هبة محسن

تصوير: جمشيد شماس

نشأت بين المنامة والمحرق وحرصت على التعليم والتجارة

وفاة والدتي وأنا طفل محطة فاصلة في حياتي

الأحلام لا تتحقق بسهولة.. وسأظل أحلم فالحلم مفتاح النجاح

أفتخر بنجاحي في توجيه أبنائي نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم

بدأ شغفه بالتعليم منذ نعومة أظفاره، حين أدرك أنه المفتاح الذي يفتح أبواب المعرفة والنمو. كان التعليم بالنسبة له أكثر من مجرد حروف وكلمات؛ كان يراه الميزان الذي يقيس مدى تحضر وتطور أي مجتمع، ويتيح له استشراف المستقبل. إنه رائد التعليم الأهلي في البحرين ومؤسس أول جامعة خاصة، الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله يوسف الحواج.

لذلك، أصبح التعليم لدى د. الحواج أملاً وهدفاً وطموحاً يسعى لتحقيقه، سخر كل حواسه وإمكاناته في سبيله، مصمماً على نهل ما يستطيع من بحر المعرفة، طالما قدر له أن يعيش ويتنفس. كانت كل لحظة يقضيها في التعلم فرصة جديدة لبناء شخصيته وصقل مهاراته، فكان يتطلع إلى كل درس كأنه خطوة نحو تحقيق أحلامه.

كان تأسيس أول جامعة أهلية في البحرين حلماً كبيراً بالنسبة له، لكنه واجه بعض العقبات في البداية، حتى جاءت اللحظة المناسبة لتحقيق الحلم، فمع تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، بدأت البحرين مرحلة جديدة من الإصلاحات، مما أعطى دفعة قوية لتحويل الفكرة إلى واقع، وبعد فترة قصيرة، وافق مجلس الوزراء على إنشاء أول جامعة أهلية في البحرين، مما شكل بداية لمشروع حضاري وتحقيق حلمه الكبير.

النشأة والشغف

هذا الشغف لم يكن مجرد رغبة عابرة، بل كان دافعاً قوياً يحركه نحو التحدي والابتكار، مما جعله يسعى دائماً لتجاوز العقبات وتحقيق التفوق. في عالم التعليم، وجد مكانه، وأصبح جزءاً من حركة التغيير التي يطمح لها مجتمعه، مؤمناً بأن العلم هو السبيل للارتقاء والازدهار.

نشأ د. عبدالله الحواج في المنامة، حيث كانت طفولته مليئة بالذكريات والتجارب التي شكلت شخصيته. انتقل بعد ذلك إلى المحرق، وهي المدينة التي كانت لها تأثيرات عميقة على مسيرته الحياتية.

حياته مليئة بالمحطات الغنية التي تتنوع بين التعلم، والعمل، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية.

في المحرق، بدأ رحلته التعليمية في مدرسة الهداية الخليفية، حيث اكتسب المعرفة والمهارات التي ساعدته على بناء مستقبله. كانت المحرق بالنسبة له ساحة لتطوير ذاته، حيث وجد الفرصة للتفاعل مع أقرانه والمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية.

كما كان له دور فعال في مساعدة والده في إدارة "دكان العطور"، مما أتاح له فرصة مبكرة لتعلم قيم العمل والمثابرة. في هذه المدينة، بدأ يتبلور شغفه بالتعليم والتطوير الذاتي، وبدأ يفكر في كيفية تقديم شيء مميز للمجتمع.

التفاؤل والرسالة

تحديات الحياة وتجاربها، سواء كانت في الدراسة أو في بناء الأسرة، هي جزء من الرسالة التي يؤمن بها البروفيسور الحواج، مما يعكس تفاؤله وإيجابيته في مواجهة الحياة. إنه نموذج يحتذى به في كيفية الجمع بين النجاح المهني والأسري، ويدل على أهمية الوحدة والتعاون في تحقيق الأهداف.

بدأ البروفيسور عبدالله الحواج حديثه مع الـ" الوطن" قائلاً: "إن الحديث عن التاريخ الشخصي والمسيرة الحياتية يعد مهمة صعبة، ففي كثير من الأحيان يكون من الأسهل الكتابة أو الحديث عن الآخرين مقارنةً بالتحدث عن التجارب الشخصية". التقينا في سيرة ومسيرة، مع رائد التعليم الأهلي في البحرين وأول بحريني ينال الدكتوراه في الرياضيات، وفيما يلي نص الحوار:

- حدثنا عن نشأتك وبداياتك؟

وُلدت في عام 1950، ونشأت في المنامة، وتحديداً في منطقة سوق التجار. وفي بداية الستينات، انتقلت العائلة إلى المحرق، حيث بدأت مرحلة جديدة من حياتي.

كانت دراستي في مدارس مختلفة، منها السلمانية والوسطى ومدرسة الإمام علي، ثم أكملت دراستي الثانوية في مدرسة الهداية الخلفية في المحرق. حصلت على تقدير امتياز في الثانوية العامة، وهذا عكس اجتهادي وتفوقي الأكاديمي.

في سن مبكرة، كنت مسؤولاً عن "دكان "والدي في المحرق الذي كان يبيع العطور ومستحضرات التجميل.

وبالرغم من انشغالي بالعمل، كان لدي شغف بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية، حيث انضممت إلى نوادٍ مثل نادي الحالة ونادي الجزيرة. ونجحت في تحقيق التوازن بين الدراسة والأنشطة، فقد كنت طالباً مجتهداً، حيث أظهرت براعة في اللغة العربية والرياضيات، وكان أساتذتي معجبين بأدائي وتفوقي في هذه المواد التي تعكس شمولية التفكير.

وفاة والدتي

كانت وفاة والدتي وأنا في سن مبكرة محطة فاصلة في حياتي، مما جعل الوالد يقوم بدور الأب والأم في تربيتنا أنا وأخواني الثلاثة لفترة من الزمن، بعدها تزوجت لاحقاً من ابنة عم والدتي، وذلك حسب وصية الوالدة، الله يرحمها، مما ساهم ذلك في استقرار الأسرة.

- حدثنا عن حياتك الأسرية؟

تأسيس تجارة الحواج وإدارة الأعمال مع أخواني كان العامل المشترك في كل محطات حياتي حتى الآن، وحياتنا تحت سقف واحد هو تجسيد لرغبة قوية في العمل الجماعي والتعاون، وهو ما يضيف قيمة كبيرة لعلاقاتنا الأسرية. ويعكس هذا التوجه قوة الروابط الأسرية وأهمية العمل المشترك في تحقيق النجاح.

تربينا على أن العائلة أمر هام لتكملة الحياة، وكان لتكوين عائلتي جزء أساس من مسيرتي، حيث التقيت بشريكة حياتي أثناء دراستي في بريطانيا، مما أضاف بعداً جديداً لتجربتي التعليمية والشخصية.

وإيماني بأن كل شيء مكتوب يوضح كيف أن القدر لعب دوراً في لقائي بزوجتي، وهذا الإيمان يعكس ثقافة العائلة وقوة الترابط بيننا. تزوجنا بعد موافقة ومباركة العائلة وأخواني، وأنجبت أربعة أبناء؛ ابنتي الكبيرة أمينة، والآن هي متخصصة في العلاج الطبيعي، وتخرجت من الجامعة الأهلية، ثم ابني الكبير عمار، وهو اليوم دكتور يُدرس في الجامعة الأهلية أيضاً، ثم ابني ياسر تخرج من جامعة مانشستر في بريطانيا، وهو اليوم رجل أعمال، وابني الصغير يوسف حصل على البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأهلية، وهو أيضاً يعمل في الجامعة الأهلية. والحمد لله رزقت من ابنتي أيضاً بثلاثة أحفاد، وإن شاء الله نرزق من الآخرين أحفاداً لتستمر وتكتمل مسيرة الحياة والرسالة. وأفتخر بنجاحي في توجيه أبنائي نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

- ماذا عن مرحلة الدراسة الجامعية؟

بعد تخرجي من المدرسة، انتقلت إلى عالم الأعمال لمساعدة والدي في تجارته، ومع دخول أخواني في هذا المجال، بدؤوا جميعاً في بناء مستقبلهم المهني.

توجهت إلى الكويت للدراسة وكانت خطوة مهمة في حياتي، خاصةً في ظل عدم توفر الجامعات في البحرين في ذلك الوقت. تلك الفترة كانت مليئة بالتحديات والفرص، حيث كان التعليم في الكويت يقدم دعماً كبيراً للطلاب البحرينيين. أتذكر الشخصية البارزة صالح شهاب، وكيف كان له تأثير إيجابي في حياتي، حيث كان لصالح دور في تسهيل انتقال الطلاب البحرينيين إلى الكويت.

جاء اختياري لدراسة الرياضيات، على الرغم من رغبة الكثيرين في دراسة الطب، وهذا يعكس شغفي الحقيقي بالمادة وأيضاً ثقة أساتذتي في قدراتي.

لم يمر نجاحي الأكاديمي وتفوقي في جامعة الكويت دون تقدير، حيث حصلت على جوائز عديدة، بما في ذلك تكريمي كأفضل طالب في كلية العلوم. وكانت من ضمن الجوائز جائزة مالية قدرها 350 ديناراً استخدمتها للسفر واستكشاف دول مثل مصر ولبنان والعراق، وهذا يعكس روح المغامرة والرغبة في التعلم والتوسع في آفاقه. كانت تلك الرحلات فرصة لي لتوسيع معرفتي وتجربتي الثقافية، مما ساهم في تشكيل شخصيتي المهنية.

كانت فترة دراستي في الكويت لها تأثيرات عميقة ودائمة على رؤيتي للعالم العربي وانتمائي القومي، حيث وجدت الروح الوطنية العالية والعروبة التي سادت المجتمع الكويتي في تلك الفترة، مما جعلني أشعر بالارتباط بقضايا العالم العربي، وخاصة القضية الفلسطينية.

تجربتي في الكويت، حيث كنت محاطاً بطلاب من مختلف الدول العربية، ساهمت في تعزيز إيماني بوحدة العرب وأهمية التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات. هذه التجربة شكلت لدي رؤية واضحة حول ضرورة الانتماء إلى العالم العربي، مما جعل قضايا الأمة العربية جزءاً من هويتي الشخصية.

بعد تخرجي بامتياز من جامعة الكويت، واجهت خياراً مهماً بين الانضمام إلى سلك التدريس كمعيد في الجامعة أو العودة إلى البحرين للمشاركة في الأعمال التجارية العائلية. هذا القرار مثل الصراع بين الطموحات الأكاديمية والرغبة في الالتزام بالعائلة وتقاليدها.

جاء اختياري في البداية للبقاء في الجامعة، شغفي بالتعليم ورغبتي في المساهمة في تطوير الأجيال القادمة، لكنني أيضاً كنت واعياً لالتزاماتي العائلية. هذه اللحظات من الحيرة عكست طبيعة القرارات التي يواجهها الكثيرون بين متابعة الطموحات الشخصية وبين الالتزام بالعائلة والمجتمع.

عند العودة إلى البحرين في سبتمبر 1972، كنت على أعتاب مرحلة جديدة في حياتي، حيث كان من المؤكد أن التحديات والفرص ستستمر في تشكيل مسيرتي المهنية والشخصية.

بعد أن عدت إلى وطني، اتخذت قراراً مهماً بالانخراط في تجارة العائلة، لكنني في الوقت نفسه حصلت على فرصة عمل كمشرف على مكتب الإحصاء في البحرين. هذا المنصب كان مفاجئاً لي، حيث وجدت نفسي في مركز المسؤولية في سن مبكرة، تحديداً عندما كان عمري 22 عاماً، خاصةً في ظل غياب المدير.

خلال تلك الفترة، كانت البحرين تستعد لأول تعداد سكاني لإجراء انتخابات المجلس الوطني، مما وضعني في قلب الأحداث، وكان لي دور بارز كممثل لوزارة المالية ومجلس الوزراء في العديد من اللجان، تحت إشراف سمو الشيخ عبد الله بن خالد، وقد شاركت في التعداد السكاني، وأيضاً في إعداد القوائم للانتخابات.

حصاد التفوق

وفي البحرين في ذلك التاريخ كان من يتفوق في شهادة البكالوريوس من الممكن أن يحصل على ابتعاث من وزارة التربية لاستكمال الدراسات العليا، فتقدمت إلى وزارة التربية والتعليم بطلب الحصول على شهادة الماجستير في الرياضيات، وبفضل تفوقي الدراسي، حصلت على فرصة الابتعاث من وزارة التربية والتعليم لدراسة الماجستير في الرياضيات في جامعة مانشستر في أكتوبر 1973. بعد حوالي سنة وثلاثة شهور أو أربعة شهور من عملي في مكتب الإحصاء وصلت مانشستر يوم 6 أكتوبر، يوم الانتصار العظيم، وكانت هذه المرحلة نقطة انطلاق جديدة في مسيرتي الأكاديمية والمهنية، مما يعكس التزامي بالتعليم ورغبتي في تطوير مهاراتي.

بعد ستة أشهر من تقديم الامتحانات، حصلت على نتائج ممتازة، مما أدى إلى تقليص فترة دراستي من سنتين إلى سنة واحدة، وتخرجت بنجاح.

بعد عودتي إلى البحرين في ديسمبر 1974، قررت متابعة دراستي والحصول على درجة الدكتوراه. تقدمت لدراسة الدكتوراه في نفس الجامعة، ولكن في كلية الهندسة، وحصلت على تمويل من وزارة التربية والتعليم. وبعد أربع سنوات، تمكنت من الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة مانشستر، التي تعتبر من الجامعات العريقة. بعد حصولي على الدكتوراه، عدت إلى البحرين وبدأت رحلة جديدة في حياتي المهنية.

- ماذا حدث بعد عودتك إلى البحرين؟

في عام 1980، بعد عودتي، سعيت للانضمام إلى كلية البحرين الجامعية، التي بدأت في عام 1979. وكان لي الشرف أن أقدم أطروحة الدكتوراه لصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمة الله عليه، وأشار عليّ وقتها أن أعمل في وزارة الأشغال في قسم الكهرباء، ولكن طموحي في أن أصبح أستاذاً جامعياً كان هو المسيطر على تفكيري، وبفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة، تمكنت من تحقيق أمنيتي والتحقت بكلية البحرين الجامعية في قسم الرياضيات عام 1981، لأصبح أول بحريني حاصل على شهادة دكتوراه في الرياضيات. بدأت عملي كأستاذ مساعد في جامعة البحرين، حيث كنت قريباً من جميع اللجان الأكاديمية، بما في ذلك لجان الترقيات والتقييمات، مما ساعدني على أن أكون جزءاً فعالاً من العملية الأكاديمية في الكلية.

في عام 1984، تم تعييني كأول رئيس بحريني لقسم الرياضيات، وهو إنجاز يعكس تطور مسيرتي الأكاديمية، بالإضافة إلى عملي الأكاديمي، كنت لا أزال في التجارة التي أسسها الوالد، وواصلت في العمل بها مع أخواني.

بعد أن تحولت كلية البحرين الجامعية إلى جامعة البحرين في عام 1986، وأصبحت جامعة رسمية في عام 1987. وكان د.مروان راسم، أول رئيس للجامعة، يطمح لإنشاء قسم خاص لعلوم الحاسوب.

بما أن علوم الحاسوب كانت مرتبطة بالرياضيات والإحصاء، بالإضافة إلى وجودها في كليتي الهندسة، تم تكليفي بإنشاء هذا القسم الجديد.

الحلم الأكبر

في عام 1990، توليت رئاسة قسم علوم الحاسوب، حيث كانت لدي رؤية لتحويل القسم إلى كلية مستقلة نظراً للاهتمام المتزايد بالكمبيوتر في ذلك الوقت، ولتخصصي في الرياضيات التحليلية التي تربطني بلغة الكمبيوتر. ونجحت في تحقيق حلمي، حيث تم تحويل قسم علوم الحاسوب إلى كلية مستقلة. في عام 1992، شهدت الجامعة تغييرات جديدة مع تعيين د.إبراهيم الهاشمي رئيساً للجامعة، وأصبحت عميداً لشؤون الطلاب. وتعتبر هذه المرحلة من حياتي محطة مهمة، حيث ساهمت في تشكيل مستقبل التعليم العالي في البحرين.

أتذكر دور الطلاب الذين تم اختيارهم ليكونوا أعضاء في مجلس الكلية، وكيف أن بعضهم واصلوا دراساتهم العليا وتولوا مناصب أكاديمية لاحقاً. وكان تأسيس مجلس استشاري للكلية خطوة رائعة، حيث ساهم الطلاب في اتخاذ القرارات وعزّز من روح المشاركة.

بدأ بعد ذلك الحلم الأكبر يختمر في عقلي، وبالأخص بعد أن رأيت الأعداد التي تتقدم للالتحاق بالجامعة سواء من البحرين أو السعودية، والذي يصل عددهم لأكثر من 5 آلاف طالب، والجامعة لا تستوعب إلا ألفي طالب فقط، وأتاح لقائي مع د. عبدالله المعجل، ود. بكر حسن خلال مؤتمر في كامبريدج الفرصة لمناقشة قضايا التعليم ومستقبله. وذكر د. المعجل رغبته في ابتعاث ابنته للدراسة في أمريكا، وكان ردي لماذا لا نأتي بأمريكا إلى البحرين. كانت الفكرة جريئة، ورغم الحماس، واجهت الفكرة مقاومة من وزير التربية والتعليم، الذي كان يعتقد أن التعليم العالي يجب أن يكون مسؤولية الحكومة.

ولكن على الرغم من العقبات، استمر الفريق في العمل على الفكرة، مع كتابة دراسات جدوى ورسائل لدفع المشروع قدماً. في النهاية، جاءت اللحظة المناسبة لتحقيق الحلم، فمع تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، بدأت البحرين مرحلة جديدة من الإصلاحات، حيث تم تشكيل اللجنة العليا لميثاق العمل الوطني. وتم اختياري عضواً في اللجنة، حيث كنت مسؤولاً عن تمثيل قطاع التعليم ورئاسة لجنة التعليم.

وألقيت خطاباً أمام جلالة الملك، حيث دعيت إلى ضرورة إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة في البحرين، مما ساهم في إدخال هذا المطلب إلى ميثاق العمل الوطني. وتم التصويت على الميثاق في 14 فبراير 2001، مما أعطى دفعة قوية لتحويل الفكرة إلى واقع.

بعد فترة قصيرة، وافق مجلس الوزراء على إنشاء أول جامعة أهلية في البحرين، مما شكل بداية لمشروع حضاري الذي كان حلمي الكبير.

منذ التأسيس

منذ تأسيسها في 2001، خرّجت الجامعة الأهلية أكثر من 7000 طالب، وتبوأ خريجوها مناصب هامة في الحكومة والبرلمان، مما يعكس نجاح الجامعة في تحقيق أهدافها، حيث أصبحت مصدراً لتخريج قادة ووزراء ونواب، مما يعكس تطور التعليم العالي في البحرين، وأول رئيسة لمجلس النواب كانت خريجة من الجامعة الأهلية، وكذلك العديد من النواب والوزراء الحاليين، مما يدل على تأثير الجامعة في تشكيل القيادة في الدولة.

تصنيف الجامعة الأهلية بين أفضل مؤسسات التعليم العالي عالمياً، حيث تُعتبر من بين العشر الأوائل في جودة التعليم، وجميع برامج الجامعة حصلت على اعتمادات من وزارة التعليم العالي البحرينية وغيرها من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

والآن نحن في صدد مشروع بناء الحرم الجامعي الجديد، الذي تم تخصيص موقع متميز له في مدينة سلمان بأمر من جلالة الملك. ونتطلع إلى الانتقال إلى الحرم الجديد في عام 2026.