وليد صبري
دور كبير للبحرين ومصر في السعي لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات لغزة
من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل قيداً على مصر
على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون العرب
من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل قيداً على مصر
على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون العرب
أكد عضو مجلس الشيوخ المصري ورئيس تحرير صحيفة «الشروق» المصرية، عماد الدين حسين، أن «مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم قادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك، والحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية والتعاون والتكامل في كافة المجالات، من خلال رئاسة القمة العربية الـ33 خلال المرحلة المقبلة»، مشدداً على أن «الدبلوماسية البحرينية استطاعت أن تمهد الطريق لنجاح اجتماعات القمة العربية التي عقدت في البحرين منتصف الشهر الماضي قبل أن تبدأ».
وأضاف في حوار مع «الوطن» على هامش زيارته الأخيرة للمملكة أن «هناك دور كبير وفعال لمملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في الدعوة والحشد من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع، والدعوة إلى تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم، وضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى «ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على المجتمع الدولي من أجل إجبار إسرائيل على القبول بحل الدولتين».
واعتبر عضو مجلس الشيوخ المصري أنه «من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية السلام «كامب ديفيد» تمثل قيداً على مصر»، موضحاً أن «بعض النخبة في إسرائيل يعتقدون خطأ أنه بالإمكان الحصول على كل شيء مجاناً»، مبيناً أن «دعم بايدن لإسرائيل ربما يؤثر سلباً على موقفه في الانتخابات الأمريكية المقبلة».
وفيما يتعلق بالعلاقات العربية الإيرانية، نوه حسين إلى أنه «على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وبشأن عودة تيارات الإسلام السياسي إلى الساحة السياسية مجدداً، أوضح عضو مجلس الشيوخ المصري أن «ذلك ربما يكون مستبعداً في الوقت الحالي، لكن في الوقت ذاته على الحكومات العربية الانتباه إلى ضرورة تبني نموذج تنمية وتقدم حداثي حقيقي الأمر الذي يقطع الطريق أمام عودة أية تيارات متطرفة تسبب عدم استقرار للمنطقة العربية». وإلى نص الحوار:
آمال عربية كبيرة تضعها الشعوب العربية على رئاسة البحرين للقمة العربية خلال المرحلة المقبلة.. كيف ترون ذلك؟
- منذ اللحظة الأولى، وجدنا اهتماماً كبيراً من مملكة البحرين بتنظيم اجتماعات القمة العربية الـ33، حيث كان الاستقبال في مطار البحرين الدولي استقبال حافل، وحركة المرور منظمة، والشوارع مزدانة بصور القادة العرب مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، كما ظهرت بوضوح حفاوة الشعب البحريني، وفي المركز الإعلامي، كان هناك تنظيماً رائعاً وتسهيلات جيدة وسهولة في الوصول إلى المعلومات، والتواجد الكبير لعدد من وسائل الإعلام العربية والعالمية والدولية، وبالتالي على هذا المستوى كان هناك نجاح كبير جداً، وهناك الجزء المتعلق باستقبال الوفود والاجتماعات التي سبقت القمة، كل هذه الأمور، وكل تلك المؤشرات أظهرت بشكل واضح أن البحرين وهي تنظم أول قمة عربية، القمة الـ33، حققت نجاحاً واضحاً وتنظيماً جيداً يستحق القائمون عليه كل الشكر والتقدير.
حينما تحدثت مع العديد من المراقبين والمحللين والكثير من الزملاء الإعلاميين، كان هناك ما يشبه التوافق على أن هذه القمة وجهت رسالة قوية ومتميزة في نصرة الشعب الفلسطيني وتصدرها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض العدوان والوحشية الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بحل الدولتين، وبطبيعة الحال فإن القمة تطرقت إلى العديد من القضايا العربية في المناطق الملتهبة، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي على غزة كان هو الشغل الشاغل للجميع وطغى على كافة القضايا الأخرى، وأكثر من 70% من القضايا كانت سياسية، وفي القلب بطبيعة الحال القضية الفلسطينية، لكن هذا لم يمنع من التطرق لمناقشة العديد من القضايا الأخرى، مثل، السودان، واليمن، وليبيا، والعراق، وسوريا، كما أن العمل العربي المشترك استحوذ على جزء كبير من النقاش أيضاً، وبالتالي نتمنى أن تؤسس هذه القمة وما يليها خاصة وأن البحرين سوف تترأس القمة لمدة عام، وبالتالي نتمنى ونأمل أن تنجح في سد العديد من ثغرات العمل العربي المشترك، حيث استمعنا إلى الخطابات والتصريحات السياسية الصادرة عن كبار القادة والمسؤولين في مملكة البحرين، وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم وكلها تشير إلى رغبة وقدرة للبحرين على إحداث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك ونتمنى أن تتحقق على أرض الواقع.
كيف ترون دور الدبلوماسية البحرينية في الحشد من أجل الدعوة لإقرار السلام العادل والشامل؟
- من الأشياء الملفتة للنظر أن وزير الخارجية البحريني د. عبداللطيف الزياني زار نحو 17 دولة عربية في أقل من شهر، وهذا كان جزءاً كبيراً من التمهيد لنجاح القمة العربية، كما أن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم قد تواصل مع العديد من القادة العرب وانعكس ذلك أيضاً على مستوى الحضور المتميز، وبالتالي ذلك يسجل نجاحاً في تنظيم البحرين للقمة العربية بالتعاون مع الجامعة العربية، والإعداد الجيد للقمة من قبل البحرين، وكان السبب المباشر لنجاحها ونجاح إعلان بيانها الختامي ومخرجاتها وبالتالي تضافر العديد من العوامل ليؤكد أن القمة كتب لها النجاح قبل أن تنعقد.
تترأس البحرين القمة العربية في ظل ظروف صعبة ومعقدة خاصة ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.. كيف تقيمون ذلك؟
- العدوان الإسرائيلي على غزة استغل عملية «طوفان الأقصى» التي جرت في 7 أكتوبر الماضي، لكن بطبيعة الحال، الكثير من المراقبين والمتابعين يؤكدون أن هناك العديد من المشروعات الإسرائيلية المسبقة والجاهزة من أجل الهيمنة الإسرائيلية، والتحرر من كل التزامات السلام، وقد استغلت الحكومة الإسرائيلية ذلك من أجل محاولة إنهاء القضية الفلسطينية، وتصفيتها، وسمعنا الكثير من المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا عن تهجير أهل غزة إلى جمهورية مصر العربية، وتهجير أهل الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حتى تنتهي القضية الفلسطينية تماماً، لكن العرب واعين لذلك تماما، وكما نعلم أن الحكومة اليمنية المتطرفة في إسرائيل هي التي تحكم، مع الأخذ في الاعتبار أن العرب قدموا النوايا الطيبة من أجل السلام منذ مبادرة السلام العربية في 2002، وقبلها، حيث تعد هي الصيغة الأفضل للتطبيق لكن ذلك يحتاج إلى تعزيز التضامن العربي وتوحيد الصف الفلسطيني وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي من أجل إجبار إسرائيل على تطبيق حل الدولتين.
كيف ترون الجهود البحرينية المصرية في دعم وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل وصول المساعدات للقطاع؟
- العلاقات المصرية البحرينية متميزة على كافة المستويات، وتشمل جميع الأصعدة، ونرى جهوداً دبلوماسية مصرية بحرينية، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصة وأن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تربطهما علاقات وطيدة وطيبة وقوية وبالتالي مصر تلعب دوراً كبيراً من أجل تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة ومن أجل نجدة وإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع وقد تعاونت القاهرة مع عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والغربية، وكان التعاون المصري البحريني عاملا مهماً ورئيساً في مسألة المساعدات الإنسانية أو على مستوى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في القطاع، وكذلك الدعوة إلى تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم، وضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير وتمكينه ودعمه.
كيف ترون توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل خلال المرحلة الحالية؟
- نعم هناك توتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل، رغم ارتباط البلدين بمعاهدة سلام «كامب ديفيد»، منذ عام 1979، لكن مصر لديها أيضا ارتباط عميق وقوي بالشعب الفلسطيني وحريصة على نصرته وحصوله على حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية، وللأسف أن بعض الأوساط في إسرائيل يعتقدون أن اتفاقية كامب ديفيد تشكل قيداً على مصر وهذا ليس صحيحاً، لأن مصر متمسكة باتفاقية كامب ديفيد طالما أنها تحقق المصالح المصرية، لكن إذا كان هناك أي تجاوز إسرائيلي يهدد الأمن القومي المصري أو العربي، أو القضية الفلسطينية فإن ذلك بشكل مباشر سوف يؤثر على اتفاقية السلام، وللأسف، أن تفكير بعض النخبة في إسرائيل يعتقد خطأً أنه يمكن الحصول على كل شيء مجاناً، لكن في الوقت ذاته، مصر تؤكد على مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية والأرض مقابل السلام، وهذه هي المحددات والثوابت الرئيسية.
كيف ترون مستقبل العلاقات العربية الإيرانية خلال المرحلة المقبلة؟
- نتمنى أن تدرك إيران أن علاقات حسن الجوار مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع الدول العربية هي الأساس، وليس مبدأ الهيمنة والسيطرة، وأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات طيبة في ظل الحديث عن أطماع ومسائل من هذا القبيل، لأنه في النهاية، الدول العربية وإيران تربطهما جيرة تاريخية، وبالتالي إذا لم تكن هناك علاقات حسن جوار قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية فإن ذلك لن يكون في صالح الطرفين، وبالتأكيد لن يكون في صالح إيران بدرجة كبيرة.
هل تعتقدون أن هناك تأثير مباشر للحرب الإسرائيلية على غزة على نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة؟
- حتى هذه اللحظة، يبدو تأثير حرب غزة على الانتخابات الأمريكية ضئيلاً، وبالتالي هناك العامل الأساسي الذي يذهب إليه الناخب الأمريكي حيث يفاضل بين الجمهوريين والديمقراطيين، وهناك فئة متأرجحة بين الحزبين، وأعتقد أن العامل الاقتصادي ربما يلعب دوراً أكبر في تلك الانتخابات، لكن نلاحظ أن التيار الشبابي التقدمي في الحزب الديمقراطي يعارض سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الدعم المفتوح لإسرائيل وربما هذا يكلفه خسارة الأصوات العربية.
هل تتوقعون عودة تيارات الإسلام السياسي إلى العمل السياسي في الدول العربية مرة أخرى؟
- عودة تلك التيارات من عدمها يتوقف على البيئة السياسية، فعلى سبيل المثال، الشعب المصري نجح في التخلص من تلك التيارات التي تاجرت باسم الدين، لكن المهم أيضاً أن يكون لدينا في المنطقة العربية نموذج تنمية وتقدم حداثي حقيقي، فإذا حدث ذلك سوف يكشف جميع التيارات التي تتاجر باسم الدين، وبالتالي يجب أن تنتبه الحكومات العربية من أجل تطوير التنمية والاهتمام بالتعليم والصحة، لأنه بدون تطبيق نموذج تنمية قوي سوف تعطي الفرصة لتيارات الإسلام السياسي أو التيارات المتطرفة الأخرى إلى العودة مرة أخرى، سواء من خلال ستار الدين أو غير ذلك من الأفكار، لأنهم ببساطة سوف يستغلون فقر المجتمعات في المنطقة العربية بأكملها، وعليه فإن توفر نموذج التنمية والتقدم والنموذج الفكري والثقافي والحداثي هو من يسحب البساط من تحت أقدام تلك التيارات كلها.
دور كبير للبحرين ومصر في السعي لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات لغزة
من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل قيداً على مصر
على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون العرب
من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل قيداً على مصر
على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون العرب
أكد عضو مجلس الشيوخ المصري ورئيس تحرير صحيفة «الشروق» المصرية، عماد الدين حسين، أن «مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم قادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك، والحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية والتعاون والتكامل في كافة المجالات، من خلال رئاسة القمة العربية الـ33 خلال المرحلة المقبلة»، مشدداً على أن «الدبلوماسية البحرينية استطاعت أن تمهد الطريق لنجاح اجتماعات القمة العربية التي عقدت في البحرين منتصف الشهر الماضي قبل أن تبدأ».
وأضاف في حوار مع «الوطن» على هامش زيارته الأخيرة للمملكة أن «هناك دور كبير وفعال لمملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في الدعوة والحشد من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع، والدعوة إلى تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم، وضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى «ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على المجتمع الدولي من أجل إجبار إسرائيل على القبول بحل الدولتين».
واعتبر عضو مجلس الشيوخ المصري أنه «من الخطأ اعتقاد إسرائيل أن اتفاقية السلام «كامب ديفيد» تمثل قيداً على مصر»، موضحاً أن «بعض النخبة في إسرائيل يعتقدون خطأ أنه بالإمكان الحصول على كل شيء مجاناً»، مبيناً أن «دعم بايدن لإسرائيل ربما يؤثر سلباً على موقفه في الانتخابات الأمريكية المقبلة».
وفيما يتعلق بالعلاقات العربية الإيرانية، نوه حسين إلى أنه «على إيران احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وبشأن عودة تيارات الإسلام السياسي إلى الساحة السياسية مجدداً، أوضح عضو مجلس الشيوخ المصري أن «ذلك ربما يكون مستبعداً في الوقت الحالي، لكن في الوقت ذاته على الحكومات العربية الانتباه إلى ضرورة تبني نموذج تنمية وتقدم حداثي حقيقي الأمر الذي يقطع الطريق أمام عودة أية تيارات متطرفة تسبب عدم استقرار للمنطقة العربية». وإلى نص الحوار:
آمال عربية كبيرة تضعها الشعوب العربية على رئاسة البحرين للقمة العربية خلال المرحلة المقبلة.. كيف ترون ذلك؟
- منذ اللحظة الأولى، وجدنا اهتماماً كبيراً من مملكة البحرين بتنظيم اجتماعات القمة العربية الـ33، حيث كان الاستقبال في مطار البحرين الدولي استقبال حافل، وحركة المرور منظمة، والشوارع مزدانة بصور القادة العرب مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، كما ظهرت بوضوح حفاوة الشعب البحريني، وفي المركز الإعلامي، كان هناك تنظيماً رائعاً وتسهيلات جيدة وسهولة في الوصول إلى المعلومات، والتواجد الكبير لعدد من وسائل الإعلام العربية والعالمية والدولية، وبالتالي على هذا المستوى كان هناك نجاح كبير جداً، وهناك الجزء المتعلق باستقبال الوفود والاجتماعات التي سبقت القمة، كل هذه الأمور، وكل تلك المؤشرات أظهرت بشكل واضح أن البحرين وهي تنظم أول قمة عربية، القمة الـ33، حققت نجاحاً واضحاً وتنظيماً جيداً يستحق القائمون عليه كل الشكر والتقدير.
حينما تحدثت مع العديد من المراقبين والمحللين والكثير من الزملاء الإعلاميين، كان هناك ما يشبه التوافق على أن هذه القمة وجهت رسالة قوية ومتميزة في نصرة الشعب الفلسطيني وتصدرها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض العدوان والوحشية الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بحل الدولتين، وبطبيعة الحال فإن القمة تطرقت إلى العديد من القضايا العربية في المناطق الملتهبة، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي على غزة كان هو الشغل الشاغل للجميع وطغى على كافة القضايا الأخرى، وأكثر من 70% من القضايا كانت سياسية، وفي القلب بطبيعة الحال القضية الفلسطينية، لكن هذا لم يمنع من التطرق لمناقشة العديد من القضايا الأخرى، مثل، السودان، واليمن، وليبيا، والعراق، وسوريا، كما أن العمل العربي المشترك استحوذ على جزء كبير من النقاش أيضاً، وبالتالي نتمنى أن تؤسس هذه القمة وما يليها خاصة وأن البحرين سوف تترأس القمة لمدة عام، وبالتالي نتمنى ونأمل أن تنجح في سد العديد من ثغرات العمل العربي المشترك، حيث استمعنا إلى الخطابات والتصريحات السياسية الصادرة عن كبار القادة والمسؤولين في مملكة البحرين، وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم وكلها تشير إلى رغبة وقدرة للبحرين على إحداث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك ونتمنى أن تتحقق على أرض الواقع.
كيف ترون دور الدبلوماسية البحرينية في الحشد من أجل الدعوة لإقرار السلام العادل والشامل؟
- من الأشياء الملفتة للنظر أن وزير الخارجية البحريني د. عبداللطيف الزياني زار نحو 17 دولة عربية في أقل من شهر، وهذا كان جزءاً كبيراً من التمهيد لنجاح القمة العربية، كما أن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم قد تواصل مع العديد من القادة العرب وانعكس ذلك أيضاً على مستوى الحضور المتميز، وبالتالي ذلك يسجل نجاحاً في تنظيم البحرين للقمة العربية بالتعاون مع الجامعة العربية، والإعداد الجيد للقمة من قبل البحرين، وكان السبب المباشر لنجاحها ونجاح إعلان بيانها الختامي ومخرجاتها وبالتالي تضافر العديد من العوامل ليؤكد أن القمة كتب لها النجاح قبل أن تنعقد.
تترأس البحرين القمة العربية في ظل ظروف صعبة ومعقدة خاصة ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.. كيف تقيمون ذلك؟
- العدوان الإسرائيلي على غزة استغل عملية «طوفان الأقصى» التي جرت في 7 أكتوبر الماضي، لكن بطبيعة الحال، الكثير من المراقبين والمتابعين يؤكدون أن هناك العديد من المشروعات الإسرائيلية المسبقة والجاهزة من أجل الهيمنة الإسرائيلية، والتحرر من كل التزامات السلام، وقد استغلت الحكومة الإسرائيلية ذلك من أجل محاولة إنهاء القضية الفلسطينية، وتصفيتها، وسمعنا الكثير من المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا عن تهجير أهل غزة إلى جمهورية مصر العربية، وتهجير أهل الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حتى تنتهي القضية الفلسطينية تماماً، لكن العرب واعين لذلك تماما، وكما نعلم أن الحكومة اليمنية المتطرفة في إسرائيل هي التي تحكم، مع الأخذ في الاعتبار أن العرب قدموا النوايا الطيبة من أجل السلام منذ مبادرة السلام العربية في 2002، وقبلها، حيث تعد هي الصيغة الأفضل للتطبيق لكن ذلك يحتاج إلى تعزيز التضامن العربي وتوحيد الصف الفلسطيني وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي من أجل إجبار إسرائيل على تطبيق حل الدولتين.
كيف ترون الجهود البحرينية المصرية في دعم وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل وصول المساعدات للقطاع؟
- العلاقات المصرية البحرينية متميزة على كافة المستويات، وتشمل جميع الأصعدة، ونرى جهوداً دبلوماسية مصرية بحرينية، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصة وأن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تربطهما علاقات وطيدة وطيبة وقوية وبالتالي مصر تلعب دوراً كبيراً من أجل تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة ومن أجل نجدة وإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع وقد تعاونت القاهرة مع عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والغربية، وكان التعاون المصري البحريني عاملا مهماً ورئيساً في مسألة المساعدات الإنسانية أو على مستوى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في القطاع، وكذلك الدعوة إلى تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم، وضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير وتمكينه ودعمه.
كيف ترون توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل خلال المرحلة الحالية؟
- نعم هناك توتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل، رغم ارتباط البلدين بمعاهدة سلام «كامب ديفيد»، منذ عام 1979، لكن مصر لديها أيضا ارتباط عميق وقوي بالشعب الفلسطيني وحريصة على نصرته وحصوله على حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية، وللأسف أن بعض الأوساط في إسرائيل يعتقدون أن اتفاقية كامب ديفيد تشكل قيداً على مصر وهذا ليس صحيحاً، لأن مصر متمسكة باتفاقية كامب ديفيد طالما أنها تحقق المصالح المصرية، لكن إذا كان هناك أي تجاوز إسرائيلي يهدد الأمن القومي المصري أو العربي، أو القضية الفلسطينية فإن ذلك بشكل مباشر سوف يؤثر على اتفاقية السلام، وللأسف، أن تفكير بعض النخبة في إسرائيل يعتقد خطأً أنه يمكن الحصول على كل شيء مجاناً، لكن في الوقت ذاته، مصر تؤكد على مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية والأرض مقابل السلام، وهذه هي المحددات والثوابت الرئيسية.
كيف ترون مستقبل العلاقات العربية الإيرانية خلال المرحلة المقبلة؟
- نتمنى أن تدرك إيران أن علاقات حسن الجوار مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع الدول العربية هي الأساس، وليس مبدأ الهيمنة والسيطرة، وأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات طيبة في ظل الحديث عن أطماع ومسائل من هذا القبيل، لأنه في النهاية، الدول العربية وإيران تربطهما جيرة تاريخية، وبالتالي إذا لم تكن هناك علاقات حسن جوار قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية فإن ذلك لن يكون في صالح الطرفين، وبالتأكيد لن يكون في صالح إيران بدرجة كبيرة.
هل تعتقدون أن هناك تأثير مباشر للحرب الإسرائيلية على غزة على نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة؟
- حتى هذه اللحظة، يبدو تأثير حرب غزة على الانتخابات الأمريكية ضئيلاً، وبالتالي هناك العامل الأساسي الذي يذهب إليه الناخب الأمريكي حيث يفاضل بين الجمهوريين والديمقراطيين، وهناك فئة متأرجحة بين الحزبين، وأعتقد أن العامل الاقتصادي ربما يلعب دوراً أكبر في تلك الانتخابات، لكن نلاحظ أن التيار الشبابي التقدمي في الحزب الديمقراطي يعارض سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الدعم المفتوح لإسرائيل وربما هذا يكلفه خسارة الأصوات العربية.
هل تتوقعون عودة تيارات الإسلام السياسي إلى العمل السياسي في الدول العربية مرة أخرى؟
- عودة تلك التيارات من عدمها يتوقف على البيئة السياسية، فعلى سبيل المثال، الشعب المصري نجح في التخلص من تلك التيارات التي تاجرت باسم الدين، لكن المهم أيضاً أن يكون لدينا في المنطقة العربية نموذج تنمية وتقدم حداثي حقيقي، فإذا حدث ذلك سوف يكشف جميع التيارات التي تتاجر باسم الدين، وبالتالي يجب أن تنتبه الحكومات العربية من أجل تطوير التنمية والاهتمام بالتعليم والصحة، لأنه بدون تطبيق نموذج تنمية قوي سوف تعطي الفرصة لتيارات الإسلام السياسي أو التيارات المتطرفة الأخرى إلى العودة مرة أخرى، سواء من خلال ستار الدين أو غير ذلك من الأفكار، لأنهم ببساطة سوف يستغلون فقر المجتمعات في المنطقة العربية بأكملها، وعليه فإن توفر نموذج التنمية والتقدم والنموذج الفكري والثقافي والحداثي هو من يسحب البساط من تحت أقدام تلك التيارات كلها.