سيد حسين القصاب

«قوة الدفاع» أقامت «ندوة المنامة للقوة الجوية 5»..

أكد قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء الركن طيار الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، ضرورة مساندة الدول الصديقة التي تعاني من وجود الميليشيات على أراضيها وغير القادرة على مواجهتها ليتم تفكيك الجماعات المتطرفة ووقف خطوط إمدادها، داعياً شركات تصنيع المنظومات الدفاعية إلى الإسراع في تطوير وإنتاج منظومات دفاعية عالية الكفاءة لردع التهديد الإرهابي، قبل أن يشدّد على أن المتغيرات تستوجب تطوير العقيدة الدفاعية وأساليب القتال لدى الدول المستهدفة من أجل حماية شعوبها والدفاع عن أمنها واستقرارها.جاء ذلك، خلال إقامة قوة دفاع البحرين ممثلة بسلاح الجو الملكي البحريني ندوة المنامة للقوة الجوية بنسختها الخامسة أمس، تحت عنوان «القوة الجوية في الحرب الشاملة»، في فندق السوفوتيل بمنطقة الزلاق.وشارك في الندوة التي تزامن عقدها ضمن فعاليات معرض البحرين الدولي للطيران 2024، عدد من قادة القوات الجوية وكبار الخبراء من جميع أنحاء المنطقة والعالم حيث نوقشت خلالها أهم الموضوعات المتعلقة بالقوة الجوية وكيفية تعزيزها وفاعليتها في مختلف الحروب. وألقى الرئيس التنفيذي لشركة سيغما رياض قهوجي، كلمة ترحيبية في بداية الندوة، ثم ألقى قائد سلاح الجو الملكي البحريني كلمة ترحيبية نقل فيها تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة.ونوه قائد سلاح الجو الملكي البحريني، إلى أنه من الواجب مساندة الدول الصديقة التي تعاني من وجود الميليشيات على أراضيها وغير القادرة على مواجهتها ليتم تفكيك الجماعات المتطرفة ووقف خطوط الإمداد لها كما يجب مساندة الدول المستهدفة من قبل هذه الجماعات بتعزيز إمكانياتها الدفاعية ضد الهجمات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.وقال قائد سلاح الجو الملكي البحريني: «نتمنى من الشركات العالمية المعنية بصناعة المنظومات الدفاعية الإسراع في تطوير وإنتاج منظومات دفاعية عالية الكفاءة لردع التهديد الإرهابي والتقدم بخطوات أمام ما تطوره المليشيات من أسلحة مدمرة».وأضاف، أن ما يحدث من متغيرات ستؤثر على استراتيجية الدفاع والردع العسكري مما يستوجب تطوير العقيدة الدفاعية لدى الدول المستهدفة من أجل حماية شعوبها والدفاع عن أمنها واستقرارها كما يتوجب تطوير أساليب القتال لضمان سلامة المدنيين والالتزام بالشرعية الدولية والمبادئ الإنسانية.وقال في كلمته: «نرجو من دول العالم المحبة للسلام والاستقرار العمل على وقف جميع الحروب القائمة في كل بقعة من بقاع الأرض وتنظيم حوار عالمي يتم التركيز من خلاله على تجريد الجماعات الإرهابية من جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي ونتمنى من دول الإقليم التعاون والتنسيق من أجل الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة من خلال المشاركة في التكتلات والتحالفات العسكرية الإقليمية والعالمية».واشتملت فعاليات الندوة على 3 جلسات رئيسة حيث أدار نائب رئيس إدارة البرامج بشركة «لوكهيد مارتن» الجنرال متقاعد غاري نورث الجلسة الأولى والتي تضمنت عدداً من المحاور، حيث تحدث في المحور الأول قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية الفريق أول ديريك فرانس: عن «العمليات المشتركة بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة: وسائل مضاعفة التأثير».فيما ناقش المحور الثاني والذي حمل عنوان «الحفاظ على التفوق التكنولوجي لقدرات القوة الجوية والدفاع الجوي» كل من العميد الركن عبدالله النعيمي، والعقيد الركن طيار علي محمود، والعقيد مهندس خالد كمال من سلاح الجو الملكي البحريني.أما الجلسة الثانية أدارها الرئيس التنفيذي لشركة سيغما رياض قهوجي، وتناولت 3 محاور وكان المحور الأول بعنوان «تحسين العمليات الجوية والبحرية والكفاءة في عصر الأنظمة المستقلة» قدمه الفريق بحري جورج وايكوف قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية قائد الأسطول الخامس الأمريكي.أما المحور الثاني فتحدث فيه قائد قيادة القوات الجوية العامة للقوات الجوية الألمانية الفريق غونتر كاتز عن «دور الذكاء الاصطناعي في التدريب المتقدم للطائرات المأهولة وغير المأهولة». أما المحور الثالث فتحدث فيه نائب قائد القوات الجوية الهندية اللواء طيار بالابارثي فينكات شيفاناند عن «دور المنصات الجوية في زيادة فعالية (C4ISR) في العمليات متعددة المجالات».وأدار الجلسة الثالثة نائب رئيس إدارة البرامج بشركة «لوكهيد مارتن» الجنرال متقاعد غاري نورث، ففي المحور الأول تحدث نائب رئيس أركان القوات الجوية الإيطالية الفريق أوريليو كولاغراند عن «الأدوار المتعددة مقابل المهام المحددة: اختيار الجيل القادم من طائرات الهليكوبتر». أما المحور الأخير من الجلسة الثالثة فتحدث فيه المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط الفريق طيار متقاعد مارتن سامبسون تناول «تعزيز قابلية التشغيل المتبادل بين الأجيال في العمليات الجوية متعددة الجنسيات».وأعقبت كل جلسة حلقات نقاشية حول محتوى المحاور، وتعد ندوة هذا العام ملتقي فكري لتبادل الأفكار والأطروحات البناءة والاستفادة من الخبرات التراكمية والدولية في مجال القوات الجوية حيث واكبت مناقشات وجلسات الندوة أحدث ما توصلت إليه منظومات وتقنيات الطيران العسكري ومدى تأثيرها في الحروب الراهنة، كما وتمثل قيمة مضافة لمسؤولي الدفاع وصناع القرار للاطلاع على آخر المستجدات في هذا المجال.من جانب آخر، وصف قائد سلاح الجو الملكي البحريني طائرة «إف 16 بلوك 70»، التي تعد البحرين من أولى الدول التي حصلت عليها، بأنها أحدث طائرة في العالم، حيث تم استلام أكثر من نصف الطائرات حتى هذه اللحظة، وتم البدء في التدريب عليها.ولفت، إلى أن تلك الطائرة تعدّ من أفضل الطائرات وهي من الجيل الرابع بلاس، مبيناً أن امتلاك هذه الطائرة يعدّ إضافة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي وليس مملكة البحرين فقط، مشيراً إلى الندوة في نسخة 2022 تم خلالها التحذير من السباق المحموم من المليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية في سعيهم إلى الحصول على امتلاك الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، كما تم التحذير فيها من بعض الدول التي تدعم هذه الجماعات، مبيناً أن هذه الجماعات تشكل خطراً إقليمياً وعالمياً.وبين أنه وبعد مرور عامين من ما تم الإشارة إليه في ندوة المنامة، باتت هذه الميليشيات المتطرفة تمتلك أحدث الأسلحة والصواريخ الفتاكة المزودة بالتقنيات المتطورة.وأوضح قائد سلاح الجو الملكي البحريني، أن التهديد الحالي لهذه الجماعات أصبح ليس خطراً على المنشآت النفطية فقط للدول الخليجية والعربية فحسب، بل وصل الخطر إلى الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر، كما أن امتلاكها للأسلحة الفتاكة من شأنه أن يضر بالاقتصاد العالمي، وجر المنطقة إلى حرب إقليمية يصعب التنبؤ بنتائجها. وفي ما يتعلق بالنسخة السابعة لمعرض البحرين الدولي للطيران، ذكر أنه حقق نجاحاً كبيراً خلال النسخ السابقة ولاقى رواجاً عالمياً، متوقعاً أن يكون المعرض الحالي النسخة الأفضل، وذلك بسبب تنوع الطائرات المشاركة والشركات العالمية، بالإضافة إلى العروض الجوية. من جهته، ذكر قائد القيادة المركزية الأمريكية للقوات الجوية الفريق أول ديرك فرانس أن هذه الندوات تتيح للجميع فهم أفضل قدرات المنطقة من خلال الالتقاء مع المتعاونين والمروجين، مشيراً إلى الأحداث في المنطقة على مدار العام، كالهجمات الحوثية والجبهة الجنوبية، لافتاً إلى أن القيادة الأمريكية تقدّر التعاون الذي تحصل عليه من قبل دول كثيرة لوقف المليشيات والجماعات المتطرفة.