سماهر سيف اليزل

783 مليون مصاب بالمرض بحلول 2045

قال استشاري طب العائلة وأمراض السكر د. فيصل المحروس إن «عدد مرضى السكري تضاعف 4 مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يصل بحلول عام 2045، إلى حوالي 783 مليون مصاب بالسكري على مستوى العالم»، مضيفاً أن «اليوم العالمي للسكري 2024 تحت شعار «السكري وجودة الحياة» يعتبر فرصة فريدة لوقاية الأصحاء من المرض، فضلاً عن إحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 460 مليون شخص يعانون من السكري في الوقت الحالي، والملايين غيرهم المعرضين لخطره».

وأشار إلى أن «الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية اعتمدوا اليوم العالمي للسكري رسمياً عام 1991، استجابة للقلق المتزايد من مرض السكري في جميع أنحاء العالم، حيث تقول الأمم المتحدة إنه بعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين، ما يزال ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، سواءً في الجانب الصحي أو لإدارة مضاعفات المرض».

وأرجع د. المحروس «السبب الرئيس لانتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني»، منوهاً «بارتفاع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً من 4 % عام 1975 إلى أكثر من 18 % عام 2016، مضيفاً أن «الكلفة العالمية لداء السكري تقدر بأكثر من تريليون دولار سنوياً، فيما ذكرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن السكري كان السبب المباشر في 1.6 مليون وفاة عام 2019م، وأن حالات الوفاة بسبب الداء بين عامي 2019 و2000، زادت بنسبة 70%».

وتابع استشاري طب العائلة ومرض السكري أن «داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، والأنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم، ويعد فرط الغلوكوز في الدم -الذي يعرف بارتفاع مستوى السكر في الدم- من النتائج الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويتم تشخيص السكري عبر عمل فحص غلوكوز الدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، لا سيما الأعصاب والأوعية الدموية، كما أنه سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلية».

وتناول المحروس أهم أنواع المرض، بالقول إن «أولها السكري من النوع الأول الذي كان يعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي تعاطي الأنسولين يومياً ولا يعرف سبب له ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ومن أعراضه: فرط التبول، العطش، الجوع المستمر، فقدان الوزن، التغيرات في البصر، الإحساس بالتعب.

أما السكري من النوع الثاني، فكان يسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة، بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين، وتمثل حالات هذا النوع الأكثر تسجيلاً حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني، لذا فقد يشخص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات ومن أعراض السكري من النوع الثاني: فرط التبول، العطش، الجوع المستمر، فقدان الوزن، التغيرات في البصر، الإحساس بالتعب».

وأشار أيضاً إلى «أنواع أخرى أقل شهرة وهو سكري الحمل ويتمثل في فرط الغلوكوز في الدم، بحيث تزيد قيمه عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري ويحدث هذا النمط أثناء الحمل، ويتم تشخيصه بواسطة عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها، وظهور هذا النوع يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى النساء وربما أطفالهم».

وقال د. المحروس إن «شعار اليوم العالمي لهذا العام «السكري وجودة الحياة» يعكس التركيز الالتزام بنمط حياة صحي وتقديم الدعم النفسي للمرضى، وتهيئة بيئة معززة للصحة تدعم الوقاية من السكري، داعياً إلى «اتباع نظام غذائي صحي بالحد من المواد السكرية والدهون المشبعة، وتجنب تعاطي التبغ، بالتزامن مع نشاط بدني جيد لا يقل عن 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، مع الامتناع عن التدخين، مشدداً على ضرورة علاج المرض لتجنب مضاعفاته من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج هذه المضاعفات».