رأى كبير المحررين في صحيفة أخبار الخليج الزميل أحمد عبدالحميد أن العلاقات العامة على مستوى الشركات استطاعت أن تطور من أعمالها حين تتعامل مع الصحافة، واستطاعت بعضها أن تساهم في خلق أخبار متعلقة بأنشطة الشركات التي تمثلها وأنشطة أخرى جانبية، ويظهر ذلك في العلاقة مع المنصات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي حيث بات لها تأثير جيد في تحقيق الهدف منها.
وحول الشق الأكاديمي لعمل العلاقات العامة، أكد عبدالحميد أن لها دوراً هاماً في التنسيق بين الشركة أو المؤسسة مع الصحافة وبلورة شكل المؤسسة، إلا أنه لفت إلى وجود فجوة مازالت موجودة بين متطلبات الصحافة وما توفره العلاقات العامة، وذلك على مستوى التعاطي الصحفي وإرضاء العمل الصحفي، لأن الصحفي عادة لديه متطلبات في البحث عن المعلومة يمكن أن تتعارض مع فكرة الترويج للشركات.
وشدد على أن الصحافة ليست ضد العلاقات العامة والترويج للمؤسسات التي تمثلها، لكنه أوضح أن إتاحة المعلومات بحرية أكبر للصحفي يمكن أن تخدم المؤسسة بشكل أفضل، وقال إن العلاقات العامة عادة ما تكون مقيّدة وخاصة في القطاع العام.
ونوه عبدالحميد إلى تجربة الأمم المتحدة حيث أنشأت مكتباً إعلامياً في المنطقة يرفد الصحافة بحزمة إخبارية وتقارير يومية في كافة المجالات، وتمنح الصحافة كافة التفاصيل وتترك لهم حرية اختيار ما يريدونه دون أية عوائق أو تدخل، وقال: «إشكالية العلاقات العامة أنها تتيح فقط ما تريد الترويج له، لكن ذلك الأثر قد يأتي بنتائج عكسية، إذ يضطر الصحفي للجوء إلى مصادر خارجية للحصول على المعلومة، وعندها يبدأ الصدام، وهذا هو الخلل في تطبيق آليات العلاقات العامة».
وأشار إلى أن هناك شركات علاقات عامة في دول مجاورة تُرسل أخباراً كثيرة قد لا يتم نشرها في البحرين، إلا أنهم يحاولون ترويج هذه الأخبار بإدماج بعض المعلومات عن البحرين لجذب الصحفي وتشجيعه على نشر الخبر، وقال: «نفاجأ في بعض الأحيان بأخبار عن البحرين تأتينا من الخارج وهذا يمثّل عدم وجود خبرة في حوكمة المعلومات».