سماهر سيف اليزلبرامج لخدمة الشباب ورفع كفاءتهم وخبرتهم في مجال اللؤلؤ والمجوهراتشهادات معتمدة دولياً وشراكات عالمية لتعزيز مكانة البحرين في مجال اللؤلؤإقبال كبير للشباب في قطاع اللؤلؤ وفرص عمل واعدة محلياً وإقليمياً ودولياًدور كبير للمعهد في تطوير السياحة الثقافية وتجارب نوعية لزوار المملكةأكدت الرئيس التنفيذي لمعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات) نورة جمشير حرص المعهد على تقديم الدورات والبرامج التدريبية للكفاءات البحرينية؛ لتأهيلها للعمل في مجال اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمجوهرات، وصقل مهاراتها وتزويدها بالخبرات اللازمة؛ للحصول على وظائف مجزية في هذا المجال، مشيرةً إلى أن «دانات» يسعى من خلال هذه الجهود لتعزيز دوره في تطوير القدرات البشرية ورفع وعي الشباب والمجتمع بأهمية علوم اللؤلؤ والأحجار الكريمة، وتحسين جودة وكفاءة المحتوى المتعلق بمجال اللؤلؤ والمجوهرات، وتعريف الشباب بالوظائف التي يوفرها القطاع.وأضافت نورة جمشير، في حوار لـ«الوطن»، أن المعهد يهدف عبر خططه وبرامجه إلى خدمة الشباب، ورفع كفاءتهم وخبرتهم وبناء قدراتهم في مجال اللؤلؤ والمجوهرات، وتشجيعهم على دخول هذا المجال الحيوي؛ لضمان مستقبل مشرق لهم، مبينةً أن المعهد يقدم مجموعة واسعة من البرامج التدريبية والشهادات المعتمدة دولياً، بالشراكة مع أعرق المعاهد والجهات العالمية المتخصصة في المجال، وذلك في إطار الحرص على تفعيل دور الشباب البحريني في تنفيذ الخطة الوطنية لإحياء اللؤلؤ، وتعزيز مكانة البحرين كوجهة عالمية في مجال اللؤلؤ. وفيما يأتي نص الحوار:ما هو التدريب الذي يقدمه المعهد؟ وماذا عن الشراكات العالمية مع معاهد التدريب؟- يحرص «دانات» على تقديم عدة برامج تدريب وتأهيل في مجال اللؤلؤ والأحجار الكريمة بشكل دوري، في إطار عمله المستمر نحو بناء كوادر وطنية مؤهلة قادرة على المساهمة في إحياء هذا القطاع التاريخي. وتضم هذه البرامج مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية التي تغطي مختلف جوانب مجال اللؤلؤ، بدءاً من التعرف على أنواع اللؤلؤ وخصائصه، وصولاً إلى تقييم جودته وفحص الأحجار الكريمة.كما يقدم المعهد شهادة الدبلوم في علوم الجيمولوجيا، والتي يقدمها بالتعاون مع جمعية الأحجار الكريمة في بريطانيا (Gem A)، وهي شهادة دولية معتمدة عالمياً تؤهل حامليها للعمل في وظائف مجزية ومرموقة في عدة دول، إلى جانب عدد من البرامج الأكاديمية والدورات التثقيفية التي يقيمها المعهد بالتعاون مع خبراء دوليين في المجال، وذلك لتزويد المتدربين بأحدث المعارف والتقنيات.وبالنسبة للشراكات، يلتزم المعهد بعقد شراكات مثمرة متعددة مع عدة معاهد تدريبية ومؤسسات تعليمية، والتي تفتح آفاقاً جديدة للتعليم والتدريب الميداني، وإجراء البحوث العلمية، واستقطاب الخبرات والكفاءات لنقل تجاربهم وخبراتهم، كما تركز العديد من الشراكات على تطوير برامج تدريبية متخصصة في عدة مجالات ذات صلة وفقاً لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، وذلك في إطار مهمة المعهد القائمة على تطوير قطاع اللؤلؤ العالمي، وضمن مشروع الخطة الوطنية لإحياء قطاع اللؤلؤ في البحرين، وتعزيز سمعة المملكة بصفتها مركزاً رائداً للخبرة في مجال الأحجار الكريمة والمجوهرات.ما هي شروط التدريب وهل يجب أن يكون المتدرب صاحب سجل تجاري؟- يمكن للجميع التسجيل في برامج التدريب المختلفة التي يقدمها «دانات»؛ ليكونوا خبراء معتمدين في مجال اللؤلؤ والأحجار الكريمة، سواء لأجل الحصول على وظائف في المجال، أو بدء مشروعاتهم التجارية الخاصة في المستقبل، ولا شك بأن الاستثمار في الطاقات الوطنية من الكوادر البحرينية الشابة جزء أساسي من الخطة الوطنية لإحياء قطاع اللؤلؤ في مملكة البحرين، وتعزيز مكانة المملكة الرائدة عالمياً في مجال استخراج وتجارة وفحص اللؤلؤ، ونحن فخورون بكوادر المعهد من البحرينيين ذوي الكفاءة والجدارة العالية في هذا المجال، ونتطلع إلى توظيف وتدريب المزيد من الطاقات البحرينية الشابة.كيف ترون الإقبال على تصميم واستخراج وتجارة اللؤلؤ لدى الشباب البحريني؟ وهل هناك عزوف عن ذلك؟- في الواقع لاحظنا أن قطاع اللؤلؤ في البحرين بات يشهد إقبالاً كبيراً من الشباب البحريني، وخاصةً مع جهود المعهد في الترويج للقطاع بصفته جزءاً من التراث ومهنة مميزة ومجزية، ومع الحملات التوعوية التي يطلقها المعهد بشكل مستمر لرفع وعي المجتمع البحريني حول أهمية القطاع ودوره في التنمية والازدهار، وخاصةً أن الكثير من الشباب البحريني يشعر بفخر وتقدير لتراثهم البحري الغني، ما يدفعهم إلى الانخراط في هذا المجال والتفوق فيه مهنياً وعلمياً.ومن أهم العوامل المساهمة أيضاً في رفع نسبة الإقبال وجود فرص عمل واعدة للشباب في قطاع اللؤلؤ المحلي والإقليمي والدولي، والدعم الحكومي للعاملين في القطاع، ونحن نواصل بدورنا في «دانات» جهودنا التوعوية لاستقطاب المزيد من الكوادر للقطاع، وتأهيلهم وتوجيههم لإنشاء مشاريعهم الخاصة في مجال اللؤلؤ، ونحن نؤمن بأن البحرين تمتلك موارد بشرية وطنية بارعة قادرة على مواصلة مسيرة التقدم والازدهار التي يشهدها القطاع لتحقيق أثر مستدام.هل هناك دعم لمشروعات اللؤلؤ والمجوهرات؟- نظراً إلى أن مجالات اللؤلؤ والمجوهرات والأحجار الكريمة تُعد ذات أهمية تاريخية واقتصادية وثقافية وتراثية كبرى في المملكة، فدائماً ما تحظى المشروعات العاملة فيها بدعم حكومي كبير، من خلال توفير مساحات عمل مشتركة، وخدمات استشارية للمشاريع الناشئة، وتقديم التسهيلات اللوجستية، ودعم المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة، فضلاً على الدعم الذي تقدمه «تمكين» لرواد الأعمال لبدء وتشغيل مشروعاتهم وتوسعتها، إضافةً إلى الخدمات المتميزة التي يقدمها «دانات» للراغبين في إنشاء مشروعاتهم في مجال اللؤلؤ، بما في ذلك توفير برامج تدريبية عملية متخصصة في مجالات تقييم الأحجار الكريمة واللؤلؤ التي تمنحهم الانطلاقة لبدء مشروعاتهم.ما دور «دانات» في القطاع السياحي؟- يلعب «دانات» منذ تأسيسه في عام 2017 دوراً حيوياً في تعزيز جاذبية القطاع السياحي في البحرين، وخاصةً السياحة التراثية والثقافية والتاريخية، وذلك من خلال عدة جوانب، بما فيها إبراز أهمية اللؤلؤ في التراث الثقافي البحريني، ما يجذب السياح المهتمين بالتاريخ والتراث، كما يعمل المعهد على تنظيم جولات سياحية لزوار المملكة تمنحهم تجارب نوعية تأخذهم عبر تاريخ صيد اللؤلؤ البحريني الممتد تراثه أكثر من خمسة آلاف عام، وتتضمن تلك الجولات رحلات الغوص لصيد اللؤلؤ، واستخراج وفلق المحار، بما يثري زيارة السياح للمملكة، ويعزز الثقة العالمية في اللؤلؤ البحريني.ويلعب المعهد دوراً كبيراً كذلك في جذب السياح، من خلال تنظيم المعارض والفعاليات التي تستعرض جماليات وخصائص اللؤلؤ البحريني والأحجار الكريمة، ويساهم المعهد أيضاً في تطوير السياحة الثقافية في البحرين، من خلال ربط السياحة بتاريخ وحضارة البلاد، والتي تتجذر في صيد واستخراج وتجارة اللؤلؤ، تعزيزاً لتنافسية قطاع السياحة، والمساهمة في استقطاب السياح الدوليين، وتنويع مصادر الدخل بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.ما أبرز تحديات المجال؟- في الحقيقة يواجه مجال اللؤلؤ والمجوهرات بشكل عام عدداً من التحديات، أهمها المنافسة الشديدة حيث بات اللؤلؤ المزروع في المختبر يُشكل منافسة قوية للؤلؤ الطبيعي، حيث يتميز بأسعاره المعقولة، وتوافره بكميات كبيرة، كما تتوافر بدائل صناعية للأحجار الكريمة الطبيعية، ما يقلل من الطلب على الأحجار الطبيعية.وفي «دانات» نستخدم أحدث التقنيات لفصل الألماس المصنع في المختبرات عن الألماس الطبيعي، ونتبنى معايير عالمية لنفصل أنواع الألماس المختلفة، لتقييم جودتها وفقاً للفحوصات التي نجريها سعياً منا لبناء هيكل خاص يهتم بفحص وتشكيل الألماس المصنع والطبيعي.وهناك عدد من التحديات أيضاً المتعلقة بتقلب الأسعار، حيث تتأثر أسعار اللؤلؤ والأحجار الكريمة بالعديد من العوامل، مثل العرض والطلب، والتقلبات الاقتصادية، والأحداث العالمية، ما يجعل التخطيط للمشروعات التجارية العاملة في المجال صعباً، وأيضاً هناك جانب بيئي مهم، إذ يجب على العاملين في صناعة المجوهرات واللؤلؤ تبني ممارسات مستدامة تحافظ على البيئة، وتقلل من التلوث.ما الجديد في معرض الجواهر القادم؟ وهل سيكون هناك تعاون مع مشاهير؟- نحن نحرص على المشاركة في معرض الجواهر العربية عاماً بعد عام في إطار جهود كادر العمل على التسويق لـ«دانات» ولمملكة البحرين كوجهة رائدة ليس لاستخراج وتجارة اللؤلؤ فقط، بل للمجوهرات والأحجار الكريمة ككل، إضافةً إلى التعريف بـ«دانات» كأفضل مركز من نوعه في العالم في مجال تقديم خدمات فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة، ونحرص كل عام على تقديم مفاجآت مميزة وجديدة لجميع زوار المعرض لإثراء تجاربهم في المعرض، ونتطلع بكل حماس وحفاوة إلى استقبال الزوار الأعزاء في جناحنا بالمعرض، حيث ينتظرهم الكثير من شراكات وخدمات استثنائية سيُعْلَن عنها.ما هي الخطة الوطنية لإحياء قطاع اللؤلؤ وما تفاصيلها، وما الذي تمّ تحقيقه من خلالها؟- تهدف الخطة الوطنية لإحياء قطاع اللؤلؤ في البحرين إلى إعادة إحياء هذا القطاع التاريخي المهم، وتعزيز مكانة البحرين كمركز عالمي لاستخراج وتجارة اللؤلؤ، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني في إطار الرؤية الاقتصادية 2030، وتتمثل الأهداف الرئيسية للخطة في ترسيخ مكانة البحرين عالمياً في مجال فحص وتجارة اللؤلؤ الطبيعي، وتشجيع الاستثمار في القطاع، وبناء القدرات الوطنية في مهنة الأجداد من خلال التدريب والتأهيل في مجال اللؤلؤ، إضافةً إلى الحفاظ على التراث الثقافي المرتبط بقطاع اللؤلؤ.ومن خلال هذه الخطة، وفي إطار استراتيجية المعهد، حقق «دانات» عدة إنجازات بما فيها تحقيق مختبر «دانات» مكانة عالمية مرموقة بصفته أهم مختبر متخصص في فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة على مستوى العالم، كما يحرص دانات على رفع نسبة مشاركته في المعارض والفعاليات المرتبطة بالصناعة، بهدف تسليط الضوء على اللؤلؤ البحريني الطبيعي وخصائصه، ونجح المعهد أيضاً في استضافة العديد من الفعاليات والدورات وورش العمل ذات الصلة باللؤلؤ والأحجار الكريمة؛ لتأهيل الكوادر الوطنية واستقطابها للعمل في القطاع، فضلاً على جهود المعهد في تشجيع البحث العلمي في مجالات اللؤلؤ، وعقد شراكات استراتيجية مثمرة مع نظائره الدوليين، ودمج اللؤلؤ كعنصر أساسي في السياحة الثقافية والتراثية.