قالت الدكتورة عبير الغاوي القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة ان تخصيص يوم رياضي وطني تحتفل فيه كل البحرين، كبيرها وصغيرها هو بمثابة "يوم عيد" أو "كارنفال صحي" أن جاز التعبير.

وبينت الدكتورة "الغاوي" بأن اصدار اوامر ملكية من لدن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتخصيص نصف يوم 7 فبراير 2017 الذي يصادف يوم الثلاثاء للنشاط الرياضي، وتوجيه سموه لكافة الوزارات والهيئات الحكومية، إلى تنظيم فعاليات رياضية وحركية لموظفيها، لتعزيز مفهوم الرياضة للجميع، في حراك رياضي صحي اجتماعي نادر الحدوث، من شأنه أن يسهم في غرس ثقافة مجتمعية بأهمية الرياضة ودورها في حياة الفرد والمجتمع.

وأكدت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة أن مشاركة شخصيات وطنية هامة وتعدد وتنوع مجالات وفعاليات المشاركة من أجل إنجاح هذا اليوم هو اقرار سياسي واجتماعي بأهمية النشاط البدني، ويعكس حرص القيادة الرشيدة بتعزيز صحة الإنسان البحريني، ثروة هذا الوطن، وإيمانها العميق بدور النشاط البدني ومردوده على الصحة بأبعادها الجسمية والنفسية والروحية والاجتماعية، وهذا في حد ذاته مفخرة لنا كعاملين صحيين في مجال تعزيز الصحة والوقاية، وبالإضافة الى خارطة الفعاليات الحافلة على الصعيد الميداني والاعلامي.

وقال الدكتورة "الغاوي": "أننا ننتهز هذه الفرصة ونؤكد على بعض الرسائل المهمة في هذه المناسبة:

اولا: أهمية النشاط والحركة كأحد مقومات الصحة والسعادة فأن ممارسة الرياضة المنتظمة تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان بمعدل 40% على اقل تقدير ومن داء السكر من النوع الثاني بمعدل 30% ويحسن النشاط البدني من ضغط الدم والكولسترول ويقي من هشاشة العظام ويساعد في الحفاظ على وزن صحي بل أن الرياضة المنتظمة وابسطها المشي ترفع من الطاقة الايجابية وتعزز الشعور بالسعادة وتقوي الذاكرة وتحسن نوعية النوم. إن الوقت الذي نقضيه في الرياضة يساعد على التأمل والتفكير وفي الحصول على هدوء البال والاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق.

وفي المقابل فأن تأثير الحياة الخاملة في الإصابة بعدد كبير من أمراض العصر حيث يعد قلة النشاط البدني السبب الرابع للوفاة في العالم ويضاعف الجلوس لساعات طويلة أثناء العمل أو لمشاهدة التلفاز أو الحاسوب من الإصابة بداء السكر وأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة المنتظمة وهذا لا يقلل من أهمية النشاط البدني والتمارين الرياضية التي تمارس في أوقات الفراغ ولكن يؤكد على أن بقية النهار يجب أن لا يقضي في الجلوس فقط، بل أن من الواجب علينا ان نزيد من حركتنا خلال أعمالنا اليومية المعتادة.

ثانيا : إن الوصفة المطلوبة لتحقيق كل هذه الفوائد الصحية والنفسية والعقلية والروحية للنشاط البدني هي وصفة بسيطة جدا ولها مكونان أساسيان يجب توافرهما معا معظم الوقت : المكون الأول هو زيادة نصيب الفرد من النشاط والحركة في جميع أعماله التي يؤديها طوال اليوم والمكون الثاني من الوصفة فهو ممارسة نشاط بدني رياضي بشكل منتظم.

إن تعويد النفس على الحياة النشطة مهم جدا وقد يتطلب في البداية بعض التخطيط وابتكار آليات للتذكير والتنبيه من اجل ضمان الاستمرارية فعلى سبيل المثال ينصح بالمشي اثناء المكالمة الهاتفية وايقاف السيارة في موقف بعيد عند زيارة المجمع التجاري او قضاء المشاوير والمشي على الحزام الكهربائي في المصاعد المتحركة والمساعدة في القيام ببعض الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال أو عمل حركات

رياضية بسيطة متكررة اثناء العمل او اثناء الفواصل الإعلانية عند مشاهدة التلفاز. حتى مع الأعمال التي تعتمد على الجلوس لساعات طويلة، يمكنك الوقوف والحركة وقد يحدث هذا فرق كبير، وبدلا من إجراء مكالمة هاتفية للحديث مع زميل العمل يمكنك الترجل لمكتبه.

ثالثا: يجب ان تتعرف على المكون الثاني من الوصفة وهو ممارسة نشاط بدني بشكل منتظم، فيمكنك ان تختار اي نشاط بدني تحبه ويسهل عليك القيام به ودمجه في روتينك اليومي وغالبا ما يكون احد النوعين التاليين: نشاط بدني متوسط الشدة مثل المشي او السباحة لمدة 150 دقيقة خلال الأسبوع الواحد (أي ما يعادل 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع) ويمكن تأدية النشاط دفعة واحدة لمدة 30 دقيقة أو بصورة متقطعة لمدة 10 دقائق في المرة الواحدة) أو يمكنك ان تختار نشاط بدني مرتفع الشدة مثل الجري ورياضة كرة القدم لمدة 75 دقيقة خلال الأسبوع الواحد (أي ما يعادل 25 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع) أو يمكنك الخلط بين النوعين.

ويمكنك التعرف على النشاط البدني المعتدل الشدة بأنه عند أداء النشاط تتسارع ضربات القلب والتنفس بشكل ملحوظ ولكن لا يزال بإمكان الشخص إتمام المحادثة والأمثلة على ذلك كثيرة مثل المشي بسرعة وأعمال الحديقة الخفيفة و الرقص والسباحة واللعب بنشاط مع الأطفال وركوب الدراجة بسرعة معتدلة .أما النشاط البدني المرتفع الشدة فيكون مصحوب بزيادة معدل ضربات القلب بصورة كبيرة، ويكون التنفس أكثر صعوبة وسرعة لدرجة عدم القدرة على إجراء حوار. وتشمل الأمثلة الركض والسباحة السريعة وقفز الحبل والألعاب ذات القدرة على المنافسة الرياضية مثل كرة القدم و كرة السلة.

وختاما فانه نظرا لأهمية الرياضة وضرورة الاستمرار بها وتبنيها ضمن حياتنا اليومية فانه ليس من الضروري التقيد بالاشتراك في نادي صحي أو شراء أجهزة رياضية أو أي من شانه أن يعطل ويعيق ممارستها بل أن الخيارات المتاحة كثيرة جدا وما عليك هو ان تعقد العزم وان تبدء بالتدريج وتبقى متحفزا وملتزما بهذه الثلاثين دقيقة بشكل شبه يومي تجاه نفسك مدى الحياة.