معدلات بدانة الصغار في الخليج بين الأعلى عالمياً.. هيا الخياط: ٪15 من بالغي البحرين يواجهون «السكري2» و٪5 من الأطفال يعانون السمنة
فندت استشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال - رئيس قسم الأطفال بالمستشفى العسكري- الخدمات الطبية الملكية البروفيسور هيا الخياط مجموعة دراسات أظهرت أن 40% من الأطفال في دول الخليج يعانون من السمنة بينهم 5% في البحرين، موضحة أن 15% من البالغين في المملكة يواجهون مرض السكري، بظل توقعات بارتفاع عدد الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني في المملكة بنسبة أكبر خلال العقد القادم، ما لم تتخذ إجراءات لمكافحة السمنة.
وقالت البروفيسور الخياط، بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للسكري: «مواجهة تحديات السكري من النوع الثاني لدى الأطفال في عالم اليوم»، إن داء السكري من النوع الثاني أصبح أحد التحديات الصحية الكبرى التي يصاب بها الأطفال في السنوات الأخيرة. بالرغم من أنه كان يعتبر مرضاً مرتبطاً بالبالغين بشكل أساسي إلا أن الإحصائيات تظهر زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بين الأطفال والمراهقين.
ويحتفل العالم في الرابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للسكري، وهذه المناسبة تهدف إلى زيادة الوعي حول مرض السكري وطرق الوقاية منه وعلاجه.
وأوضحت الخياط أن سكري الأطفال من النوع الثاني هو حالة مرضية تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بشكل فعال، ويعتبر هذا النوع من السكري أكثر شيوعاً في الأطفال الذين يعانون من السمنة أو الذين لديهم نمط حياة غير صحي، مشيرة إلى أن الاكتشاف المتأخر للمرض قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل مشاكل القلب والكلى، ومشاكل البصر.
وحول الإحصائيات التي تُظهر مدى تفشي هذا المرض، قالت البروفيسور الخياط إنه وفقاً لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2023، فإن منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا شهدت تسجيل زيادة بنسبة 15% في حالات السكري من النوع الثاني بين الأطفال والمراهقين خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى دراسة حديثة أخرى نُشرت في مجلة السمنة كشفت أن 40% من الأطفال في دول مجلس التعاون الخليجي يعانون من السمنة، مما يؤدي إلى تزايد حالات السكري من النوع الثاني وتعتبر هذه المعدلات من بين الأعلى على مستوى العالم.
وتابعت الخياط أن الدراسات تكشف أن الوطن العربي ودول الخليج العربي تواجه تحديات متزايدة في مجال السكري، موضحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أعلى الدول من حيث انتشار مرض السكري، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 10.5% من الأطفال والمراهقين يعانون من السكري.
أما في مصر فقد أظهرت دراسة حديثة عام 2023 أن أكثر من 1.5 مليون طفل ومراهق تم تشخيصهم بالسكري من النوع الثاني، حيث تمثل هذه النسبة حوالي 1% من إجمالي الأطفال.
وبحسب البروفيسور الخياط فإن دراسة من جامعة الملك سعود في 2023 أكدت أن الأطفال في السعودية الذين يعيشون في المدن الكبرى كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بسبب نقص النشاط البدني وزيادة استهلاك الوجبات السريعة. وأكدت البروفيسور الخياط أن مملكة البحرين واحدة من الدول التي تواجه تحديات صحية كبيرة فيما يتعلق بمرض السكري بشكل عام، وبالأخص داء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال.
وفقاً لتقارير وزارة الصحة في البحرين، تُظهر الإحصائيات أن حوالي 15% من البالغين في البحرين يواجهون مرض السكري أما بالنسبة للأطفال فقد أظهرت بعض الدراسات أن معدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين في البحرين قد ارتفع بشكل كبير في الفئات العمرية من 10 إلى 19 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجرتها وزارة الصحة في البحرين عام 2021، أن 5% من الأطفال في سن المدرسة (من 6 إلى 12 عاماً) يعانون من السمنة، مما يضاعف خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وفندت البروفيسور الخياط الأسباب والعوامل المساهمة في زيادة حالات سكري الأطفال من النوع الثاني، ومنها
1- السمنة، إذ تعتبر من الأسباب الرئيسة.
2- قلة النشاط البدني فقد قللت سبل الترفيه الحديثة من الوقت المخصص للنشاط البدني.
3- العوامل الوراثية والتي تعد من العوامل المهمة، فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للسكري أكثر عرضة للإصابة.
وحول التدابير الوقائية للحماية من سكري الأطفال من النوع الثاني، قالت إنه يُتوقع أن يرتفع عدد الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني في مملكة البحرين بنسبة أكبر خلال العقد القادم، وذلك إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة السمنة ونمط الحياة غير الصحي، داعية إلى اتباع مجموعة من التدابير الوقائية للحماية من سكري الأطفال من النوع الثاني وهي:
1- تشجيع النشاط البدني إذ يُنصح بتخصيص 60 دقيقة يومياً لممارسة الأنشطة الرياضية. يمكن أن تشمل الأنشطة الرياضية اللعب في الحديقة، ركوب الدراجة، أو الانخراط في التدريبات الرياضية المنظمة.
2- تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات (التلفاز، الكمبيوتر، الهواتف الذكية) وتقديم بدائل تفاعلية مثل الألعاب الخارجية.
3- تحسين النظام الغذائي بحيث يتم التركيز على تناول الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية (مثل الأسماك والدواجن) والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
4- تعزيز عادات النوم الصحية بوضع جدول منتظم للنوم يساعد في تحسين نوعية النوم و توفير ساعات كافية للأطفال من النوم يومياً. فالنوم الجيد يلعب دوراً هاماً في تنظيم مستوى السكر في الدم.
5- الاستثمار في برامج التوعية الصحية والوقاية في المدارس و التي من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز نمط الحياة الصحي، بالتعاون بين الأسرة و المدرسة. وذلك بتخصيص ورش عمل للأهالي والأطفال لتعزيز العادات الصحية.
6- الفحص الدوري والتشخيص المبكر
إذ يجب أن يخضع الأطفال لفحوصات طبية دورية للتحقق من مستويات السكر في الدم، خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي للسكري. فالتشخيص المبكر يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ تدابير وقائية قبل تفاقم الحالة.
7- توفير بيئة للدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً مهماً في تعزيز السلوكيات الصحية للأطفال. كما يجب تشجيعهم على الانخراط في الأنشطة الجماعية والمشاركة مع الأصدقاء إذ يمكن أن يحفزهم ذلك على تبني نمط حياة صحي.
وخلصت البروفيسور هيا الخياط إلى القول إن سكري الأطفال من النوع الثاني يمثل تحدياً صحياً عالمياً يتطلب استجابة فعّالة على مستوى الأفراد والمجتمعات والحكومات ومن خلال مبادرات الوقاية الصحية والتوعية يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بهذا المرض، بما يضمن مستقبلاً صحياً لأطفالنا، ويتوجب على الجميع العمل معاً لتحقيق صحة أفضل للأجيال القادمة ومن المهم أن نتذكر أن كل خطوة نحو نمط حياة صحي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في حياة الأطفال وعائلاتهم.