أيمن شكل

أكد وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو أن التحدي الأبرز اليوم هو الزمن الذي تستغرقه عملية التحول إلى الاستراتيجية الصناعية، مشيراً إلى أن بناء مصنع يحتاج إلى متوسط 4 سنوات، بينما يمكن توفير المنتج بسرعة أكبر.

وأشار فخرو، خلال جلسة ضمن فعاليات منتدى بوابة الخليج، إلى وجود تحديات مختلفة في فترات مختلفة بالمقارنة مع فترة «كوفيد 19»، لكنه أكد أن الوضع يعتبر أفضل من حيث حجم التجارة والتحديات التي يواجهها التجار وشركات الشحن والخدمات اللوجستية، حيث ارتفعت التجارة بشكل عام، فيما نوه بالشراكات الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، ومن أبرزها شركة APM Terminal، التي تدير ميناء الشيخ سلمان، وقال إن كفاءة الخدمات اللوجستية عامل مهم للتجارة.

ولفت إلى المنافسة باعتبارها أمراً طبيعياً يحدث بين الدول، إلا أنه أكد التكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، والتعامل ككتلة اقتصادية واحدة، ليس فقط في مجال الخدمات اللوجستية، ولكن أيضاً في مجال تكامل سلسلة التوريد للتصنيع، والكثير من البرامج المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي بشأن استبدال سلسلة التوريد.

وقال: «إن التجارة بين دول مجلس التعاون الخليجي منخفضة للغاية مقارنة بالاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ حوالي 70%، بينما تبلغ في دول مجلس التعاون الخليجي من 10 إلى 15%، والسبب هو أننا نصدر المنتج نفسه، أي النفط ومشتقاته.

وأوضح أن البحرين بدأت بالنظر إلى الاستراتيجية الصناعية لكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي لتتأكد من توافقها مع استراتيجيتها، وعدم حدوث تشابه، وقال: «أعتقد أن التحدي يكمن في عامل الوقت الذي يستغرقه هذا التحول، لأن بناء مصنع، قد يتطلب 4 سنوات أو أكثر، في مقابل تقديم الخدمات في زمن أقل كثيراً».

وحول تنويع الاقتصاد، أكد الوزير فخرو أن الأمر يتطلب وقتا، ولا يحدث بين عشية وضحاها، منوها إلى الاتحاد الجمركي بين مجلس التعاون الخليجي، والاستثمار المشترك بين البنوك أو صناديق الثروة السيادية للسماح بالاستثمارات من بلدان مختلفة يساعد على تعزيز الكفاءة.

وأضاف: «قمنا مؤخراً بالاعتراف المشترك ببرامج الحوافز الخاصة بالقيمة المحلية المضافة مع المملكة العربية السعودية، ونتفاوض على مستوى مجلس التعاون الخليجي بشأن اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمناها مع الاتحاد الأوروبي مع ما يزيد عن 15 دولة وكتلة مختلفة الآن، حيث وقعنا اتفاقيات مع دول مثل نيوزيلندا وباكستان وكوريا الجنوبية والعديد من الاتفاقيات الأخرى، وعندما نتفاوض على اتفاقية تجارة حرة يتم ذلك ككتلة تمثل مجلس التعاون الخليجي.

وفسر فخرو سبب انخفاض التجارة بين دول مجلس التعاون الخليجي بأن جميع دول المجلس تنتج المادة نفسها، التي تصدرها إلى الخارج، لافتاً إلى أهمية التصنيع، وتنويع المنتجات الصناعية في دول المجلس، والتكامل فيما بينها، بدلاً من القيام بالشيء نفسه.

ونفى وزير الصناعة أي مخاوف بشأن الإجراءات الحمائية التي اتخذتها أمريكا، مشيرا إلى العلاقة القوية مع الولايات المتحدة في البحرين على وجه الخصوص، وقال: «لدينا بعض المزايا في علاقتنا مع الولايات المتحدة، ولدينا اتفاقية التجارة الحرة، التي تقترب الآن من 20 عاماً، ووقّعنا مؤخراً اتفاقية شاملة للتكامل الأمني والازدهار، والتي تتحدث عن عدة أمور، بما في ذلك الأمن والتجارة والاستثمار، وكذلك التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا».