أكد فنانون ومكرمون في مهرجان البحرين المسرحي تميز مملكة البحرين في احتضان عدد من المهرجانات الفنية في وقت واحد، وهو ما يسهم في تطور المشهد المسرحي، ويعزز من القدرة على تقديم أعمال متطورة وديناميكية تضمن وجود صناعة ثقافية وفنية مستدامة.
وأشاروا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) إلى أهمية دور المسرح كركيزة أساسية على خارطة الفنون؛ لما يتميز به من تواصل مباشر مع الجمهور.
وقالوا على هامش افتتاح مهرجان البحرين المسرحي الثالث، إن تزامن مهرجان البحرين المسرحي الثالث مع مهرجان البحرين السينمائي يعكس قدرة المملكة على تنظيم فعاليات فنية متميزة في ذات الوقت، ويبرز دور هذه المهرجانات في إظهار صورة مملكة البحرين الحديثة والمتطورة.
وفي هذا الصدد؛ أكد الدكتور راشد نجم الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب، أن مهرجان البحرين المسرحي الثالث يمثل حدثًا ثقافيًا مهمًا في مملكة البحرين، حيث يعكس التوجه نحو السياحة الثقافية والتنمية.
وأوضح أن إقامة هذا المهرجان يسهم في دعم التنمية الاقتصادية من خلال استقطاب الفعاليات والفنانين، مما يعزز من فرص الاستثمار في المجالات الثقافية كالمسرح والسينما، مشيرًا إلى أن تاريخ البحرين الطويل في الفنون يوفر بيئة ملائمة لنمو الإنتاج الفني والثقافي.
وأشار إلى أن المهرجان، رغم قصر عمره، شهد تطوراً ملحوظاً منذ نسخته الأولى وحتى الثالثة، مع تغييرات إيجابية في الاستراتيجيات والمشاركين، معبرًا عن تطلعاته لتطوير المهرجان في المستقبل عبر استقطاب وجوه جديدة، ليصبح محطة بارزة على الساحة الثقافية في البحرين، وما يدعم استمرارية النجاح وجذب مزيد من المشاركين والجمهور.
ومن جهته، أعرب الفنان محمد ياسين عن سعادته بالحراك الفني النشط الذي تشهده مملكة البحرين في الآونة الأخيرة، إذ تشهد اهتمامًا متزايدًا بالفنون، موضحًا أن إقامة هذا المهرجان البحريني يأتي في ظل تحديات تستدعي النهوض به مقارنة بدول الخليج الأخرى، لافتًا إلى أهمية المسرح المدرسي كوسيلة لتطوير المواهب الفنية ودعم الجيل القادم من الفنانين.
وفيما يتعلق بالتكريم، أشاد الفنان ياسين بتكريم أحد الشخصيات بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، مؤكدًا أن هذا التكريم يعكس تقدير الجهود المبذولة في مجال المسرح، ودعم المسرح وتطويره، لتحقيق نتائج أفضل في السنوات القادمة، قائلًا إن مملكة البحرين تمتلك إمكانيات كبيرة في المجال الفني، وعلى الجميع الاستمرار في صناعة النجاح في هذا القطاع الثقافي الحيوي محليًا وخليجيًا وعربيًا.
من ناحيته، أشاد الفنان أنور أحمد بزيادة عدد المهرجانات الفنية في البحرين، مؤكدًا أن إقامة مهرجان البحرين المسرحي ومهرجان البحرين السينمائي يؤكد تميز المملكة في تنظيم المهرجانات المتخصصة.
وأشار إلى تاريخ المسرح البحريني العريق، الذي يحتفل بمئويته، داعيًا إلى تعزيز هذا الإرث الثقافي من خلال الدعم المستمر للمهرجانات الفنية.
وقال إن المهرجان يُنظَّم بسواعد بحرينية بالكامل، بما يشمل لجان التحكيم وورش العمل والندوات، مما يعزز الهوية الثقافية المحلية، ويبرز دور الشباب في الفنون والمسرح، مؤكدًا أهمية الاستمرار في تقديم عروض مسرحية طوال العام، وليس فقط خلال المهرجانات، لتعزيز دور الشباب وتطوير مهاراتهم.
من جهته، أشار الفنان أحمد مبارك إلى النشاط المتزايد للحركة الفنية في مملكة البحرين، لافتًا إلى التطورات التي شهدها المهرجان منذ انطلاقه حتى الآن، من حيث الجوائز والتنظيم والأعمال المشاركة، مما أسهم في رفع مستوى تذوق الجمهور للفن المسرحي، مبينًا أن البحرين تمتلك المقومات اللازمة لتطوير المهرجانات واستقطاب فعاليات فنية إضافية.
بدوره، قال الفنان جمعان الرويعي إن المهرجان يجمع الفنانين من البحرين وخارجها، مما يتيح فرصًا للتواصل وتبادل الخبرات، معبرًا عن أمله في استمرارية المهرجان بشكل دوري لتعزيز الحركة المسرحية، مشيرًا إلى دوره في تمكين الشباب واكتشاف مواهبهم من خلال المسابقات والعروض.
وأعربت الفنانة شفيقة يوسف عن سعادتها بالأجواء الفنية للمهرجان، موضحةً أهمية التعاون بين الفنانين في تعزيز العلاقات الفنية، مما يفتح المجال لفرص الابتكار والإبداع، ويعكس روح التعاون بين الجميع لإنجاح الفعاليات.
من ناحيتها، أشادت الفنانة شيماء سبت بتنوع الفعاليات الفنية المقامة في البحرين، مشيرةً إلى أن هذا الزخم الثقافي يمنح الفنانين فرصًا متعددة لمتابعة مختلف المهرجانات، بما يعزز من استمرارية النجاح والتنوع الفني.
من جانبه، عبّر الفنان محمود الصفار، المكرّم في المهرجان، عن امتنانه لهذا التكريم الذي جاء نتيجة لسنوات طويلة من العمل المسرحي، مؤكدًا أن المهرجان يلعب دورًا بارزًا في إبراز الهوية الثقافية الوطنية، وتعزيز التواصل المباشر مع الجمهور.
وأعرب الفنان علي بدر، المكرّم أيضًا، عن تقديره للتكريم المخصص للعاملين خلف الكواليس، مشيرًا إلى أهمية الاعتراف بجهودهم التي تُسهم في نجاح الأعمال المسرحية.
من ناحيته، أكد الفنان جلال عبيد أهمية تطوير المهرجان ليواكب المهرجانات الكبرى في المنطقة، معبرًا عن تفاؤله بمستقبل المسرح في البحرين في ظل الدعم الذي يحظى به من الجهات المعنية.
يذكر أن مهرجان البحرين المسرحي الثالث احتفى بالفنان الراحل سعد الجزاف، الذي شكّل رمزاً للفن المسرحي، وترك بصمة واضحة عبر مسيرته الطويلة في خدمة المسرح البحريني.