محمد الرشيدات
تَعني بالعربية «السلام» و«الصحّة»
معلم صيني تاريخي وتراثي آخر تفحّصته «الوطن» وعاينت عراقته أثناء مشاركتها في خط توجّه الجولة الإعلامية، التي تتولاها منظمة شنغهاي للتعاون قبل انعقاد منتدى التنمية الخضراء لدولها، والذي ستحتضنه مدينة تشينغداو ما بين الـ7 وحتى الـ9 من الشهر الجاري.
فضمن مساحة تبلغ 1.5 كيلو تقريباً تقع ما يسمى بحديقة «يويوان» الصينية في شنغهاي، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1368، والتي بُنيت في عهد أسرة مينج المشهورة في المدينة، لتظلّ حبيسة امتلاكها حتى العام 1644.
حديقة «يويوان»، التي وإن شَطَرْتَ اسمها إلى نصفين، فهي تعني باللغة العربية «السلام» و«الصحّة»، وهو لقب أُطلق عليها لأجوائها الرائعة التي تبثّ في نفس المرتادين إليها الشيء الكثير من السكينة والسعادة، وهذا بالفعل ما شعر به «مندوب الوطن» أثناء تجواله في أروقتها، التي تضمّ أماكن للعبادة والترفيه والتسوّق في آن معاً، ناهيك عن فرصة حقيقية تمنحها الحديقة في التعرّف عن قرب على حقيقة التاريخ الصيني القديم والحديث أيضاً.
الحديقة ما برحت تحتفظ بهندستها المعمارية القديمة لما يقرب من 700 سنة، وفي ظل الحداثة والتطور الذي تشهده الصين، رغبت السلطات الصينية في الإبقاء على معالمها ومبانيها الخيالية والعتيقة، التي لا يزيد ارتفاعها عن 3 طوابق، في الوقت الذي تحولت فيه لما يُشبه السوق الكبير والمعرض الذي يكشف للناظر عمق الحضارة الصينية التليدة، على الرغم ما سيقع في حدود عينيه مجموعة من ناطحات السحاب تستوطن خلفية الحديقة، تدلّلُ على مدى التحوّل الزمني الذي باتت عليه الصين في وقتنا الحاضر.
«السلام والصحّة» هي حديقة ذات تصاميم صينية فريدة، تنتشر فيها المباني الخشبية المزخرفة وبالقرب منها بحيرة متلألئة، عطفاً على ذلك، وجود قناطر وممرات صخرية رائعة ومنحوتات صغيرة تشدّ اهتمام الزائر، الذي لا يمكن إلّا وأن تأسره السلع الصينية التقليدية، مثل الفوانيس والمجوهرات والمشغولات الخشبية غير آبه بالسعر الذي قد يدفعه بها، فقط يكفيه الاحتفاظ بذكرى تُبقيه على موعد دائم مع أجمل اللحظات التي قضاها في المدينة عموماً، وفي الحديقة بشكل خاص.