محمد إسحاق عبدالحميد
من المشكلات التي تتكرر لدى الطلبة سنوياً هي الجهل بمكامن القوة ونقاط التميز، وعدم فهم طبيعة المهام والأعمال التي تتطلبها كل مهنة في سوق العمل وبالتالي اختيار التخصص غير الملائم.
والطالب بحاجة إلى تجربة العديد من المهام والأعمال ولو بشكل مصغر فذلك يساعد على التعرف عليها وفهم نوعية الأعمال التي تتناسب معه ويستمتع بها ويسهل عليه القيام بها وتعلمها، وسيتعلم كذلك العديد من الأمور التي لا تتناسب معه ولا يُحب القيام بها.
ومعرفة الميول المهنية في سن مبكر يساعد الطالب على اختيار التخصص المناسب ويُقلل من المشاكل التي تحصل بسبب سوء الاختيار، كما إنها تساهم في إيجاد الكفاءات في شتى التخصصات فكم من موهوب أخطأ في اختيار التخصص وبالتالي في مجال العمل فضاعت قُدراته وإمكانياته في غير محلها.
أذكر أنني في سن مبكرة تطوعت مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني وجربت العمل في العديد من الأقسام وكان من ضمنها قسم معنّي بتهيئة الطلبة لسوق العمل ومساعدتهم على امتهان حرفة أو صنعة يتكسب من خلالها، كما عملت في مجال البحث عن وظائف للعاطلين عن العمل وقد كانت هذه الأعمال كلها مدخل وسبيل للتوجه للإرشاد المهني والاستمرار فيه إلى هذا اليوم ولله الحمد.
ونصيحتي للطلبة هي بالمشاركة في أكبر قدر ممكن من الأنشطة والفعاليات داخل المدرسة وخارجها وتجربة تعلم المهارات المتنوعة دون إفراط بالدراسة والتحصيل. وتتنوع الأنشطة والبرامج المتاحة للطلبة من الإذاعة الصباحية واللجان الطلابية المتنوعة والمسابقات المتنوعة التي تقام للطلبة بشكل مستمر وأخص بالذكر منها برامج وفعاليات مؤسسة إنجاز البحرين ومن ضمنها مسابقة الشركة.
وتعتبر مسابقة الشركة من المسابقات الكبيرة والمميزة التي تساهم في صقل شخصيات الطلبة وتجربة العديد من المهام على مدار سنة دراسية كاملة، ومن خلال هذه المسابقة يؤسس الطلبة شركة ريادية على أرض الواقع ويبتكرون منتج أو خدمة تساهم في حل مشكلة قائمة في أرض الواقع.
ختاماً، الوظائف تتغير بوتيرة سريعة والطلب في ازدياد على الخريجين من أصحاب المهارات والمواهب البارزة ممن اختاروا المسار الدراسي بالشكل الصحيح واكتشفوا أنفسهم مبكراً، ولم يعد الأمر محصوراً على المعدل الدراسي فقط.