الأنسب، والاستفادة من إبداعاتهم الخلّاقة، من نافذة طرح المحفزات وبرامج الدعم الحكومي التي تستهدف قضاياهم، والسعي الحثيث لذلك في إطار تمكينٍ مجتمعي فعّال ومستمر وإيجابي.
إن تطلعات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لا سقف لها، فهي من تلامس سماء الاستثمار في فئة الشباب باعتبارها الثروة البشرية الوطنية لدول مجلس التعاون، وأهمية تمكينهم بشكل أكبر في التنمية، والاستفادة من إبداعاتهم وخلق الفرص المناسبة لهم ليكونوا رقماً هاماً في معادلة التنمية المستدامة، وذلك بناءً على ما يمتلكه الشباب الخليجي من خبرات واسعة في العديد من القطاعات والمجالات، ليطفو على السطح يقيناً جازماً بأن هؤلاء الشباب هم رهان المستقبل، بل وركيزة استدامة نهضته وتقدمه في شتى المجالات، الأمر الذي يُحفّز هذه الشريحة المهمة على ترجمة الطموحات الوطنية إلى حقائق ملموسة، وذلك لن يتمّ إلّا إذا أُطلق العنان لأفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم.
وما الاحتفال بيوم الشباب الخليجي إلّا مدعاة لإبراز الإنجازات التي سطّرها شباب وشابات دول الخليج العربية تحفيزاً لهم والدفع بخطواتهم نحو تسطير المزيد من النجاحات لدولهم أولاً، ومن ثَمَّ لمنظومة خليجية واحدة لها رؤيتها الموحّدة ومستقبلها الواعد الذي ينتظرها، وذلك ما تسعى لإمضائه دول مجلس التعاون من خلال تذليل العقبات كافّة وتسخير جميع الإمكانات لخدمة فئة الشباب عبر جُمل من صور التعاون والتنسيق المتكامل بينها، إلى جانب إعداد وتنفيذ استراتيجيات وبرامج خليجية مشتركة للشباب الخليجي لتمكينهم من أداء أدوارهم الفاعلة في شتى القطاعات بثقة وعزيمة كبيرة.
تخصيص يوم في السنة للاحتفاء بالشباب الخليجي يجسّد مدى حرص قيادات الدول الخليجية على دعم فئة الشباب، وتبنّي المبادرات غير النمطية التي تسهم في رعايتهم، فهم المحرك الرئيس للتطور والتنمية وهم مرتكز رئيس لتقدّم أوطانهم وعماد حاضرها وضمان مستقبلها.