ضمن جلسات حوار المنامة 2024، سلطت الجلسة الحوارية الثالثة، التي اقيمت اليوم السبت، وجاءت بعنوان "المبادرات العربية للسلام الإقليمي"، الضوء على المبادرات العربية والاتفاقيات التي سعت الدول من خلالها إلى إحلال عملية السلام الإقليمي والعالمي وحل النزاعات والصراعات.

وتحدث خلال الجلسة كل من وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مصر العربية، سامح شكري، والأمين المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالعزيز العويشق، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد سفن كوبمانز.

وتطرق وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مصر العربية سامح شكري، خلال حديثه في الجلسة، إلى التحديات التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، وأهمها النزاعات الدولية التي سببت الكثير من المشاكل لشعوب المنطقة، وأدت إلى ضرورة البحث عن مبادرات دبلوماسية لدعم عملية السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن تلك المبادرات ترتبط بالبيروقراطية، ولابد من وجود الإرادة السياسية لتنفيذ الخطوات الرامية إلى السلام العالمي على أرض الواقع، وعدم المماطلة في تحقيق المبادرات حتى لا تظل القضايا الإقليمية عالقة دون حل.

وركز في حديثه على دور الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي الرامي إلى الوصول لموقف موحد تجاه تلك القضايا والنزاعات، داعياً إلى توحيد جهود الداعمين في مناطق النزاعات لحل تلك الصراعات بين مختلف الأطراف، والتركيز على الحلول السلمية، تبعًا لميثاق الأمم المتحدة، لدعم المجتمع الدولي والوصول بالعالم إلى السلام المنشود.

من جانبه، أكد الأمين المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبدالعزيز العويشق، دعم دول الخليج العربية لحوار المنامة، لأنه يؤسس لرؤية ثابتة نحو الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن الدول عملت، خلال 40 سنة، على دعم رؤية الأمن والاستقرار، وتمت مراجعتها بناءً على الخبرات في مجالات الأمن والخارجية والاقتصاد والبيئة ضمن إطار الأمن الوطني، وتقدم هذه الرؤية دليلًا على كيفية تبني دول الخليج العربية لدورها والاستفادة من قواها في المنطقة للتعامل مع الأزمات والأحداث، ومنها الأمن السيبراني، والتهديدات، والإرهاب، والمناخ، والأمن الغذائي.

وأشار الدكتور العويشق إلى أن أسس ومبادئ الرؤية التي قدمتها دول الخليج العربية تقوم على احترام القوانين الدولية والأممية والإنسانية دون المعايير المزدوجة، والالتزام بالعلاقات الثنائية والمتعددة بين الدول، واحترام سياسات الدول واستقلاليتها وحدودها، انطلاقًا من مبدأ حسن الجوار.

وأضاف أن دول الخليج العربية مستعدة للوساطة والمشاركة في عملية إحلال السلام العالمي لتحقيق السلام المستدام، وتحويل التحديات إلى فرص للازدهار والتطوير.

من جهته، أكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، السيد سفن كوبمانز، أن مبادرات السلام ومبادرات التحالف العالمي تسعى إلى تطبيق حل الدولتين لتجنب وقوع المزيد من الضحايا وتهجير المدنيين وإيقاف الأزمة الإنسانية الكارثية.

ودعا إلى تخفيف حدة الصراعات في المنطقة، ووقف إطلاق النار وفض النزاعات، وإيجاد حلول للحروب، وهو أولوية يسعى إليها الاتحاد الأوروبي، باعتباره شريكًا في عملية السلام في المنطقة.

ونوّه الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بضرورة الوصول إلى اتفاق يضمن عملية سياسية واضحة من خلال النظر إلى الأمور بمنظار مختلف لإبرام عملية السلام.

وأشار كوبمانز إلى أن بعض الجهود الدولية لحل الصراعات والأزمات لم تحقق النجاح المطلوب، مؤكدًا أهمية تبني نموذج جديد يقوم على إشراك جميع الأطراف ويعتمد على الإرادة السياسية، مستشهدًا بنماذج مثل اتفاقيات السلام، والاتفاقية الإبراهيمية، ومبادرات السلام العربية كأمثلة على هذا النهج.