بتكليف من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتلبية للدعوة الكريمة التي تلقاها جلالته من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية حفظه الله ورعاه، شارك الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، مع أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية الشقيقة والصديقة وأولياء العهود، ورؤساء الحكومات، ورؤساء الوفود، في القمة العربية والإسلامية غير العادية؛ والتي عقدت اليوم (الإثنين – 11 نوفمبر 2024) برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة وانعكاساتها في المنطقة، والتحرك إزاءها.

ونيابة عن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء كلمة مملكة البحرين في القمة العربية والإسلامية غير العادية، هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة حفظكم الله

فخامة الرئيس أداما بارو، رئيس جمهورية غامبيا، رئيس القمة الإسلامية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية

السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

الحضور الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

فإنه ليشرفني أن أنقل إليكم تحيات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتمنياتهما بنجاح هذه القمة.

معربين عن تقديرنا للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، على هذه الدعوة الكريمة التي تعكس التزام المملكة الشقيقة طويل الأمد تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتفانيها في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. ونؤكد من هذا المنطلق دعمنا للمبادرة السعودية بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي، لإنشاء "التحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين".

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

نجتمع اليوم في خضم الحرب المستمرة لأكثرَ من عام على غزة، وامتدت إلى لبنان، مما أدى إلى تفاقم التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة. إن الأزمةَ الإنسانيةَ مروعة، حيث يعاني عدد لا يُحصى من المدنيين الأبرياء من فقدان الأرواح والإصابات والجوع والتشرد والحرمان من الحقوق الأساسية.

وتفرض هذه التحديات الخطيرة والملحة على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة، والوفاء بمسؤولياته الإنسانية والقانونية، والعمل على الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار، والحفاظ على أمن وسيادة الدول، ومنع تصعيد الصراع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين ومنع تهجيرهم قسرياً وفقاً للقانون الإنساني الدولي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وبدعم من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كانت ولا تزال تدعو إلى تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. ونحن ملتزمون بحل القضية الفلسطينية، باعتبارها ضرورة ملحة لحفظ حقوق جميع شعوب المنطقة في التعايش في أمن ووئام. وتماشياً مع تلك الدعوة، ودعماً للجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة التي تقودها المملكة العربية السعودية، تحث مملكة البحرين المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، على الوفاء بمسؤولياته من خلال:

أولاً - التجاوب الفاعل مع مبادرة مملكة البحرين، والتي أقرتها القمة العربية العادية في دورتها الثالثة والثلاثين "قمة البحرين" التي عُقدت بالمنامة مايو المنصرم، بشأن عقد مؤتمر دولي للسلام، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ثانياً - إرساء وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة وجنوب لبنان، وإطلاق سراح الرهائن، وفتح الممرات الإنسانية، وبدء جهود إعادة الإعمار، وتسهيل عودة اللاجئين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس، ومنع العنف والاستيطان في الضفة الغربية.

ثالثاً - تخفيف التصعيد العسكري في المنطقة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1701) بشأن لبنان بكافة بنوده، والحفاظ على اتفاق الطائف لضمان أمن لبنان الشقيق واستقراره وسلامة أراضيه، مع تشجيع جميع الأطراف على تهدئة التوترات.

رابعاً - تعزيز جهود الأمم المتحدة ووكالاتها في مجال حفظ السلام والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك تعزيز قدرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبعثة اليونيفيل في لبنان، وإنشاء بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في غزة، إلى حين تحقيق حل الدولتين.

وفي الختام، نجدد شكرنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة على حُسن تنظيم أعمال هذه القمة التي تجسد حرصنا المشترك على إيجاد حلول سلمية شاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية ولمختلف النزاعات القائمة في المنطقة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والتعاون الدولي في تأمين حركة الملاحة البحرية والتجارية وسلاسل الإمداد العالمية.

سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما يعود بالخير والسلام والنماء على شعوبنا وبلداننا الشقيقة في منطقة آمنة مستقرة، وعالم أكثر عدلاً وسلاماً واحتراماً للحقوق والكرامة الإنسانية. شكراً لكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،