ضمن دورهم المحوري في المدارس الحكومية..
تحدث اختصاصيو إرشاد اجتماعي عن أبرز الحالات الطلابية التي نجحوا في التعامل معها، والتي يعتزون بها ضمن إنجازات مسيرتهم المهنية، في إطار دورهم المحوري في المدارس الحكومية، مشيدين بما يلقونه من دعم ومساندة من المسؤولين والمختصين بوزارة التربية والتعليم.
وقالت اختصاصية الإرشاد الاجتماعي بمدرسة زنوبيا الإعدادية للبنات الأستاذة كفاء المحمد إنها تعتز بالكثير من النماذج الطلابية التي تمكنت من تعديل سلوكياتها وإحداث نقلة نوعية في شخصياتها، ومن بينها طالبة كانت كثيرة التأخر الصباحي، ولا تهتم بنصائح وتوجيهات معلماتها، فتم تحويل حالتها إليها، وقررت أن تلجأ لفكرة كسب الطالبة والاستفادة من طاقتها في عمل يشكل دافعاً لها في عملية الانضباط، فأشركتها ضمن جماعة التوجيه والإرشاد المهني، وكلفتها بالعديد من المهام، ومنها تنظيم معرض المهن بالمدرسة، كما اكتشفت موهبتها في التصوير، وشجعتها، وتعمل على تخصيص ركن مدرسي للصور الملتقطة من قبلها.
وأضافت أ. كفاء: 'تواصلت مع ولي أمر الطالبة، وناقشت معه موضوع موهبة ابنته، وإمكانية التعاون لصقلها، الأمر الذي سيعزز جهود تعديل سلوكها داخل المدرسة وخارجها، فقام ولي الأمر مشكوراً بتخصيص ركن في المنزل لنشاط ابنته وأعمالها، وبعد كل هذا الجهد والتعاون بين المدرسة والأسرة، لم تعد هناك طالبة تخالف لائحة الانضباط الطلابي، بل أصبحت نموذجاً رائعاً للسلوك الحسن والتميز في العطاء'.
من جانبه، أشار اختصاصي الإرشاد الاجتماعي بمدرسة الميثاق الوطني الإعدادية للبنين الأستاذ جعفر صالح حسان إلى أنه يستذكر قصته مع طالب يتسم بالخجل والتردد في الظهور في الفعاليات المدرسية والمناسبات الاجتماعية، فقام بالجلوس معه والاستماع إليه واحتوائه وتشجيعه، وضمه للجنة أصدقاء المرشد الاجتماعي، ومن هنا برزت ملامحه شخصيته ورغبته في تطوير مهاراته والتغلب على مشكلة الخوف الاجتماعي.
وأضاف أ. جعفر: 'لمست كذلك مواهب هذا الطالب في التصميم والمونتاج واللغة الإنجليزية، وأعددته للمشاركة في تدشين نادي النشاط الطلابي، فتميز في مهارات العرض والإلقاء باللغة الإنجليزية، ونال خطابه إعجاب الحاضرين، وهو اليوم يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية'.
وقالت اختصاصية الإرشاد الاجتماعي بمدرسة نسيبة بنت كعب الابتدائية للبنات الأستاذة نوف محمد العميري إنها تفتخر بدورها في دعم طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة فئة 'إعاقة عقلية وصعوبة بالتواصل والتكيف الاجتماعي'، بعد أن أعدت لها برنامجاً خاصاً بأساليب وفنيات إرشادية علاجية، فتم دمجها في الحياة المدرسية بنجاح، وإشراكها في الأنشطة الطلابية، وإسناد دور مهم لها ضمن برنامج 'المرشدة الصغيرة'، مما طوّر من قدراتها على التواصل الاجتماعي، وعزز مهاراتها الحياتية، ونمى لديها الثقة بالنفس وحس المسؤولية، كما فازت بالعديد من المسابقات الفنية، كونها بارعة في الرسم.
اختصاصي الإرشاد الاجتماعي بمدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين الأستاذ علي عبدالسلام البوفلاسة، تحدث عن أحد الطلبة من ذوي الإعاقة، والذي كانت حالته النفسية متدهورة، وكان كثير التأخير والتغيب عن المدرسة، فقام بمقابلته وعقد جلسات فردية معه، وبعد تقديم الدعم النفسي والمعنوي والمساندة والمتابعة اللازمة، التزم الطالب بالحضور، وارتفع تحصيله الدراسي، وبدأ يشارك بتميز في العديد من الأنشطة والفعاليات المدرسية.
بدورها، عبرت اختصاصية الإرشاد الاجتماعي بمدرسة خولة الثانوية للبنات الأستاذة وداد حسن علي عن فخرها بما أنجزته مع الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي لا تنسى العديد من الحالات التي نجحت في تطوير شخصياتها ودمجها بشكل متميز في الأنشطة الداخلية والخارجية، وإبرازها كنماذج مشرفة في المجتمع، مشيرةً إلى دور مبادرتي 'إشراق' و'أنا أقدر' التي تم تنفيذهما في المدرسة لدعم هذه الفئة الطلابية المهمة.
أما اختصاصي الإرشاد الاجتماعي بمدرسة أوال الإعدادية للبنين الأستاذ قاسم حسن، فقد تحدث عن البرنامج الذي تطبقه المدرسة للسنة الثالثة على التوالي وهو 'بنك السعادة للسلوكيات الحميدة'، والذي حقق نقلة نوعية في أداء الطلاب ضمن 3 فئات: الأولى (التعليم والتعلم)، والثانية (القيم السلوكية)، والثالثة (التطور الشخصي)، حيث لوحظ دور هذا البرنامج في تعزيز وغرس القيم الإيجابية، وخفض المخالفات السلوكية والغياب اليومي والتأخر الصباحي إلى أقل من النصف، وتحسين العلاقات بين المعلمين والطلاب.