جهود كبيرة ومقدرة تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تجاه خدمة المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين.
وتأتي هذه الجهود في إطار الرعاية الكبيرة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، وبالجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في سبيل تنظيم موسم الحج في كل عام.
ومن هذه الجهود الجانب الإداري للحرمين الشريفين، حيث مر تطور الجانب الإداري بـ 5 مراحل، هي، مجلس إدارة الحرم، فقد أنشأ الملك عبد العزيز «طيب الله ثراه» إدارة مستقلة تعنى بشؤون المسجد الحرام باسم (مجلس إدارة الحرم)، ووظيفتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام مع مراقبة عموم الخدمة به، ثم إدارة تابعة لوزارة الحج والأوقاف، ثم الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام، والرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، وأخيراً الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويتولى الشيخ د. عبدالرحمن السديس رئاستها.
وكان الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله - أول من اتخذ لقب خادم الحرمين الشريفين، وكان له وسام عز وشرف يسطره لـه التاريخ على صفحاته، فسخر كل إمكاناته وطاقاته لأعمال الخير، وعلى رأسها توسعة الحرمين الشريفين، فاهتم بتعبيد الطرق وإنشاء الأنفاق وإقامة الجسور وتوفير المياه المبردة والمستشفيات المتنقلة في كل مكان ووسائل الاتصالات الحديثة ووسائل النقل المريحة المكيفة وتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة عبر بوابات المملكة البرية والبحرية والجوية، كما اعتنى كثيراً بمواسم الحج واستقبال الحجاج وإكرامهم والسعي لراحتهم، وفي عام 1409هـ أمر رحمه الله بتوسعة المسجد الحرام في مشروع يعدّ من أضخم المشروعات على مدار أربعة عشر قرناً ، حتى أصبح المسجد الحرام يستوعب ما يقارب المليون ونصف المليون مصلٍ في مواسم الحج والعمرة ورمضان، ومما صاحب ذلك من مشاريع جبّارة أن تم زيادة المآذن وجمع الشبكات الكهربائية في غرف خاصة مطرزة بأشكال جميلة، وكذلك تم تبليط أسطح الحرم والاستفادة منها لتكون للصلاة والطواف والسعي، وتبليط صحن الطواف بالرخام البارد، كما أمر – رحمه الله - بإنشاء خمسة سلالم كهربائية بالمسجد لتسهيل الصعود والنـزول إلى السطح والطابق الأول وبناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال.
كما حظي المسجد النبوي الشريف بعناية الملك فهد - رحمه الله - حيث تمت توسعته في مشروع يعد من أكبر المنجزات للمسجد النبوي الشريف، ففي شهر صفر من عام 1406هـ بدأ العمل بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد النبوي الشريف وعمارته مع ما يتبعه من ساحات ومواقف للسيارات تحت الأرض، ومحطات ومبان للخدمات ليشكل أكبر توسعة في تاريخ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليتوج مشاريع الخير التي اعتمدت في السنوات الأخيرة، وتضمن مشروع الملك فهد لتوسعة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد على مبنى المسجد يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة مقدارها 82000 متر مربع تستوعب 137000 مصلٍ وبذلك أصبحت المساحة الإجمالية للدور الأرضي 98500 متر مربع تستوعب 167000 مصلٍ، وتمت الاستفادة من سطح التوسعة للصلاة بمساحة قدرها 67000 متر مربع تستوعب 90000 مصلٍ.