أمل محمد أمين
تضاربت الأقوال بين استخدام التربية الإيجابية للطفل عن طريق الحوار معه وعقابه بطريقة الحرمان من الأشياء التي يحبها وبين التربية التقليدية التي تسمح بالضرب عند العقاب، وهنا اختلفت الآراء بين مخاطر الضرب والسماح بمستوى معين من العقاب البدني مثل الزجر أو ضربة خفيفة على اليد.
مخاطر الضرب
بحسب موقع «اليونسيف» فإن العديد من البالغين الذين تعرضوا للضرب في طفولتهم يتدنى لديهم احترام الذات، وتظهر عليهم علامات الاكتئاب والقلق، ويصبحون عنيفين ولديهم مشاعر سلبية تجاه والديهم.
كما أظهرت الأبحاث وجود نتائج سلبية للضرب على الأطفال. فالضرب يزيد من احتماليات المشاكل العقلية والنفسية، والسلوك الإجرامي، وتعرض الطفل للانتهاك الجسدي من قبل الآخرين في المستقبل، والآثار السلبية على نمو دماغ الطفل، وتدني احترام الذات والثقة بالنفس.
فالضرب والصراخ يرعبان الأطفال ويضغطان عليهم بما يؤثر على مهاراتهم في التعلم، وقد يتصرفون على نحو أفضل لفترة قصيرة جداً ولكن على المدى الطويل قد يصبحون عدوانيين وتعساء.
كما أن الضرب له تأثير على ثقة الأطفال بالوالدين والقرب منهما على المدى الطويل، وهذا يؤدي بهم إلى إخفاء مشاكلهم عن الأهالي في المستقبل بدلاً من مشاركتها معهم للحصول على مساعدتهم.
وعلى عكس ما يظن البعض، الضرب ليس الصورة الوحيدة لاستخدام العنف في التربية، فهناك: العنف النفسي/العاطفي: مثل إهانة الطفل وانتقاده بشكل سلبي وتخويفه واستخدام الألفاظ الجارحة معه والزج به في الشجار بين الأهالي.
الإهمال: مثل عدم تلبية احتياجات الطفل الجسدية والنفسية وعدم حمايته من الخطر وحرمانه من الإحساس بالأمان.
الضرب في الإسلام
يوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن ضرب الطفل للتعليم وإهانته بزعم تربيته لا يخرجان للمجتمع إلا طفلًا مشوه المشاعر، قاسي الطبع، عدواني السلوك.
وأضاف الأزهر في إجابته عن سؤال: «ما حكم ضرب الطفل للتعليم؟»، أنه إذا تأملنا سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم كلها لن نجد موقفًا واحدًا تعرض النبي صلى الله عليه وسلم فيه لطفل بضرب أو انتهار.. صلى الله على صاحب الخلق الرفيع.
إن ضرب الطفل في حد ذاته ليس وسيلة لتربية الطفل وإنما تكون بالقدوة والرحمة والمودة وأخذ الناس بالرفق.
فالطفل وهو أصغر من عشر سنوات يحتاج إلى التعليم والقدوة، فالضرب مسلك خاطئ باعتراف علماء النفس والتربية.
فعلماء التربية جعلوا ضرب الطفل أمراً متأخراً من مراحل التأديب، فهناك مراحل أولية منها الترهيب والترغيب ومنها تشجيع الطفل.وتابع: إن السن التي أمرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ضرب الطفل في العاشر من عمرهم لقوله صلى الله عليه وسلم «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ».
ينبغي للأب أو الأم إذا كانت الضرورة قصوة لضرب الأولاد مراعاة الأمور الآتية:
أولاً: لا ينبغي الزيادة على عشر ضربات، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يجلد فوق عشر جلدات، إلاَّ في حدٍ من حدود الله» رواه البخاري ومسلم وغيرهما، واللفظ للبخاري.
ثانياً: لا يضرب الوجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا يقل قبح الله وجهك» رواه أحمد، وهو في الصحيحين بألفاظ أخرى.