ولاء الجمعان

اختار اللَّه عزّ وجلّ «اقرأ» لتكون أوّل كلمة تنزل من القرآن، فالقراءة غذاء للعقل ونور في الظلمات وسبيل للتائهين، إذ تحتوي الكتب على معلومات وعوالم خيالية نلجأ إليها أحياناً للهروب من الواقع، كمتنفس، فتعتبر الكتب محفزاً للإبداع ومنيراً للعقل.

إلى جانب أنها تعين القارئ على اكتساب مفردات جميلة وقوية يضيفها إلى مصطلحاته اليومية، فإن الكتب كانت وما زالت جنة المثقفين على الأرض، إذ إن تخصيص وقت للقراءة يوميا في مجالات مختلفة يساعد الشخص على توسعة مداركه، لذلك فإن النقاش مع القارئ حتماً سيوصلك لبر الأمان، لتفكيره الموسوعيّ وترتيب أفكاره وعمقها.

كما تعلم عزيزي القارئ، فإن للقراءة أنواعاً، فمنها القراءة السريعة، والتي أراها شخصياً سطحية، والقراءة المتعمقة التي تغوص في الكتب والأدب، فيركز القارئ ويفهمها فهماً عميقا يتغلغل بداخله، والقراءة النقدية التي تتضمن تحليل النصوص وتقييم الأفكار المطروحة.

إن للكتب أنواعاً أيضاً، كالروايات والكتب العلمية والكتب الدراسيّة وكتب الفلسفة والكتب التاريخية وكتب السيرة الذاتية وكتب التنمية الذاتية وكتب الأطفال وكتب الخيال العلمي والفانتازيا.

ولعل من أبرز كتب علم الاجتماع التي أنصح بها، هي سلسلة كتب السيولة من تأليف عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان، وكذلك رواية البؤساء لفيكتور هوغو، ولا ننسى حواراتي مع القرآن للمؤلف أحمد دعدوش، ولا بد أن هناك الكثير من الكتب التي تستحق القراءة والمطالعة.

وفي النهاية، القراءة ليست هواية، وإنما أسلوب حياة يحتاجه الفرد لزيادة وعيه ومعلوماته، فإن القراءة تحدث فرقاً حقيقياً في كل إنسان، وعلينا نشر هذه الثقافة بين جميع الفئات العمرية، لبناء مجتمع يسوده الاحترام والتقبل والرقي.