ضمن أعمال المنتدى العشرين للأمن الإقليمي حوار المنامة 2024 الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية، أقيمت اليوم السبت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان (الاستجابات السياسية والعسكرية للصراع).
واستضافت الجلسة وزير الدفاع السنغافوري الدكتور نج إنج هين، ونائب وزير خارجية جمهورية أرمينيا السيد فاهان كوستانيان، ومساعد وزير الدفاع للشؤون الخارجية بجمهورية مصر اللواء ولاء عادل أبو الفرج.
وتحدث الدكتور نج إنج هين عن أن العالم بعد العام 2016 حصلت له تغييرات عدة، ومنها تزايد الصراعات والنزاعات والأزمات والكوارث، والأهم أزمة كوفيد-19 التي جعلت العالم غير مستقر، وعلينا اليوم معالجة تلك النزاعات والصراعات والأزمات.
وأشار إلى أنه على العالم أن يتتبع التطورات الحاصلة للوصول بالبشرية إلى مستقبل أفضل عن طريق مساعدة الدول في التصدي للأزمات التي تعتريها، ومن تلك الحلول الناجعة دعم التحالفات الدولية، ومواجهة الميليشيات، ومواجهة الإرهاب، ونشر قوات مساندة في الدول التي تحتاجها لتحقيق الاستقرار لتلك الدول، وإعادة الإعمار.
وأكد وزير الدفاع السنغافوري أنه على الدول مواجهة تبعات بعض الأزمات، ومنها الهجرة الجماعية واللاجئين التي أحدثت ردود فعل من السكان الأصليين في الدول التي يهاجر إليها هؤلاء الأفراد.
وقدم مثالًا على الدول التي حققت قفزات نوعية على مختلف الأصعدة، وأهمها الصعيد الاقتصادي، وهي دول الخليج العربية.
ونوه إلى أهمية وضع خطط وحلول دبلوماسية وجذرية وتنفيذها للوصول إلى خفض التصعيد ومنع نزاعات جديدة على المستوى العالمي حتى لا تؤدي الحروب إلى الدمار وتهديد حياة الملايين من المدنيين.
من جهته، تحدث نائب وزير خارجية جمهورية أرمينيا السيد فاهان كوستانيان خلال الجلسة عن الاستجابات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي اعتمدتها أرمينيا للمساعدة في حل النزاعات والصراعات والتقليل من آثارها، وخاصة على المدنيين.
وأكد أن الحلول لا ترتكز فقط على السياسة، لأنها لن تكون ناجعة، بل يجب أن تدعم بالحلول العسكرية والاقتصادية، والأمر يتطلب جرأة في الحل والتزامًا في التطبيق.
وبين نائب وزير خارجية جمهورية أرمينيا أنه أضاف الاستجابة الاقتصادية إيمانًا من أرمينيا بأهمية الاقتصاد كأداة فاعلة في الوصول إلى السلام العالمي، ولابد من الاعتماد على مبدأ التكافل الاقتصادي الذي يقوي العلاقات بين الدول في مختلف الجوانب.
وأشار كوستانيان إلى أن أرمينيا ترغب في توثيق العلاقات مع دول الخليج العربية وخلق ترابط إقليمي لدفع عملية السلام والاستقرار في المنطقة، وللوصول لنظام مستقر أكثر استدامة مبني على القوانين والأنظمة التي تحقق النجاح لتلك العملية.
من جهته، أوضح مساعد وزير الدفاع للشؤون الخارجية بجمهورية مصر العربية اللواء ولاء عادل أبو الفرج أن جمهورية مصر العربية تتخذ كافة الخطوات السياسية والعسكرية التي تحقق استقرارها واستقرار دول المنطقة، وتكافح تبعات النزاعات وتحافظ على حدودها، مبيناً أن الاستجابة السياسية والعسكرية لابد أن تكون مدعومة باستراتيجيات واضحة لحماية الاستقرار ومنع حدوث انتهاكات وحماية المدنيين.
وأشار إلى أن مصر تسعى للحفاظ على استقرارها الاقتصادي وفرض قيود اقتصادية وحمايته من الأزمات التي تطرأ في المنطقة، حيث إن اتساع رقعة الصراع في المنطقة يلقي بظلاله على المزيد من المسؤولية لتقديم حلول فعالة تحافظ على الاستقرار.
وأكد أبو الفرج أن الجهات المسؤولة في مصر تحافظ على أراضيها من أي تهديدات أمنية وتتبنى استراتيجيات أمنية شاملة سعيًا منها لمنع ظهور تهديدات أمنية جديدة، في ظل النزاعات والأزمات التي تمر بها المنطقة.
ونوه بضرورة التعاون الدولي لاستثمار الفرص المتاحة، وتقليل التوترات وتجنب التصعيد لتعزيز السلم والالتزام بالقرارات الدولية، ودعم التنمية الاقتصادية، والاستجابة للتفاوض بشأن الظروف الحالية والمستجدة في المنطقة.
واختتم اللواء ولاء عادل أبو الفرج حديثه بالإشارة إلى أن السلام عملية دولية مستمرة تتطلب التزامًا جماعيًا وأخلاقيًا لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار.
يعقد منتدى الأمن الإقليمي (حوار المنامة)، منذ العام 2004 سنويًا في مملكة البحرين، بتنظيم من وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، وهو يمثل أهمية كبيرة في القاعدة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، ويقام بحضور واسع من قادة ووزراء وصانعي سياسات من مختلف دول العالم لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي ومستجداتها والاستجابات السياسية والعسكرية والاقتصادية لها.