بالتعاون مع السفارة الفرنسية بالمملكة ومتحف اللوفر في باريس
أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار عن تنظيمها، بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين ومتحف اللوفر في باريس، تجربة رقمية تفاعلية بعنوان "رحلة عبر تراث البحرين" وذلك في الفترة ما بين 10 و23 نوفمبر 2024م.
وعبر دمجها لتقنيات رقمية حديثة، ستتيح هذه التجربة الفرصة للجمهور في البحرين من طلبة المدارس والجامعات والمجتمع المحلي لاستكشاف فترتي دلمون وتايلوس بطريقة مبتكرة تُقدّم لأول مرة في المملكة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود تعزيز وصول الجمهور في المملكة إلى التراث الثقافي البحريني وتعريف المجتمع المحلي بهذا الإرث التاريخي الفريد من خلال التكنولوجيا الحديثة، حيث يسعى المشروع إلى توسيع نطاق الاستفادة من معرض "من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" الذي يستضيفه متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، من خلال تجربة رقمية مبتكرة.
وعلى مدار أسبوعين سيتنقّل المشروع، الذي يشرف عليه رئيس بعثة التنقيب الفرنسية لدى مملكة البحرين د. جوليين كوني، ما بين محافظات البحرين من شمالها إلى جنوبها، وسيتوقف في عدد من المدارس والجامعات الحكومية والخاصة لإعطاء الطلبة المجال خوض التجربة التفاعلية الفريدة.
كما سيتم وضعه في عدد من المواقع الأثرية والتراثية والثقافية العامة، حيث سيكون خلالها مفتوحاً للجمهور العام، وهو ما سيعطي الزوار فرصة للتفاعل بشكل أعمق مع المواقع وتاريخها والأشخاص الذين سكنوها قبل آلاف السنين.
وتُقدّم التجربة الرقمية عبر مجموعة من الحواسيب اللوحية التي تتضمن تطبيقاً تم ابتكاره خصيصاً، وتضم مجموعة قطع أثرية من جرار فخارية وآنية وألوح مسمارية وأختام دلمونية وتماثيل تعكس العديد من جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية لسكّان البحرين القدامى، وهذه القطع هي جزء من الإعارة التي قدّمها متحف البحرين الوطني لمتحف اللوفر في باريس لمدى خمس سنوات بعنوان "من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين"، كما وتتضمن عرض معلومات علمية وأثرية أخرى تم جمعها بالتعاون مع البعثة الفرنسية الأثرية في البحرين ومتخصصين من هيئة البحرين للثقافة والآثار، وبشكل عام فإن معروضات التجربة تغطي فترتي دلمون وتايلوس.
ويهدف مشروع "رحلة عبر تراث البحرين" إلى إعادة تقديم التاريخ العريق للحضارات التي ازدهرت في مملكة البحرين، مثل حضارتي دلمون وتايلوس، من خلال تجربة رقمية تفاعلية تتيح للجمهور استكشاف التراث الثقافي للمملكة بطرق مبتكرة، بحيث يركز المشروع على التعريف بأهم عناصر هذا التراث، ويبرز الدور الكبير لأعمال التنقيب والبحوث الأثرية في توثيق وحفظ هذه الموروثات.
ويسعى المشروع إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية، وخاصة تلال مدافن دلمون المنتشرة في منطقة عالي وما حولها وسط مملكة البحرين، وذلك من أجل ترسيخ الشعور بالانتماء الوطني والارتباط بتاريخ المنطقة، فضلاً عن أنه يأتي انسجاماً مع رؤية البحرين الرامية إلى تعزيز السياحة الثقافية وتعريف العالم بإرثها الحضاري الفريد.
ويشارك في مشروع التجربة الرقمية مجموعة من طلبة جامعة البحرين، حيث سيتم في ختامه تنظيم برنامج للتبادل الأكاديمي وسيحظى طلبة من الجامعة بفرصة للتدريب والدراسة في فرنسا حول مواضيع تتعلق بالتراث والبحث الأثري.
وتوجهت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر إلى شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) على دعمها السخي للمشروع، ولمتحف اللوفر على تقديم الدعم العلمي، وكما وتقدّر الدعم من كل من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومرصد التراث للشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط ومدرسة اللوفر يذكر أن تطبيق التجربة الرقمية تم إنشاؤه من قبل استوديو فيم فاتال وتم التصوير الضوئي للقطع الأثرية بواسطة شركة إيكونيم.
من دلمون إلى تايلوس
فتح المعرض أبوابه في متحف اللوفر بباريس خلال أكتوبر 2022، وهو ثمرة الإعارة من متاحف البحرين إلى متحف اللوفر لمدة خمس سنوات، كما ويعكس التعاون الوثيق ما بين متحف اللوفر وهيئة البحرين للثقافة والآثار في ظل الاتفاقية التي تم توقيعها ما بين المؤسستين كجزء من الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظّم إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 2019.
ويقدّم معرض "من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" فرصة الاطلاع والتعرف على ماضي البحرين القديم وإرثها الاستثنائي والمتنوّع من خلال أكثر من 70 قطعة أثرية، من ضمن اتّفاق الإعارة، إضافة إلى قطع أخرى من قسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر، وتحكي كلها بشكل متكامل قصة الحضارات المتعاقبة على مملكة البحرين ما بين العصر البرونزي قبل أكثر من 4000 عام وحتى بداية الألفية الأولى بعد الميلاد. وتكشف هذه القطع الكثير حول الممارسات الاجتماعية والعلاقات السياسية والثقافية ما بين سكّان البحرين قديماً والحضارات الأخرى من حولها.