أكد وزير المواصلات والاتصالات د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن مبادرات البحرين الرقمية جعلتها من أولى دول العالم بمعدل انتشار الإنترنت.

وأشاد بإنجازات البحرين وتميزها كمركز إقليمي رائد في مجال التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.

جاء ذلك، خلال افتتاحه النسخة الـ12 من مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات «MEET ICT»، ومعرض البحرين الدولي للتكنولوجيا «بيتكس»، والذي يعقد تحت شعار «الذكاء الاصطناعي للجميع»، في مركز البحرين للمؤتمرات بفندق الخليج خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر الجاري، بحضور العديد من المسؤولين والخبراء وممثلين عن شركات تقنية محلية ودولية.

وأكد الوزير اعتزازه بتنظيم هذا الحدث التقني الدولي بالتزامن مع الاحتفاء باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، وتواصل إنجازات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في تطوير البنية التشريعية والتنظيمية والتحتية الرقمية بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأضاف أن تركيز المؤتمر على موضوع الذكاء الاصطناعي يأتي استرشاداً بالرؤية الملكية السامية لتعزيز الاستثمارات وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية الحيوية، وتوجهات الحكومة لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي ومتابعة التقدم في تنفيذها، بالتوافق مع استراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي 2022-2026، والخطة الوطنية السادسة للاتصالات، وبرنامج الحكومة 2023-2026، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وعبر الوزير عن فخره واعتزازه بمواصلة البحرين إنجازاتها الرائدة كأنموذج في التحول الرقمي، وتقديم خدمات اتصالات آمنة وتنافسية ومستدامة، استناداً إلى موارد بشرية مؤهلة ومبدعة، وبنية تحتية متطورة بتصنيفها في المرتبة الأولى عالمياً في معدل انتشار الإنترنت وتغطية شبكات الجيل الخامس بنسبة 100%، والخامسة عالمياً في مؤشر تنمية تقنية المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024.

ونوه بتعزيز البحرين مكانتها المتقدمة عالمياً ضمن الدول ذات التنمية العالية في الحكومة الإلكترونية، وتبني واعتماد سياسة الحوسبة السحابية أولاً، وتصنيفها ضمن الفئة الأولى عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2024، وكونها من أوائل الدول اعتمادًا لإرشادات الذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي منذ عام 2019.

وثمّن المبادرات البحرينية الرائدة من خلال جهود «مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، وإطلاق «مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي»، وبرامج صندوق العمل «تمكين» لتنمية قدرات العمالة الوطنية ومنها تأسيس أكاديمية الذكاء الاصطناعي في كلية بوليتكنك البحرين.

وتزامناً مع الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية، أشاد الوزير بجهود المجلس الأعلى للمرأة في تنفيذ برنامج «المرأة في التكنولوجيا»، ودعم تقدم المرأة البحرينية والتي توجت مؤخراً بتوليها منصب نائب رئيس مجموعة عمل متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات.

وأكد حرص البحرين على توطيد أواصر التعاون والشراكة الدولية من خلال عضويتها في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، ورئاستها لمنظمة التعاون الرقمي، ومبادراتها العالمية الرائدة بتسليم «جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم»، وعقد المؤتمرات والمعارض الدولية المتخصصة.

ودعا المنظمات الدولية إلى التجاوب الفعال مع المبادرات السامية لجلالة الملك المعظم بشأن الدعوة إلى تطوير التعاون العربي والدولي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، وإقرار اتفاقية دولية لمنع إساءة استغلال المنصات الرقمية في التحريض على الكراهية، ودعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، وتوظيف الابتكارات التقنية لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة للتنمية والسلام والازدهار. وأكد الوزير عزم البحرين في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك المعظم، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على مواصلة إنجازاتها التنموية وتعزيز مكانتها كوجهة مثالية للابتكار والتكنولوجيا الحديثة، واستقطاب كبريات الشركات العالمية، وتحفيز الاستثمار في رأس المال البشري والمواهب الوطنية المبدعة، والتوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة لخير وصالح الجميع.

وعلى هامش المؤتمر، افتتح الوزير معرض البحرين الدولي للتكنولوجيا «بيتكس»، حيث قام بجولة في أروقة المعرض، اطلع خلالها على أحدث التقنيات والحلول الرقمية التي تقدمها الشركات المحلية والعالمية، وما تقوم به من جهود وإسهامات متميزة في تعزيز التحول الرقمي ودعم ريادة الأعمال التقنية.

من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لجمعية البحرين لشركات التقنية «BTECH» طارق فخرو، عن تقديره للدعم الحكومي الذي ساهم على الدوام في نجاح هذا المؤتمر والمعرض، ودعم مخرجاته بما يعزز المكانة المتقدمة لمملكة البحرين في مجالات التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لأغراض التنمية المستدامة.

وأكد أهمية أن يكون الذكاء الاصطناعي متاحاً للجميع، بغضّ النظر عن الخلفية والموقع الجغرافي للشخص، حيث يسعى العالم في هذا الوقت إلى تعزيز الأفكار التي تسهم في نشر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يعود بالفائدة على المجتمع.

وأشار إلى أن المؤتمر يجمع بين رواد الذكاء الاصطناعي وأبرز الشركات، مؤكداً أن الرؤى التي سوف تطرح في هذا المؤتمر سيكون لها أثر كبير على مستقبل الذكاء الاصطناعي في مملكة البحرين.

أعلن فخرو عن استحداث جائزة سنوية باسم جائزة فاروق المؤيد، تخليداً لذكراه ولإسهاماته في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ستُعطى الجائزة للمتميزين والمبدعين من أفراد أو الشركات في مجال تقنية المعلومات.

بدوره، أكد القائم بأعمال مدير الاتصالات بوزارة المواصلات والاتصالات محمد بن علي أن لانعقاد المؤتمر أهمية بالغة بالنسبة للبحرين، حيث يعرض أحدث التجارب في الذكاء الاصطناعي وطرق استخدامها.

وأشار إلى وجود عدد من العارضين لخدمات الذكاء الاصطناعي وطرق الاستخدام والمجالات الممكن تطويرها والاستفادة منها، ما يعكس توجه المملكة إلى الاستخدام الأمثل المسؤول للذكاء الاصطناعي.