حمدي عبدالعزيز


تتشاركان «حوار الأديان» كمدخل لتأسيس جديد للعلاقات الدوليةالبلدان ينفّذان سياسات تحديث طموحة ويشيّدان دولة المؤسسات والقانون

العلاقات بين البحرين والإمارات تتّسم بالتعاضد التاريخي رسمياً وشعبياً

العلاقات الأخوية إحدى مرتكزات وحدة البيت الخليجي والحفاظ على أمنه

رؤى استراتيجية موحدة تجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية

تشكل العلاقات الإماراتية البحرينية، نموذجاً استثنائياً للعلاقات الراسخة، التي تربطها أواصر الأخوة والتاريخ المشترك بدعم قيادتي البلدين الشقيقين، بما يلبي تطلعات شعبيهما نحو التقدم والازدهار، إذ يرتبطان بعلاقات تاريخية طويلة، تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والصلات الأخوية المتميزة بين القيادتين، وساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة ومن بينها تنفيذ سياسات تحديث طموحة لتشييد دولة المؤسسات والقانون، إضافة إلى ما يجمع البلدين من روابط خليجية وعربية وإسلامية.

وتتّسم الروابط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية بالتعاضد التاريخي على المستويين الرسمي والشعبي، وتمتد جذورها لقرون طويلة، حتى بناها وقواها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراهما، وواصل نهجهما الحكيم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم حفظهما الله.

وتكتسب هذه العلاقات أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية متوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الاقتصادية الرائدة على مستوى المنطقة، حيث ينفذ البلدان سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث، وبناء دولة المؤسسات والقانون.

وقد أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في جميع لقاءاته مع القيادة الإماراتية عن اعتزازه بعمق العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والحرص على ترسيخها، مشيداً جلالته بمستوى التعاون بين البلدين وما تشهده علاقاتهما من تنسيق مستمر ورؤى استراتيجية مشتركة تجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن خلال اللجنة العليا المشتركة تؤكد دولة الإمارات العربية بدورها أنها ترى في شقيقتها مملكة البحرين شريكاً استراتيجياً، وجزءاً أصيلاً من مسيرة التقدم والازدهار في الخليج العربي والمنطقة برمتها، كما تعملان معاً ضمن المؤسسات الإقليمية والدولية والمنظمات والمبادرات متعددة الأطراف.

وإضافة إلى الحرص على تنمية العلاقات في القطاعات كافة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لما فيه مصلحة الشعبين، والتكامل بين البلدين، فإن المواقف السياسية للبلدين متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية، حيث شكلت العلاقات البحرينية الإماراتية، أحد أهم مرتكزات الوحدة الخليجية، من حيث التفاهم الكبير بين القيادة الإماراتية والبحرينية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.

وتعتبر العلاقات بين البلدين إحدى مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهميتها في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.

وتزداد العلاقات رسوخاً بفضل حرص قيادة البلدين على تنميتها على مختلف المستويات، وتستمد خصوصيتها من الرؤى المتسقة للبلدين تجاه العديد من المواقف والقضايا في المنطقة، حيث يحرص البلدان الشقيقان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية.

وتتشارك الدولتان في مبادرات حوار الأديان كمفتاح لمواجهة التحديات والتهديدات في المنطقة والعالم، ومدخل لتأسيس علاقات دولية تقوم على الازدهار للجميع، وفي هذا الإطار اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» بجهود حثيثة من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

وتعاون البلدان الشقيقان في حشد الدعم الدولي لتعزيز الحوار والتقارب بين الأديان من خلال رعاية واستضافة الفعاليات والمنتديات الدولية التي تهدف إلى بناء جسور التواصل والتفاعل بين الأديان والثقافات المختلفة وتعزيز نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش بين كافة الشعوب والمجتمعات، انطلاقاً مما يجمعهما من قيم مشتركة وتوافق وانسجام في التوجهات والسياسات الرامية لدعم الجهود الدولية في هذا المجال، حتى باتت منطقة الخليج العربي منبراً دولياً للحوار والتقارب بين الأديان، بما ينسجم مع إرثها التاريخي والحضاري القائم على التسامح والتنوع الثقافي.

ولا يخفى أن أبرز الأسرار وراء توطيد هذه العلاقات الاستثنائية الراسخة، في الوقت الراهن وفي المستقبل، هو أن علاقة الأخوة والمحبة بين القيادتين، وأن ملك البحرين المعظم في عيون أشقائه: «شقيق، حكيم، وصاحب مسيرة مباركة»، وهذا ما تكشف عنه التهنئة بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم.

فقد كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «أبارك لأخي الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه مقاليد الحكم، وأعبر عن أصدق تمنياتي لجلالته بموفور الصحة والسعادة، لمواصلة المسيرة المباركة من أجل التنمية والازدهار في البحرين الشقيقة».

ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على حسابه الرسمي عبر نفس المنصة: «‏قريب من شعبه.. حريص على ازدهار بلده.. عادل في حكمه.. وعميق في حكمته.. أبارك لأخي وصديقي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، اليوبيل الفضي لمناسبة توليه الحكم.. دعواتنا له بدوام التوفيق والسداد.. ودعواتنا لشعب البحرين بدوام العز والازدهار».

وهذه الكلمات تلخّص ما وصلت إليه علاقات البلدين الشقيقين من مستويات متقدّمة من النمو والازدهار، وحرصهما على فتح آفاق جديدة من التعاون في المجالات المختلفة، والذي من شأنه أن يسهم في تحقيق التكامل والتطلعات المشتركة، ويحقق الرفعة والنماء للبلدين وشعبيهما الشقيقين.