أكد أطباء مشاركون في مؤتمر البحرين للسكري والسمنة، الذي انطلقت أعماله صباح اليوم "الأربعاء" برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، أهمية تنظيم هذا المؤتمر النوعي الذي تستضيفه مملكة البحرين، ويركز بشكل خاص على صحة المرأة وتأثيرها على صحة الأسرة.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لـ"بنا" أن موضوع المؤتمر يلامس الجوانب الصحية والجسدية والنفسية والمجتمعية، وهو ما يتحقق من خلال البحوث والندوات التي يتضمنها جدول أعمال المؤتمر.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة جاكي معلوف، نائب رئيس الاتحاد الدولي للسكري ورئيسة التجمع الوطني للسكري في لبنان، أهمية هذا التجمع في ظل مشاركة واسعة من المختصين والأطباء والخبراء، مشيرة إلى التركيز الخاص على صحة المرأة وتأثيرها على صحة الأسرة.
وأضافت أن عدد المصابين بالسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يصل حاليًا إلى 70 مليون شخص، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ليبلغ 150 مليونًا بحلول عام 2045، مما يبرز أهمية التوعية والتثقيف للحد من انتشار السكري والسمنة لا سيما في مرحلة ما قبل السكري.
وشددت الدكتورة جاكي على أهمية الاستراتيجيات الوقائية للحد من انتشار السكري، مع التركيز على التوعية المجتمعية، مشيرة إلى دور حلقات الدعم والمبادرات المجتمعية التي تلعب دورًا حيويًا في تحسين حياة مرضى السكري.
من جانبها، قالت الدكتورة دلال الرميحي، استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى عوالي، إن المؤتمر يركز على محاور تتعلق بالصحة الجسدية والنفسية والمجتمعية، مع اهتمام خاص بدور المرأة في إدارة السكري.
وأوضحت أن المؤتمر يشمل تدشين كتاب خاص بالمرأة والسكري، إضافة إلى إقامة ندوة جماهيرية توعوية، واستعراض بحوث علمية متنوعة، إلى جانب عرض الخدمات المقدمة لمرضى السكري.
وأشارت الدكتورة الرميحي إلى الإحصائيات السابقة التي أظهرت أن 15% من المواطنين والمقيمين في البحرين مصابون بالسكري، وفقًا للمسح الصحي الوطني لعام 2018، مع زيادة ملحوظة في السمنة، حيث تصل النسبة إلى 76% عند دمج أرقام السمنة والسكري.
وقالت إن المؤتمر يضم حوالي 600 مشارك، معظمهم من البحرين، مع وجود متحدثين من دول أخرى مثل باكستان والأردن ولبنان.
بدورها، أكدت البروفيسور هيا محمد الخياط، استشاري أمراض الأطفال والغدد الصماء والسكري بالمستشفى العسكري بالخدمات الطبية الملكية، أهمية مؤتمر البحرين للسكري والسمنة، مشيرة إلى أن السمنة أصبحت ظاهرة متزايدة بين الأطفال، مما أدى إلى ارتفاع حالات السكري من النوع الثاني، بعد أن كانت نادرة.
وتحدثت البروفيسور الخياط عن دور التكنولوجيا في علاج السكري، بما في ذلك أجهزة الاستشعار ومضخات الأنسولين، التي تحسن من مستوى السكر في الدم. وأكدت أن مملكة البحرين من الدول الرائدة في تقديم الرعاية لمرضى السكري، حيث تتوفر مراكز صحية متخصصة وأطباء استشاريون، مشيرة إلى التزام البحرين بتقديم خدمات صحية متكاملة لمرضى السكري، مما يعكس أهمية الصحة العامة في البلاد.
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة كوثر العيد، عضو جمعية السكري البحرينية، أهمية إقامة ندوة تثقيفية جماهيرية على هامش مؤتمر السكري والسمنة، تحمل شعار "السكري وجودة الحياة"، ويشارك فيها عدد من الأطباء المتخصصين.
وأشادت الدكتورة كوثر بتضافر الجهود بين الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية في البحرين للحد من معدلات السمنة والسكري، مبينة أن الأنشطة الصحية تشمل دعم البيئات المعززة للصحة، مثل مضامير المشي وتوفير خيارات غذائية صحية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وندوات لزيادة الوعي حول السكري.
بدورها، قالت الدكتورة أريج السعد، أخصائي التغذية العلاجية، إن المؤتمر الذي يشارك فيه عدد من الأطباء المتخصصين، يتضمن ورش عمل تهدف إلى تعزيز مهارات العاملين الصحيين وتحديث معلوماتهم حول طرق التحكم في السكري، بما في ذلك الجوانب الدوائية والغذائية.
وأوضحت أنها ستقدم ورشة عمل حول كيفية حساب الكربوهيدرات للعاملين الصحيين، تشمل طرق حساب الجرعة وتصحيحها بناءً على مستويات السكر، مشيرةً إلى أن ارتفاع معدلات السكري في المنطقة يتطلب بذل المزيد من الجهود التعليمية والتوعوية لمواجهة هذه المشكلة الصحية.