ولاء الجمعان
نداءٌ من النوستالجيا أو (الحنين إلى الماضي)، وسط فوضى الحياة العارمة، والشوق لعودة الأخلاق الإنسانية الراقية، التي تتمثل في توليفة تحمل بين طياتها الذوق الإسلامي والاجتماعي، لبناء أساس المجتمع الرصين.. لا بد من تذكير لأنفسنا، فلطالما كانت الذكرى تنفع المؤمنين.
إلقاء التحية
«وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا»، سورة النساء (86). أصبح البعض الآن لا يلقي التحية، ولا يرد عليها، فعند الدخول على أي مكان لا بد من إلقاء التحية على الناس الموجودين فيه، فإن لم تلقَ الرد.. تلقَ عند الله أجرك.
احترام كبار السن
يعد احترام كبار السن إحدى الركائز الأساسية لبناء المجتمع، فمناداتهم بأسمائهم لا يعتبر من الذوق الاجتماعي نظراً لأعمارهم، وأن مساعدتهم وإسعادهم لأجرٌ كبير عند الله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم.. «ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا»، رواه الترمذي وصححه الألباني.
الصلاة في المسجد
قيمةً جميلة نفتقرها في أيامنا هذه، فلا تغيب عن البال تلك الذكرى عندما نشاهد المصلين يتزاحمون لصلاة الجماعة في المسجد، متحمسين لسماع خطبة الجمعة، متلاصقين كالبنيان المرصوص، كأنهم حبات اللؤلؤ بأثوابهم البيضاء الناصعة. لا بد من إحياء هذه الذكرى الجميلة، فنادراً ما نجد شبابنا في المساجد، إن المساجد حقاً تشتاق إلى رؤية المؤمنين كما سابق عهدهم.
الصدق
قول الصدق شيمة من شيم المؤمنين، فالمؤمن الذي يتحلى بصفات الإيمان لا يقول الكذب، ولا يحلف زوراً، وتجد بعض الناس من لا تجد على لسانه غير الكذب، فينطلق بالحديث في أكاذيبه التي لا تُصدق، فيقول هاجمني أسدٌ، والمفارقة العجيبة أن الأسد لم يدر عنه، ولا رآه قط، إنما هي كذباتٌ ليشد انتباه المستمعين له، قال رسول الله صلى عليه، وسلم: «وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يُكتب عند الله كذَّابا»، رواه البخاري ومسلم.
نبذ العنصرية والتآخي
«إنما المؤمنون إخوة»، وإن في ترابط المسلمين وتآخيهم فيما بينهم لفضل عظيم عند الله، فمساعدتنا لبعضنا البعض ونبذ العنصرية يعتبر من الرُّقي الاجتماعي، فالمجتمع بحاجة إلى جميع الفئات بدون التقليل والاستنقاص من شأن أي شخص، ولا يهم عرقه ولا أصله، فإن الإنسان بقيمته الاجتماعية يسمو، فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
تجنب الغيبة والنميمة
أصبح البعض يستهين بالغيبة والنميمة التي ينهي الإسلام عنها لما فيها من أضرار عليهم، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: «رأيت -حين أسري بي- رجالًا لهم أظفار من نحاس، يخمشون بها وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم»، وعلى المؤمن أن يسلم الناس من لسانه ويده، فلا يتحدث عن أخيه بسوء.
تجنب رمي الأوساخ
المحافظة على البيئة تجعل منظرها جميلاً طوال الوقت، إذ كان يتردد على مسامعنا دائماً في المدرسة أن النظافة من الإيمان، فالمحافظة على نظافة الشوارع والبيوت لا يتطلب جهداً كبيراً منا، لأنها مسؤولية دينية وأخلاقية واجتماعية، وعلى الجميع اتباع تلك الآداب الحسنة التي أوصى بها معلمنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
احترام وقت النوم
أصبحت الضوضاء التي تأتي من الطريق السريع مؤخراً عنصراً أساسياً من عناصر الليل، فيبدأ بعض الشباب يومهم في وقتٍ متأخرٍ من الليل إلى الفجر، عندئذ يبدأ الاستعراض أو ما يسمى بالـ«التفحيط» ليتسببوا في إزعاج النائمين، وإن في هذا تعدٍ لحقوق الغير، ولا يعتبر من أخلاق المسلمين النبيلة.
إن لتهذيب النفس أثراً جميلاً وإيجابياً علينا، فمن يرتقي عن بعض التصرفات يكون له أجر عظيم في الآخرة، وينال فضلاً عظيماً في الدنيا.. كم هو جميلٌ اتباع وصايا وتعاليم الدين الرائعة، التي نجد فيها ما يرشدنا للطريق الصحيح، ويحافظ على سلامتنا الجسدية والنفسية.