ولاء الجمعان
أكدت أخصائية التغذية طيف أحمد أن المنتجات المسماة «شبيه الحليب» قد تكون بديلاً صحياً وآمناً بالنسبة للكثيرين، ولكن من المهم اختيار المنتجات بعناية للحد من المخاطر المحتملة مثل نقص البروتين أو السكر المضاف، موضحة أنه بشكل عام فإن هذه المنتجات لا تشكل خطراً كبيراً إذا كانت جزءاً من نظام غذائي متوازن.
وقالت أخصائية التغذية إن منتجات شبيه الحليب هي منتجات تُصنع لتقليد الحليب الطبيعي، لكنها تحتوي على مكونات نباتية أو صناعية بديلة، والفارق الرئيسي بينها وبين الحليب الطبيعي هو أن الحليب الطبيعي يتم الحصول عليه من الثدييات (مثل الأبقار أو الماعز) بينما منتجات شبيه الحليب تُصنع من مصادر نباتية تشمل حليب اللوز، حليب جوز الهند، حليب الأرز، حليب الصويا، حليب الشوفان، وحليب البازلاء.
وتابعت أنه قد يفتقر إلى بعض هذه المكونات مثل البروتينات الحيـوانــيـــــة والفيتامينــــات والمعادن مثل الكالسيوم، إلا إذا تم إضافتها بشكل صناعي، ومن أحد هذه الفروق أيضاً هي الدهون، حيث يحتوي الحليب الطبيعي على دهون حيوانية بينما شبيه الحليب قد يحتوي على دهون نباتية (مثل زيت جوز الهند أو زيت اللوز).
وأشارت إلى أن منتجات شبيه الحليب تعتبر آمنة إذا تم اختيارها بعناية، وتعد خياراً مناسباً للأشخاص الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمل اللاكتوز؛ فشبيه الحليب غني بالدهون الصحية مثل حليب جوز الهند قد يحتوي على دهون غير مشبعة مفيدة للصحة، بالإضافة إلى أن شبيه الحليب يعتبر خياراً مناسباً للنباتيين أو أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية خالية من المنتجات الحيوانية.
وحذرت الأخصائية من احتمال وجود بعض المخاوف المتعلقة بالبعض من هذه المنتجات، خصوصاً إذا كانت تحتوي على إضافات صناعية أو كميات عالية من السكر أو الدهون المشبعة أو المحليات الصناعية أو المواد الحافظة، التي قد تكون ضارة في حالة تناولها بكميات كبيرة، ومحتوى البروتين المنخفض جداً مقارنة بالطبيعي كحليب الأرز.
وأردفت أن «شبيه الحليب» قد يتسبب أيضاً للذين يعانون من حساسية تجاه مكونات معينة في شبيه الحليب، مثل الصويا أو المكسرات، فمن الضروري أخذ منتجات مدعمة أو مكملة لها كالبحث عن منتجات تحتوي على إضافات مثل الكالسيوم، فيتامين D، وفيتامين B12 لتعويض النقص المحتمل في بعض العناصر الغذائية التي توجد في الحليب الطبيعي، ولعل من أهم التحذيرات تأتي حول نقص البروتين فبعض الأنواع مثل حليب الأرز أو حليب جوز الهند قد تكون فقيرة بالبروتين، مما قد يؤدي إلى نقص في هذا العنصر الغذائي الحيوي، وزيادة السكر، إذ أن بعض أنواع شبيه الحليب قد تحتوي على سكر مضاف، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية وربما زيادة الوزن أو مشاكل صحية مثل مرض السكري، ومحتوى منخفض مـــــن الكالسيوم، وذلك إذا لــم تكن المنتجـــــات مدعمة بالكالسيوم، قد لا تلبي احتياجات الجسم من هذا المعدن الحيوي.
وأضافت أخصائية التغذية أن هناك تزايد في الإقبال على شراء منتجات شبيه الحليب، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب مثل زيــــــــادة الوعي الصــــحي، فالعديد من الناس يفضلون الخيارات النباتية لأسباب صحية أو بيئية، ويمكن أن تكون منتجات شبيه الحليب بديلاً جيداً لأولئك الذين يبحثون عن تقليل استهلاك المنتجات الحيوانية، والحساسية وعدم تحمل اللاكتوز، أذ إن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب يفضلون شبيه الحليب لأنه لا يحتوي على اللاكتوز، إضافة إلى التوجه نحو أسلوب حياة نباتي أو مستدام، لذلك فإن الكثير من الناس يبحثون عن خيارات أقل تأثيراً على البيئة، ويُعتقد أن إنتاج الحليب النباتي أقل ضرراً للبيئة مقارنة بإنتاج الحليب الحيواني، وأخيراً التنوع في النكهات والخيارات، فشبيه الحليب يقدم نكهات متنوعة مثل نكهة اللوز أو جوز الهند أو الشوفان، مما يضيف تنوعاً في المـــذاق والخيارات للناس.