حنان الخلفان

اختتمت مملكة البحرين فعاليات دورة الألعاب المدرسية الدولية ISF2024 في أجواء احتفالية استثنائية، حيث اجتمع العالم على أرضها لمتابعة حدث رياضي جمع بين التنافس الشريف والتواصل الثقافي بين شباب من مختلف أنحاء العالم. خلال الفترة من 23 إلى 31 أكتوبر، استقبلت العاصمة المنامة 5551 طالباً وطالبة يمثلون 71 دولة، ما جعل الحدث تجربةً فريدة من نوعها مزجت بين الرياضة والتنوع الثقافي وروح التعاون والتآخي.بدأت البطولة بحفل افتتاح مميز في استاد البحرين الوطني، عُرضت خلاله فقرات فنية ورياضية عكست التراث البحريني الأصيل وقيم التسامح والمحبة التي تشتهر بها المملكة.

نال الحفل إعجاب الجميع بتفاصيله الدقيقة وتنظيمه المبدع، مما رسخ صورة إيجابية للبحرين أمام العالم، وعبّر عن كرم الضيافة الذي تجسد في كل لحظة من لحظات الحدث. وفي ختام البطولة، ودعت الوفود البحرين بقلوب مملوءة بالتقدير والثناء على التجربة الفريدة التي عاشوها، مؤكدين أن هذه البطولة لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل احتفالية ثقافية وإنسانية ستبقى في الذاكرة.

عبر عملي ضمن اللجان العليا المنظمة، كان لي الشرف أن أكون جزءاً من الجهود المبذولة من كافة فرق العمل، خاصةً في لجنة السكن التي عشت معها تفاصيل لا تُنسى. في هذه اللجنة، لم يكن العمل مجرد تنفيذ للمهام، بل كان تجربة تجمع بين روح الأخوة والتعاون.

كان كل عضو في الفريق بمثابة أخ أو أخت، يجمعنا حب البحرين والحرص على إبرازها بأفضل صورة أمام العالم. كان الفريق مكوناً من شباب وكبار، بتنوع أعماره وخبراته، وجميعهم يعملون بروح واحدة من أجل تقديم أعلى مستويات الراحة للوفود، حيث تعاون الجميع بشكلٍ ملحوظ وبتفانٍ ملحوظ لخلق بيئة مريحة وآمنة لضيوف المملكة.

وتمتع المتطوعون في لجنة السكن بروح المبادرة في تنظيم احتفالات خاصة داخل الفنادق لتكريم الفرق التي حققت الميداليات، ليعيشوا لحظات الفرح والاحتفاء جنباً إلى جنب مع الوفود المشاركة.

كانت هذه الاحتفالات، التي نظمت بروح مفعمة بالبهجة والكرم، تعكس عادات وتقاليد البحرين الأصيلة في الترحيب بالضيوف.

فور عودة الفرق الفائزة إلى الفنادق، كان المتطوعون يجهزون لاستقبالهم بأجواء احتفالية دافئة، تتخللها الهتافات والأغاني وتوزيع الهدايا الرمزية، ما أضفى على البطولة طابعاً إنسانياً فريداً، وعزز من روح الألفة بين الجميع. أظهر الفريق في هذه اللحظات تفانياً لا مثيل له، وحرصوا على مشاركة الوفود فرحتهم بإنجازاتهم خارجها، ليتركوا بصمة لا تُنسى في قلوب الجميع، ويؤكدوا للعالم أن البحرين، بكل ما فيها من طاقات شابة، هي بالفعل مكان يجسد روح الأخوة والتعاون.

واستمرت المنافسات في 26 رياضة متنوعة، تزايدت المنافسة بين الفرق مع اقتراب المراحل النهائية. تميزت البطولة بروح رياضية رفيعة، إذ لم يكن الهدف من المشاركة فقط تحقيق الميداليات، بل كانت كل لحظة تألق أو فوز فرصة للتعارف والتفاعل مع الثقافات المختلفة. ومع كل انتصار، كان المتطوعون والمنظمون يشعرون بالفخر بما حققوه، ويدركون أن عملهم الدؤوب ساهم في إنجاح هذا الحدث العالمي.

لقد كان لجهود وزارة التربية والتعليم، والهيئة العامة للرياضة، ومنظمة ISF، وكافة المؤسسات المعنية أثرٌ واضح في نجاح البطولة، حيث ساهم الدعم المتواصل والتنسيق العالي بين جميع الأطراف في تقديم تجربة استثنائية، أظهرت قدرة البحرين على تنظيم الأحداث الكبرى بكفاءة واحترافية.

تكاتفت الجهود بين مختلف الجهات واللجان التنظيمية لتقديم تجربة مميزة للضيوف تعكس كرم الضيافة البحرينية، وتجسد قيم التعاون والعطاء، وتؤكد على التزام البحرين بتقديم أفضل ما لديها لضيوفها من مختلف أنحاء العالم.

وبصراحة، ومع انتهاء هذا الحدث الرياضي الدولي، غادر الرياضيون مملكتنا البحرين بذكريات جميلة وإعجاب كبير بالتنظيم وروح الاستقبال التي عايشوها، مؤكدين أن ISF2024 لم تكن مجرد بطولة، بل تجربة إنسانية ثقافية أضافت إنجازاً جديداً لسجل البحرين الحافل.

لقد أثبتت البحرين من جديد أنها ليست فقط قادرة على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، بل أنها وجهة رياضية وثقافية عالمية تعزز قيم الأخوة والصداقة بين الشعوب، وتؤكد للعالم أن مملكة البحرين، بقيادتها الرشيدة وبشبابها وشعبها، قادرة على تحقيق التميز والنجاح في كل ما تقدمه.