وليد صبري - تصوير: محمد عارف
التعايش والتسامح في البحرين تقليد متجذر في ظل توجيهات الملك المعظم
نعمل على التعاون مع وزارة التربية لتعليم الطلاب اللغة الفرنسية
52% نسبة نمو المبادلات التجارية بين البحرين وفرنسا
257 مليون دينار قيمة التبادل التجاري بين البحرين وفرنسا
"بي إن بي باريبا" أحد المساهمين الماليين في البحرين ومقره الإقليمي بالمملكة
تطوير القطاع المالي من خلال التكنولوجيا المالية والاستثمارات المتبادلة
فرنسا تقدم 4 آلاف تأشيرة سياحية للبحرينيين سنوياً
153 طالباً بحرينياً يدرسون في فرنسا
30 مليار يورو التبادل التجاري بين فرنسا ومجلس التعاون الخليجي
أكد سفير الجمهورية الفرنسية لدى مملكة البحرين إيريك جيرو تيلم أن «البحرين تمثل قوة اعتدال، وغالباً ما تأتي بأفكار مبتكرة مع مقاربة عملية وملموسة، في منطقة تكثر فيها التوترات»، موضحاً أن «البحرين وفرنسا بينهما علاقات متميزة تقوم على الثقة والصداقة على مدى 50 عاماً»، مشيراً إلى أن «البلدين الصديقين ملتزمان بالأمن الجماعي والتسوية السلمية للنزاعات والتعددية ومكافحة الإرهاب، خاصة وأن الاستقرار في الشرق الأوسط يمثل أولوية بالنسبة للبحرين وفرنسا».

وأضاف في حوار لـ«الوطن» أن «التعايش السلمي والتسامح الديني في البحرين تقليد متجذر في ظل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم»، منوهاً إلى أن «البحرين بلد مضياف ومحبب للعيش فيه للجميع مهما اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم».

وقال إن «منح تأشيرة شنغن للمواطنين البحرينيين يعزز التبادل بين الشعوب والسياحة والتجارة»، مبيناً أن «تأشيرة شنغن تخلق فرصاً جديدة لمجتمعاتنا التجارية ولحركة الطلاب»، كاشفاً أن «فرنسا تصدر 4 آلاف تأشيرة سياحية للبحرينيين سنوياً»، مضيفاً أن «هناك 100 مليون زائر دولي زاروا فرنسا في 2023».

وتطرق السفير إيريك جيرو تيلم إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين، موضحاً أن «التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 257 مليون دينار بزيادة 52%»، لافتاً إلى أن «بنك «بي إن بي باريبا» أحد المساهمين الماليين الرئيسيين في البحرين ومقره الإقليمي بالمملكة»، منوهاً إلى أن «تطوير القطاع المالي بين البحرين وفرنسا يتم من خلال التكنولوجيا المالية والاستثمارات المتبادلة».

وفيما يتعلق بمجالات التعاون بين البلدين، أوضح السفير الفرنسي أن «السفارة تعمل على التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتعليم الطلاب اللغة الفرنسية»، لافتاً إلى أن «هناك 153 طالباً بحرينياً يدرسون في فرنسا».

وقال إن «هناك أكثر من ألف فرنسي في البحرين يعملون في قطاعات الصناعة والمصارف والضيافة».

وذكر السفير إيريك جيرو تيلم أن «فرنسا ملتزمة بعلاقات قوية مع شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي»، موضحاً أن «حجم التبادل التجاري بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي يبلغ 12.4 مليار دينار».

وحول حرب غزة، أشار السفير الفرنسي إلى أن «البلدين يتفقان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإرسال المساعدات الإنسانية فوراً للمدنيين».

وإلى نص الحوار:

ما هي أفكاركم ومشاريعكم المتعلقة بتطوير العلاقات بين البحرين وفرنسا خلال المرحلة القادمة؟ وكيف يمكن تعزيز هذه العلاقات؟ ما هي مجالات التعاون الرئيسية التي ترغب في تعزيزها وتطويرها بالشراكة مع المملكة؟

- على مدى أكثر من 50 عاماً، تقوم علاقاتنا الممتازة بين فرنسا والبحرين على الثقة المتبادلة والصداقة على أعلى مستوى بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم والرئيس إيمانويل ماكرون، وبين قيادتينا. فمنذ أيام قليلة، أجرى الرئيس ماكرون وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثة تناولت القضايا الإقليمية والدولية. يتشارك البلدان نفس الالتزام بالأمن الجماعي، والتسوية السلمية للنزاعات، والتعددية ومكافحة الإرهاب بشكل فعال. ويشكل الاستقرار في الشرق الأوسط أولوية لكليهما، ويحظى وجود فرنسا في المنطقة، بما في ذلك وجودها البحري، بالتقدير.

ففي منطقة تكثر فيها التوترات، تمثل المملكة قوة اعتدال واقتراح، وغالباً ما تأتي بأفكار مبتكرة مع مقاربة عملية وملموسة.

نحن نعمل يداً بيد الآن لتعميق تعاوننا في العديد من القطاعات المتنوعة بدءاً من الأمن المدني والتعليم، وخاصة تعليم اللغة الفرنسية، إلى الصحة والسينما والسياحة والموضة وغيرها الكثير، بالشراكة مع السلطات البحرينية وغيرها من الجهات المعنية.

كيف تنظرون إلى التعايش السلمي والتسامح الديني في البحرين، وإلى احتضان المملكة للأقليات الدينية؟

- في زمن التوترات والانقسامات، فإن تلك المبادرات التي تساهم في التفاهم المتبادل بين الطوائف الدينية تعد موضع ترحيب كبير. إن التعايش السلمي والتسامح الديني في البحرين تقليد متجذر في ظل التوجيهات الحكيمة لجلالة الملك المعظم، وهو ما يجعل هذا البلد مضيافاً ومحبباً للعيش فيه للجميع، مهما اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم.

ما هو أكثر ما يلفت انتباهك منذ وصولك إلى البحرين؟

- لقد أدهشني عدد البحرينيين الذين التقيت بهم ممن تعلموا اللغة الفرنسية إما في المدرسة أو في اليانس فرنسيز، ولديهم رابط خاص ومساحة خاصة في قلوبهم للغتنا. لهذا السبب أود أن أعطي مع وزارة التربية والتعليم دفعة جديدة في تعاوننا لإعطاء الفرصة بشكل خاص لمزيد من الطلاب لتعلم اللغة الفرنسية.

ما هي الآثار المترتبة على قرار الاتحاد الأوروبي بمنح تأشيرة شنغن للمواطنين البحرينيين لمدة 5 سنوات؟

- هذا القرار الأوروبي المشترك هو خبر سار للغاية بالنسبة لنا جميعاً. عندما وصلت إلى البحرين كنت أمثل الرئاسة المحلية للاتحاد الأوروبي وضغطت من أجل تطبيق إصلاح التأشيرة والسماح بمنح تأشيرة شنغن لمدة 5 سنوات منذ الزيارة الأولى. وهذا من شأنه أن يعزز التبادل بين الشعوب والسياحة والتجارة ويخلق فرصاً جديدة لمجتمعاتنا التجارية ولحركة الطلاب.

ما هي آخر التطورات في مجال التجارة والاستثمار بين فرنسا والبحرين، وكيف ترون مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين؟

- إن تعاوننا الاقتصادي في اتجاه إيجابي للغاية حيث أنه بالمقارنة مع العام الماضي فقد نمت مبادلاتنا بنسبة 52%؛ وبالنظر إلى الآفاق التي نضعها في الاعتبار مع شركائنا من غرف التجارة الفرنسية والبحرينية، والدعم الذي تقدمه الحكومة البحرينية، فإننا نعتقد أن هناك مجالاً لمزيد من النمو في العديد من القطاعات.
ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ ما هي قيمة الصادرات والواردات؟

- في عام 2023، بلغ حجم التبادل التجاري للسلع بين فرنسا والبحرين 257 مليون دينار. وتبلغ قيمة صادرات البحرين إلى فرنسا 125 مليون دينار، معظمها من المنتجات النفطية المكررة والألمنيوم، في حين تبلغ قيمة الواردات من فرنسا 132 مليون دينار معظمها من المواد المستخدمة في صناعة الطيران والسلع الكهربائية والمنتجات الكيميائية ومستحضرات التجميل.

ما هي الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وما هي قيمتها؟

- لقد تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الأخرى بين بلدينا، ويعود تاريخ بعضها إلى السنوات الأولى لعلاقاتنا الدبلوماسية. وكما اتفقنا مع أصدقائنا البحرينيين، فإن القيمة ليست في عدد الاتفاقيات، بل في أهميتها وفي تنفيذها الفعال لصالح بلدينا.

هل هناك شركات استثمار فرنسية في البحرين والعكس صحيح؟

- كما تعلمون أن بنك بي إن بي باريبا هو أحد المساهمين الماليين الرئيسيين في هذا البلد منذ سنوات واختار أن يكون مقره الإقليمي في البحرين. إن القطاع المالي مهم لبلدينا ونود أن نطوره أكثر، من خلال التكنولوجيا المالية والاستثمارات المباشرة المتبادلة وغير ذلك، وشركاتنا حريصة على اغتنام أي فرصة في هذا المجال.
ما هي خطة فرنسا لاستقطاب المستثمرين الفرنسيين؟

- للسنة الخامسة على التوالي تحتل فرنسا المرتبة الأولى في أوروبا من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة لأن مقومات بلدنا معروفة جيداً، ومنذ سنوات أدخلت الحكومة قواعد وتنظيمات جديدة لتحسين بيئة الأعمال بشكل أكبر.

وفي شهر مايو الماضي، استضافت فرنسا قمة مهمة تحت رعاية الرئيس ماكرون تحت عنوان «اختر فرنسا» لتعزيز الاستثمارات في بلدنا. وقد تشرفنا بحضور الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات ومحمد العارضي، الرئيس التنفيذي لإنفستكورب. إن الوكالات الفرنسية مثل البنك العمومي للاستثمار «BPI»، أو «استثمر في فرنسا» هي جهات فاعلة للربط بين أصحاب المصلحة المعنيين ومساعدتهم في استراتيجياتهم الاستثمارية.
في شهر يونيو من هذا العام، عقدنا منتدى رئيساً آخر بعنوان: «رؤية الخليج»، لزيادة الوعي بالفرص المتاحة في المنطقة للشركات والمستثمرين الفرنسيين. وقد سعدنا وتشرفنا باستقبال وزيرة الصحة د. جليلة بنت السيد جواد حسن والرئيس التنفيذي لشركة صادرات البحرين «إكسبورت بحرين» صفاء شريف عبدالخالق في هذه المناسبة. كل هذا يبشر بالخير لتبادلنا المشترك.

كيف تقيم جاذبية فرنسا كوجهة سياحية للزوار البحرينيين؟ ما هو عدد البحرينيين الذين زاروا فرنسا في عام 2023، وكم عددهم في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024؟

- كما تعلم أن فرنسا هي الوجهة الأولى للسياح في العالم. في عام 2023 كان لدينا 100 مليون زائر دولي، ونحن نقدم 4000 تأشيرة سياحية سنوياً للبحرينيين الذين يمكنهم السفر عدة مرات بالطبع. يجب أن أقول إنني أعرف الكثير من البحرينيين الذين اعتادوا القدوم بانتظام إلى فرنسا، ليس فقط في باريس بالطبع، ولكن أيضاً في جبال الألب، في تولوز، في الألزاس، في بوردو، والكثير منهم ذهبوا إلى بيزانسون مسقط رأسي لتعلم اللغة الفرنسية. هذا هو جمال فرنسا، كل منطقة وكل منظر طبيعي وكل مدينة مختلفة وهي جوهرة تستحق الاكتشاف.

ما هي المجالات الأخرى التي يحرص البلدان على التعاون فيها؟

- نحن نستعرض عن كثب تطلعات المملكة وحيث يمكن لفرنسا أن تقدم خبراتها وتقنياتها في مجالات السياحة أو في قطاع الصحة أو الرياضة أو الهندسة أو الشؤون القانونية أو السينما أو غيرها من المجالات الثقافية. إنه تعاون متعدد الأوجه، ولكننا نريد أن نحرص على تحقيق نتائج ملموسة تتماشى مع رؤية جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وأولويات البلاد.

كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في فرنسا؟ ما هي مجالات دراستهم وتخصصاتهم؟

- بعد جائحة كورونا (كوفيد-19)، هناك اهتمام متزايد من البحرينيين بالدراسة في فرنسا: لقد ضاعفنا عدد الطلاب بين عامي 2021 و2023، ولدينا حالياً 153 طالباً بحرينياً في فرنسا. إن نظام التعليم العالي في فرنسا جذاب للغاية لأنه يصل إلى التميز في العديد من القطاعات المبتكرة «الهندسة، والتحول البيئي، والذكاء الاصطناعي» والنسبة بين تكلفة الدراسة وجودتها هي من أفضل النسب في العالم. هل تعلم أن لدينا العديد من الدورات التي يتم تدريسها بنسبة 100% باللغة الإنجليزية. لم تعد اللغة عائقاً، حتى وإن كان بإمكانك أيضاً أن تغتنمها كفرصة لتعلم اللغة الفرنسية.
هل هناك مشروع لإنشاء جامعة فرنسية أو مدارس فرنسية في البحرين؟

- لدينا بالفعل مدرسة فرنسية في المحرق تقدم مناهج ثلاثية اللغات، وجامعة جميلة قمت بزيارتها، وهي جامعة فاتيل للضيافة. نحن في مرحلة يعبر فيها المهنيون عن احتياجاتهم للتعليم والخبرة الفرنسية في مختلف المجالات. كما أننا نتطلع إلى تطوير مناهج متخصصة بالشراكة مع أفضل الجامعات الفرنسية، كما لدينا بالفعل في الإدارة مع المدرسة العربية الفرنسية لإدارة الأعمال والماجستير التنفيذي في جامعة الخليج العربي، وهناك السينما والرياضة والطبخ، هذه هي المجالات التي نتطلع إليها.
ما عدد أعضاء الجالية الفرنسية في البحرين والمجالات التي يعمل فيها الفرنسيون في البحرين؟

- ليس لدينا سوى تقدير من خلال الأشخاص المسجلين بالفعل في قائمتنا القنصلية. وهم أكثر من ألف شخص، وهم يعملون في مجموعة واسعة من المجالات، سواء في الصناعة أو كمهندسين أو في الخدمات مثل القطاع المصرفي أو الضيافة. تتنوّع الملفات الشخصية كما يتنوّع المجتمع الفرنسي في فرنسا.
كيف تنظر فرنسا إلى نظام مجلس التعاون الخليجي؟

- إن استقرار المنطقة وأمنها وتنميتها الاقتصادية يتطلب بالتأكيد تعاوناً وثيقاً بين دول المنطقة. وباعتباره منظمة إقليمية، يلعب مجلس التعاون الخليجي دوراً مهماً في هذا الصدد. وتلتزم فرنسا بالعلاقة القوية التي تقيمها مع جميع شركائها في الخليج ومع أمانة مجلس التعاون الخليجي.

ما هو حجم التبادل التجاري والاستيراد والتصدير بين فرنسا ومجلس التعاون الخليجي؟

- تستورد مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي من فرنسا ما قيمته 6.4 مليار دينار، في حين أنها تصدر إلى فرنسا ما يقارب 6 مليار دينار.

هل لنا أن نتحدث عن الجهود التي تبذلها البحرين وفرنسا لترتيب الحرب في غزة؟ برأيك، ما هي أفضل السبل في رأيك لإنهاء هذه الحرب وحماية المدنيين وإيصال المساعدات إلى غزة؟

- تتشارك فرنسا والبحرين وجهات نظر متشابهة جداً حول هذه المسألة. من الملح الآن التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عوائق لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. ويتطلب الاستقرار الإقليمي إطاراً سياسياً ذا مصداقية يسمح بتنفيذ حل الدولتين. ولن يكون هناك أي مخرج عسكري من هذه الأزمة.

كيف ترون جهود البحرين في الحفاظ على أمن مياه الخليج وتأمين الملاحة البحرية؟ وكيف تنظرون إلى تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر؟

- في هذه القضية أيضاً فرنسا والبحرين متفقتان في هذه المسألة؛ فبلدانا ملتزمان بحرية الملاحة بينما يهاجم الحوثيون سفننا؛ لذا لابد أن تتوقف هذه الهجمات.

تحت العلم الفرنسي وضمن التحالف الدفاعي الأوروبي ASPIDES، نقوم بدورنا ونتحمل مسؤوليتنا في الدفاع عن الأمن البحري إلى جانب حلفائنا وشركائنا.

هل تعتقد أنه يمكن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وكيف يمكن إنهاؤها بالوسائل الدبلوماسية؟

- بشن حرب ضد دولة ذات سيادة، انتهكت روسيا عمداً ميثاق الأمم المتحدة. إن دعم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها لا يعني ببساطة مساعدة شعب حر. بل يعني أيضًا الدفاع عن القانون الدولي وأمن القارة الأوروبية. لهذا السبب، ومنذ اليوم الأول للحرب، قدمت فرنسا وشركاؤها الدعم الكامل لأوكرانيا وشعبها.

إن التزامنا ثابت وعملنا متعدد الأوجه: فهو يشمل فرض عقوبات لعرقلة المجهود الحربي الروسي المستمر، ومعالجة حالة الطوارئ الإنسانية والاقتصادية في أوكرانيا، وضمان الأمن الغذائي العالمي، ومكافحة الإفلات من العقاب. وتضغط فرنسا من أجل اتخاذ جميع المبادرات الدبلوماسية المفيدة للدخول في مفاوضات مع احترام القانون الدولي والمصالح المشروعة لأوكرانيا.

ما هي التطورات الأخيرة المتعلقة بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

- أوكرانيا جزء من الأسرة الأوروبية. قبل عامين، بعد الحرب الروسية مباشرة، قدمت أوكرانيا طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفي يونيو الماضي، فتح الاتحاد الأوروبي رسمياً مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا في المؤتمر الحكومي الدولي الأول. هناك إطار عمل ومسار يجب اتباعه لتصبح عضواً ونرى أن أوكرانيا قد أحرزت تقدماً في عدة مسارات مهمة.

من ناحية أخرى، وكما جاء على لسان جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» خلال القمة الأخيرة في واشنطن، فإن كييف تسير في «مسار لا رجعة فيه» نحو عضويتها. يعود تاريخ العلاقات بين «الناتو» وأوكرانيا إلى أوائل التسعينيات، ومنذ ذلك الحين تطورت لتصبح واحدة من أهم شراكات الناتو.

ومنذ عام 2014، في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، تم تكثيف التعاون في المجالات الحرجة. والأكثر من ذلك أنه منذ الغزو الروسي الشامل في عام 2022، قدم الناتو والحلفاء مستويات كبيرة من الدعم.

والآن لنكن واضحين، الأولوية بالنسبة لفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وحلفائه هي أن توقف روسيا على الفور أعمالها العسكرية، وأن تسحب معداتها العسكرية من أوكرانيا وأن تحترم بشكل كامل وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها.