آمنة علي 1
قال المستشار الأسري حمد الخان إن: «الصمت العقابي عبارة عن موقف يتخذه أحد الزوجين تجاه الآخر بقطع التواصل والحديث، ولا يقتصر فقط على الصمت اللفظي، بل حتى الصمت بكل أنواعه بتجاهل النظرات أو التقارب بينهما»، مشبهاً ذلك بالطلاق العاطفي بين الشريكين.
وأضاف أن الصمت العقابي يختلف بين الرجل والمرأة، فالكثير من الرجال يمارسونه باعتباره نوعاً من العقوبة أو التأديب للزوجة، لإرجاعها إلى صوابها أو إتاحة الفرصة لها لتعديل من سلوكها، بينما تمارسه النساء تجاه الأزواج؛ بسبب زعل أو ضيق، من أجل كتمان المواقف السلبية التي تحصل من بينهما، وإرسال رسالة للطرف الآخر أنها متضايقة.
وأكد الخان أن ممارسة الصمت العقابي لا يؤدي إلى أي نتائج إيجابية، مشيراً إلى وجود سبل وطرق أخرى لمعالجة المشاكل الزوجية من خلال الحوار أو النقاش.
وأوضح أن الاستمرار في استخدام الصمت العقابي لفترات طويلة دون مبادرة من الزوجين للإصلاح، يمثل خطورة على العلاقة الزوجية، مشيراً إلى أن هناك «صمت محمود» يمارسه أحد الشريكين لتجاهل بعض الأمور أو الزلات بهدف عدم التدقيق على الأمور البسيطة التي تخلق مشكلات عند تضخيمها.
ونصح الزوجين بالتحاور والتعبير عن مشاعرهم والتحدث بكل أريحية بينهما لتفادي كبت المشاعر السلبية تجاه الآخر؛ مما يعكس آثاراً إيجابية بتقوية العلاقة من بينهما، ويساعدهما على فهم احتياجات الطرف الآخر.
وفيما يخص «الشخصية النرجسية» والصمت العقابي قال الخان إن ممارسة الصمت العقابي بين الزوجين ليس لها علاقة بالشخصية النرجسية مثلما يعتقد الكثيرون، منوهاً بأن الشخصية النرجسية تندرج ضمن الاضطرابات النفسية، التي تدل على حب النفس أو الأنانية، وتتميز بالغرور، التعالي، والتكبر، والشخص النرجسي يشعر دائماً أنه يستحق أن يعامل باختلاف عن الغير؛ مما يشعره بأنه شخص نادر، ويتعامل مع من حوله دون تعاطف أو رحمة، فضلاً عن أنه يسعى للحصول على أهدافه من خلال استغلاله للأشخاص.
واستعرض المستشار الأسري إحدى الحالات التي مرت عليه ضمن حالات كثيرة خلال عمله، حيث واجه الشريكان مشكلة أدت إلى ارتفاع الأصوات بينهما، ومارس بعدها الزوج الصمت العقابي لمدة ثلاثة شهور، لتفادي تفاقم الأمور، فقامت الزوجة بالمبادرة والاعتذار، مؤكداً أن أسلوب المبادرة الذي اتخذته الزوجة حل الموضوع وأنهى المشكلة.
ودعا الخان إلى تجنب الآثار السلبية للصمت العقابي بين الشريكين، من خلال مبادرات من قبل الطرف المسؤول عن المشكلة، والتركيز على الأثر الإيجابي وإتاحة الفرصة للشريك للاعتذار وقبول الأسف، والتمسك بصفات المودة والرحمة بينهما، مشدداً على ضرورة تفادي حصول الفجوة والهجران، حتى لا يعتاد الشريكان السلوك كنوع من الراحة.
ونصح بضرورة تخصيص وقت بين حين وآخر لممارسة الحوار والنقاش للتعبير عن المشاعر السلبية تجاه الآخر والسعي لحل المشكلات بنسبة بين 60% إلى 90% مما يؤدي إلى آثار إيجابية ودوام العلاقة الصحية من بين الشريكين.