في إطار التزامه المستمر بتعزيز التواصل والعلاقات بين الشعوب مع دول مجلس التعاون الخليجي، استضاف الاتحاد الأوروبي مؤخراً وفداً من شباب القادة البحرينيين في زيارة تعريفية لمؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. تتماشى هذه الزيارة، التي جرت في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر 2024، مع التزام الاتحاد الأوروبي ببناء المهارات وتمكين الشباب.
وضم الوفد وهم العشرة الأوائل المتأهلين في النسخة السابعة من برنامج " الشاب البرلماني"، وهي مبادرة لبناء القدرات وتمكين الشباب تنظمها جمعية الريادة الشبابية، وهي منظمة بحرينية غير ربحية، برعاية معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني.
وهدفت الرحلة الدراسية إلى تسهيل الحوار المفتوح حول قضايا الشباب وتبادل أفضل الممارسات وتعزيز تواصل أوثق بين الشعوب، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعميق علاقاته الاستراتيجية مع البحرين.
وجاءت الرحلة الدراسية بعد انعقاد القمة التاريخية الأولى من نوعها بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتي جمعت كبار قادة الكتلتين الإقليمتين في 16 أكتوبر 2024 في مدينة بروكسل، وهدفت إلى مناقشة التطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الأوسع ورؤية مشتركة للمستقبل.
وخلال زيارتهم للاتحاد الأوروبي، التقى الشباب البحرينيون بمسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي من البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية والدائرة الأوروبية للعمل الخارجي ومسؤولين بلجيكيين، فضلاً عن منظمات الشباب الأوروبية. كما شاركوا في مناقشات حول آخر التطورات في الشؤون الثنائية والإقليمية. وشملت الزيارة أيضًا أنشطة ثقافية وزيارات إلى المعالم التاريخية في مدينة بروكسل.
جاءت هذه الزيارة تتويجاً لشهور من التحضير والتدريب المكثف، حيث تم اختيار أفضل عشرة من الشباب البحريني المتميز للمشاركة في هذه التجربة الفريدة، مصحوبين بثلاثة أعضاء من جمعية الريادة الشبابية.
ظل الاتحاد الأوروبي شريكاً استراتيجياً لبرنامج الشاب البرلماني للعام الثالث على التوالي، حيث أن هذه هي المجموعة الثالثة التي تزور مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفي هذا العام، استضاف الاتحاد الأوروبي أيضاً لعبة محاكاة مؤتمر الأطراف في البحرين، استضافت فيها أكثر من 50 شاباً وشابة بحرينيين في وقت سابق من أكتوبر الماضي. وهدف هذا النشاط إلى تعزيز مهارات التفاوض لدى المشاركين وتعزيز التعاون متعدد الأطراف وزيادة الوعي بشأن العمل المناخي. كما عمل المشاركون كممثلين عن الدول الصناعية والنامية، بما في ذلك دول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشاركوا في قمة المناخ وأعدوا مشاريع قرارات وقدموا تعديلات وانخرطوا في مفاوضات رسمية وغير رسمية بغرض الوصول لاتفاق نهائي حول العمل المناخي. كما استفاد المشاركون الشباب من جلسات مخصصة حول المفاوضات الدولية وسياسة الاتحاد الأوروبي الرئيسية والصفقة الخضراء الأوروبية لمعالجة تغير المناخ على الصعيد العالمي.
وتتماشى هذه الشراكة مع برنامج "الشاب البرلماني" كمبادرة لتمكين الشباب، مع الجهود المستمرة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتعزيز شراكته الاستراتيجية مع الخليج، كما هو موضح في البيان المشترك للاتحاد الأوروبي، الذي نُشر في مايو 2022. ويشكل البيان المشترك مخططاً يحدد رؤية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، التي تهدف إلى توسيع وتعميق تعاون الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء به، ويقدم مقترحات ملموسة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتحول الأخضر وتغير المناخ والتجارة والتنويع الاقتصادي والاستقرار الإقليمي والأمن العالمي والتحديات الإنسانية والإنمائية وتعزيز التواصل بين الشعوب.