على مدار شهر أكتوبر الجاري، حوّل مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الثالثة والثلاثين مواقع ثقافية عديدة حول المملكة إلى مساحات لصنع اللقاء ما بين أنواع من الفنون وأجيال من المبدعين من مختلف أنحاء العالم. فالمهرجان أسدل الستار على نشاطه يوم الخميس الماضي، إلا أن رحلته بدأت أول الشهر، مع تقدميه توليفة من الأمسيات التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وأبرزت تنوعاً كبيراً ضم طيفاً واسعاً من الأنماط الفنية الموسيقية، وليأخذ الجمهور في رحلة موسيقية فريدة امتدت على مدار أسابيع.
وبهذه المناسبة قال سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة الثقافة: "اختتمنا النسخة الثالثة والثلاثين من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، الذي شهد طيلة الشهر الجاري نشاطاً ثقافياً متنوعاً أسهم في إثراء الحراك الثقافي في مملكة البحرين.
إن هذا المهرجان يعكس رؤية المملكة في استثمار الثقافة كوسيلة لبناء جسور التواصل والتفاهم، والتأكيد على دور الفن في تعزيز التعايش والسلام بين الشعوب".
وتوجه بالشكر الجزيل لكافة شركاء المهرجان وداعميه والمساهمين فيه من مؤسسات وسفارات، ألهمت وأثرت نشاط هذا الموسم، وهو ما يروّج لمكانة المملكة كمركز للثقافة والفنون على مستوى المنطقة.
ففي مسرح البحرين الوطني قدّم المهرجان أولى حفلاته مع النجمة المصرية فاطمة سعيد برفقة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو نادر عباسي. كذلك استضاف المسرح أوركسترا البحرين الفيلهارمونية بقيادة المايسترو الدكتور مبارك نجم في حفل "خليج الأغاني"، والفنان البحريني محمد عبد الرحيم في حفل بعنوان "يا نجمة سهيل" مع فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان.
وفي الصالة الثقافية قدّم مهرجان الموسيقى عدداً من الأمسيات بداية من حفل الموسيقى الإيطالية مع عازف الساكسفون لوكا فيلوتي وعازفة البيانو سيلفيا مانكو، ومن ثم حفل "ثلاثي موسيقى السول ماتي كلاين" من ألمانيا.
كذلك شهدت الصالة أمسية جمعت عازفة البيانو البحرينية الموهوبة نور قاسم مع أوركسترا فيلارمونيكا ديل ميديترانيو الإيطالية، وحفل فن نونغاك الكوري وحفل "ألحان من طريق الحرير" من الصين، وختاماً مع حفل "جوقة "مغنّو باريس الصغار"، بالتعاون مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والسفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين.
وألقى المهرجان الضوء على الفنون الشعبية البحرينية عبر أمسيتين لكل من فرقة قلالي للفنون الشعبية في دار المحرّق، وفرقة دار بن حربان في دار بن حربان.
وقدّم مهرجان البحرين الدولي للموسيقى ضمن نسخته الثالثة والثلاثين برنامج المسؤولية المجتمعية الذي اشتمل على مجموعة من المبادرات التي استهدفت طلبة المدارس من جميع الأعمار. وسعى البرنامج إلى تقديم الفرص للمواهب الناشئة للتعلم والتطور بمجال الفن والموسيقى.