حضر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مأدبة العشاء التي أقامها جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية تكريما لجلالة الملك المعظم أيده الله في إطار زيارته إلى المملكة المتحدة.
وخلال مأدبة العشاء أشاد حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في كلمة القاها بهذه المناسبة بعلاقة الصداقة القوية والمتجذرة بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة والتي تمتد لأكثر من قرنين من الزمان.
وفيما يلي نصها.
صاحب الجلالة
الاصدقاء الأعزاء،
أشكركم يا صاحب الجلالة على دعوتكم الكريمة على العشاء الليلة. إن لمساتكم الشخصية ومبادرتكم الكريمة هي محل تقدير حار مني ومن عائلتي ومن أبناء البحرين الأعزاء.
إن مملكة البحرين والمملكة المتحدة تربطهما صداقة قوية ومتجذرة تمتد لأكثر من قرنين من الزمان. وقد ساعدتنا هذه العلاقة الوثيقة في بناء نموذجنا البحريني الفريد في مجالات التعليم والصحة والمصارف والاستثمار والأمن والعدالة، فنحن في نهاية المطاف دولتان تتعايشان على التجارة والانفتاح والمشاركة.
ويتجسد الارتباط الوثيق بين بلدينا في الروابط القوية التي تربطنا بجلالتكم وعائلتكم، إن هذه العلاقة الدائمة تمنحنا الثقة والاطمئنان وشخصاً نعود إليه إذا ما تطلب الأمر الدعم. ونحن نؤمن بأن جلالتكم تضعون مصالحنا في الاعتبار.
ومن الأمثلة ذات الصلة بهذه العلاقة تعاوننا في مجال الدفاع، وهذا ليس تحالفاً جديداً، فالعام القادم يصادف الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، لقد وقفت البحرين جنباً إلى جنب مع الحلفاء في هذه الحرب وساهمت بعشر طائرات سبيتفاير في قوات الصحراء الجوية، وعلاوة على ذلك، كنا الدولة العربية الوحيدة التي سمحت بدخول مصفاة نفط.
واليوم، يستمر هذا التعاون العسكري والاستراتيجي على جميع المستويات، والتجسيد المادي لذلك هو منشأة الدعم التابعة للبحرية الملكية البريطانية التي سعدنا بعودتها إلى مملكة البحرين "شرق السويس". ستحتفل القاعدة هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها.
صاحب الجلالة، أرجو أن تسمحوا لي أن أتطرق إلى الإرث الثري والحياة المتميزة لوالدتكم الغالية. لقد كان تفاني جلالتها الراحلة وخدمتها مصدر إلهام لنا جميعاً. لقد تأملت كثيراً في الصداقة الصادقة التي قدمتها لي وسوف أتذكر اهتمامنا المشترك بالخيول. أشعر بالفخر والاعتزاز لمعرفتي بالملكة الراحلة. واسمحوا لي أن أقول، إن حياة والدتكم الطويلة والغنية ستظل حية من خلال عمل جلالتكم الدؤوب بكل التفاني والالتزام.
فجلالتكم تتمتعون بنفس القيم والسمات الشخصية التي أقدرها كثيراً. فلدينا الكثير من القواسم المشتركة، بما في ذلك معتقداتنا الراسخة في التنوع والتسامح مع جميع الأديان.
أشكركم، مرة أخرى، على هذه الأمسية الرائعة التي جمعت العديد من الأصدقاء الأعزاء في أجواء مرحبة. إن اهتمامكم محل تقدير كبير، وسوف نغادر هذا المكان الليلة ونحن على يقين بأن صداقاتنا وتحالفاتنا قد تأكدت من جديد.
وفي الختام نشكر جلالتكم على كرم الضيافة ويسعدنا أن نرحب بكم في مملكة البحرين في المستقبل القريب.
شكرا.
وخلال مأدبة العشاء، ألقى جلالة الملك تشارلز الثالث كلمة رحب خلالها بحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله ورعاه وبزيارته إلى المملكة المتحدة. وأشاد بالعلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة والعائلتين المالكتين، مهنئاً جلالة الملك المعظم باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد.
وتناول جلالة الملك تشارلز الثالث في كلمته الإنجازات التي حققها جلالة الملك المعظم خلال خمسة وعشرين عاماً إلى جانب التطور الذي شهدته علاقات الصداقة الممتدة بين البلدين، حيث أشار الى المحطات التاريخية المهمة لمملكة البحرين في ظل قيادة جلالة ملك البلاد المعظم أيده الله، مشيراً إلى أنه منذ بداية عهده أرسى جلالته حفظه الله ورعاه رؤيته لميثاق العمل الوطني الذي لقي التأييد الواسع لما تضمنه من مفاهيم ومبادئ وطنية شاملة، وصولاً إلى ما تحقق من العفو وإعادة التأهيل لآلاف من أبناء الوطن، مما اعتبره تجسيداً لنهج جلالة الملك المعظم في القيادة والاهتمام النابع من القلب بأبناء شعب مملكة البحرين بجميع أطيافهم، مع وضع الوحدة الوطنية هدفاً تنبثق عنه جميع مبادرات وجهود جلالة الملك المعظم.
وأشاد جلالة الملك تشارلز الثالث بما عرف عن مملكة البحرين من روح الضيافة والترحاب التي تستقبل الجميع، بمن فيهم أبناء الجالية البريطانية المقيمة فيها وفي هذا السياق، أشار جلالة الملك تشارلز الثالث إلى أن رئاسة البحرين لأعمال مجلس جامعة الدول العربية لهذا العام عكست مدى الاهتمام والعناية بشؤون شعوب المنطقة في إطار مساعي تحقيق السلام.
وأعرب جلالة الملك تشارلز الثالث عن اعتزازه بأنه وجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه "رفقاء درب" يجمعهما الاهتمام والجهود المشتركة على مر السنوات في عدد من القضايا ومنها الحفاظ على التراث وتطوير الإمكانات البشرية والنهوض بالأجيال القادمة وإنشاء مدن جديدة ومستدامة تحتفظ بهويتها وتعمق الفهم والتواصل بين مختلف الأديان والمعتقدات والاهتمام بالبيئة والطبيعة وتشجيع قيم التسامح وجهود الاحتواء، بما يسهم في خلق مجتمع أكثر شمولية وتكاتفاً، وأشار جلالة الملك تشارلز إلى استمرار هذا التعاون لتحويل الأفكار والرؤى المشتركة إلى إنجازات على أرض الواقع.
وفي سياق حديثه، عبر جلالة الملك تشارلز عن تقديره الكبير للدعم المستمر الذي أبداه جلالة الملك المعظم للقوات المسلحة البريطانية، مشيراً إلى مرور عشر سنوات على إعلان استضافة مملكة البحرين لمنشأة الدعم التابعة للبحرية الملكية البريطانية ، وأكد جلالته على أهمية هذه المنشأة، التي كان مسروراً بافتتاحها خلال زيارته للبحرين قبل ثماني سنوات، في الحفاظ على استقرار المنطقة، حتى في ظل الظروف الأكثر تحدياً.
واختتم جلالة الملك تشارلز كلمته بالإشارة إلى عمق الصداقة والتحالف الممتد لعدة قرون بين المملكتين، مؤكداً أن التحديات العالمية الراهنة تجعل من الرؤية المشتركة بين البلدين أكثر أهمية وإلحاحاً من أي وقت مضى، ما يعزز من قوة العلاقات والشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البحرين والمملكة المتحدة.
هذا وتبادل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مع صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث، الأحاديث الودية حول العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين العائلتين المالكتين في البلدين الصديقين، إضافة إلى العلاقات الثنائية الوثيقة والراسخة بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة وما تشهده هذه العلاقات العريقة والمتميزة من تطور وازدهار مستمر في جميع المجالات تحقيقاً لكل ما فيه الخير والنماء للشعبين الصديقين.
كما حضر مأدبة العشاء الوفد المرافق لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه