بقلم: د. نجاة الدوسري


تحتفل مملكة البحرين في الأول من شهر ديسمبر بالذكرى السنوية ليوم المرأة البحرينية، والذي يسجل فيه التاريخ كل عام صعوداً نوعياً وتحولات تنموية لمسيرة عمل المرأة البحرينية الشاملة في جميع المجالات والمواقع الداخلية والخارجية. وتتزامن هذه الذكرى مع احتفالات مملكة البحرين هذا العام باليوبيل الفضي لتولي سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.

وما تحققه المرأة من إنجازات نتاج لخطة عمل دؤوبة ارتسمت تحت شعار الاستراتيجية الوطنية لنهوض المرأة البحرينية والتي قد أُعتمدت من لدن جلالة الملك في العام 2005م، حيث كان لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله الفضل البارز في تعزيز مركز المرأة واستدامة عطائها المتميز في المحيطين المحلي والدولي.

التمكن التاريخي للمرأة البحرينية: بداية تمكّنت المرأة البحرينية من الاستفادة من النظام التعليمي الحكومي في وقت مبكّر من عشرينيات القرن الماضي، والذي كان الأوّل من نوعه في المنطقة. فقد لعب التعليم دوراً حاسماً في تغيير وضع المرأة البحرينية، وساعدها في الحصول على الفرص الوظيفية في عددٍ من المجالات مثل العمل الإداري والصحة، ومن ثم أتت الانطلاقة نحو التقدم لتحقيق الإنجازات الوطنية في مجالات شاملة لقطاعات ومؤسسات المملكة العامة والخاصة.

الرؤية 2030 والتقدم: ومع إقرار التشريعات الجديدة، وتطبيق النصوص القانونية القائمة، وبصفة خاصة صياغة الرؤية الاقتصادية 2030 لمملكة البحرين، وهي الوثيقة التي عززت التطلعات المستقبلية، أصبحت للمرأة البحرينية فرص أفضل خاصة بعد تفعيل التكافؤ في الفرص ومبدأ التوازن بين الجنسين من خلال ما أولاه المجلس الأعلى للمرأة من منهجية وسياسات قد مهدت إلى اتخاذ أفضل الممارسات حتى تعلّت المرأة البحرينية الصعيد العالمي الذي أسفر عن الانطلاقة نحو تحقيق الأهداف الإنمائية والتأهل الأممي للمشاركة في صنع القرار وتبوء المناصب في مجالات متعددة بما يخدم مصلحة الوطن ككل.

مواكبة التحولات العالمية نحو التطوير والابتكار: وفي السياق البحريني ومواكبة للتحولات الإقليمية والعالمية وتصاعد الاتجاهات والأعمال نحو الابتكار والتكنولوجيا الحديثة وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فقد يجدر بنا تسليط الضوء على رؤى سموه نحو دور المرأة البحرينية وتأثيرها البارز في تلبية احتياجات سوق العمل من خلال تأثير قوى المرأة العاملة الماهرة وإمكاناتها الريادية في مواقع العمل المختلفة. حيث شهد عامنا الحالي تحقيق المرأة البحرينية لعدة مكتسبات وإنجازات من خلال طبيعة مجالها و مواقعها المؤثرة ذات المستويات الرئاسية والوظيفية حتى أصبحت مملكة البحرين مثالاً بارزاً يحتذى به في العالم، فقد تميزت المرأة من خلال التمكْن الرقمي في تنفيذ الأعمال الريادية الناجحة واتباع الاستراتيجيات والسياسات ذات الإجراءات والخدمات التي تدار بأحدث الطرق والأساليب التقنية الذكية، بالإضافة إلى الإسهامات العلمية المتعددة ومنها الأبحاث والدراسات عبر تقديم المقترحات والأفكار الجديدة والمبتكرة الملبية للاحتياجات المحلية والعالمية... وبفضل الدعم والمساندة والمتابعة الفضلى من القيادة الحكيمة.. ستواصل المرأة البحرينية بكل فخر «كشريك جدير في بناء الدولة» عبر مجالاتها الشاملة في خدمة مملكة البحرين الغالية بكل إصرار وشغف ملبية واجبها الوطني نحو المحافظة على البقاء في القمة من خلال استمرارية التعلم والتطوير والابتكار.

* باحثة في إدارة الابتكار