جيهان المرزوقي
إن يوم المرأة البحرينية، مناسبة عزيزة لتقديم أسمى معاني التقدير والاعتزاز والعرفان والفخر لكل ما تقدّمه المرأة البحرينية لوطنها من جهود مخلصة دؤوبة، ونماذج ملهمة للأجيال الجديدة من الفتيات والشابات، ليصبحن حلقات ناجحة، متصلة وممتدة في سلسلة النجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة البحرينية من خلال العبور من مرحلة التمكين إلى الإنجاز المستدام تحت شعار «قرأت.. تعلمت.. شاركت».
ويقود إدماج المرأة في أهداف التنمية المستدامة إلى خلق مجتمع متوازن تسوده المساواة في الحقوق والحريات بين الجنسين، وتخلو منه الصور النمطية عن مكانة المرأة وأدوارها وتؤمن بداخله مختلف السياسات التي تعزّز تعليم وتمكين المرأة.
ولا يجب أن نغفل دور الشريعة الإسلامية التي أعطت أدواراً مهمّة منذ فجر الدعوة الإسلامية لتمكينها وإبراز دورها كفرد من أفراد المجتمع، وما تضمنته المادة «5/ب» من الدستور البحريني التي تنصّ على مساواتها بالرجل في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية دون الإخلال بالشريعة الإسلامية السمحاء، والتشريعات الوطنية وما حوته من مضامين تؤكّد على حقوقها الأساسية ومواءمتها مع التشريعات الدولية المبنية على أسس القانون الدولي.
كما يجب ألا نغفل الدور التي تلعبه السياسات الإعلامية والتي بدورها أبرزت دور المرأة في تحقيق النهضة المجتمعية على الصعيد الوطني والعالمي، حيث أسهمت في تنفيذ السياسات الوطنية الداعمة للمرأة البحرينية.
وتحوي الثقافة الوطنية البحرينية قيماً يحق لنا الفخر بها، وتتطلّب منا غَرس القيم والأفكار المعزّزة لحقوق المرأة ومكانتها تعتبر اللبنة الأولى للتربية، وتؤسس شعباً طيب الأعراق، وتنشِّئ الأجيال على الثقافة والتمسّك بالهوية البحرينية الواعية التي تؤصل التنمية، وهذا كُلُّه سينعكس إيجابياً على مفهوم المساواة بين الجنسين. واستكمالاً للتطوّر المجتمعي وحرص مملكة البحرين على تنفيذ المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وما انبثق عنه من صرح وطني يُعنى بالمرأة متمثلاً بالمجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وما أنجزه المجلس على الصعيد الوطني والعالمي، من خلال تبنّي وتشجيع المبادرات الوطنية وتعزيزها بالجوائز الداعمة كجائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم السنوية للابتكارات في شتى المجالات شاملة للأفراد أو المؤسسات العامة والخاصة، لهو خير مثال على استمرارية عجلة التنمية في مملكة البحرين. وترسيخاً لكل ذلك تحتفل المرأة البحرينية كل عام بإنجازاتها المثمرة، وتكريماً لعطائها المتميّز في شتى المجالات، والذي بدوره ينعكس على مكانتها وإنتاجيتها، ويحقّق الرؤى والتطلّعات المستقبلية لنهضة البلاد.