حنان الخلفان

يطل علينا العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين هذا العام محمّلاً بمعاني الفخر والاعتزاز بمسيرة وطنية مشرقة، خطتها القيادة الحكيمة وساندها شعب وفيّ آمن بأن البناء لا يتحقق إلا بالتكاتف والعمل الجاد. وفي هذه المناسبة الغالية التي تلامس قلوب كل بحريني، تتجدّد مشاعر الولاء والانتماء، وتتزيّن مدن المملكة وقراها بالأعلام والفرح الذي يملأ الأرجاء، معلنةً عن مسيرة عطاء حافلة بالإنجازات، رسمت للبحرين ملامح مستقبل مشرق.

إنّ العيد الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو يوم تستعيد فيه البحرين روحها المتجددة ومسيرتها التي تتباهى بها بين الأمم، نرفع بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، اللذين كرّسا جهودهما لتكون البحرين نموذجاً للريادة والتقدم، وواحةً للأمن والسلام. إن رؤية القيادة الثاقبة وعزيمتها

كانت دائماً المنارة التي أضاءت طريق الإنجاز، ووضعت مملكة البحرين على خارطة التميز إقليمياً وعالمياً.

وفي ظل هذه الأجواء الوطنية المبهجة، كان لتلفزيون البحرين دور كبير ومشهود في مواكبة احتفالات المملكة، حيث قدم أفضل البرامج والتغطيات الإعلامية التي نقلت نبض الفرح في كل محافظة وقرية ومدينة. لقد استطاع تلفزيون البحرين أن يُظهر الوجه الحضاري والإنساني لهذا الوطن، بفضل ما قدمه من مواد إعلامية متميزة تعكس روح البحرين وشعبها المحب لوطنه. فمن خلال العدسات التي جالت في الميادين، والبرامج التي التزمت بالمهنية والابتكار، نجح تلفزيون البحرين في تعزيز التواصل بين أبناء الوطن، واحتفى بالموروث الثقافي والحضاري للمملكة في لوحة بصرية تحمل الكثير من الجمال والاعتزاز.

لا يمكننا أن نغفل الدور الكبير الذي قامت به الصحف البحرينية وكافة العاملين في المؤسسات الإعلامية، الذين أبدعوا في نقل أجواء العيد الوطني من خلال تغطيات مميزة ولقاءات متنوعة عبر مختلف المنصات، مجسّدين روح الانتماء والفرح الوطني. وإلى جانب ذلك، برزت الأغاني الوطنية التي قدمتها المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمؤثرون من داخل البحرين وخارجها كصوت معبّر عن حب الوطن وتلاحم أبنائه، ما أضفى على الاحتفالات طابعاً فنياً يجمع بين الإبداع والمشاعر الصادقة، ليؤكد الجميع أن البحرين، قيادةً وشعبًا، تحتفل بمجدها بروح واحدة ومسيرة متجددة.

إن ما شهدناه من مظاهر الفرح خلال هذه المناسبة كان تجسيداً حقيقياً للحمة الوطنية التي تميز البحرين وأهلها. فكل بيت وكل شارع وكل ساحة احتفل بطريقته الخاصة، وكانت الفرحة مشتركة بين الجميع، تعبيرًا عن الحب العميق لهذا الوطن الغالي. وهذا ما يعكس مكانة البحرين في قلوب أبنائها، الذين يثبتون في كل مناسبة وحدث أنّ حبهم لوطنهم لا يعرف حدوداً، وأنهم على استعداد دائم ليكونوا جزءًا من مسيرة العطاء والبناء التي تقودها القيادة الحكيمة.

وفي هذه اللحظة الوطنية المهمة، لا يسعنا إلا أن نوجه الشكر والتقدير إلى أبناء البحرين الأوفياء، من مدنها الكبيرة إلى قراها الصغيرة، الذين كانوا ومازالوا القلب النابض للوطن. لقد رسموا بأيديهم صورة جميلة لهذا اليوم المجيد، وعبّروا عن التزامهم الراسخ بمبادئ الوحدة والتضامن، التي جعلت البحرين دائمًا نموذجًا يُحتذى به في تماسكه الاجتماعي ووحدته الوطنية.

وبصراحة... إن الاحتفال بالعيد الوطني هو احتفال بالإنجازات التي تحققت في كل المجالات، وهو أيضاً دعوة إلى مواصلة العمل والعطاء من أجل مستقبل أكثر إشراقاً. كما إنه فرصة لتجديد العهد مع الوطن، وتأكيد التزامنا جميعًا بالسير خلف قيادتنا الحكيمة نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار. فالبحرين، بما تمتلكه من مقومات وأساسيات، وبما لديها من شعب طموح، قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات ومواجهة كل التحديات.

كل عام والبحرين بألف خير، قيادةً وشعباً، وكل عام ومجدها يزداد رفعةً وتألقاً. هذا الوطن الذي نباهي به العالم سيظل دائماً رمزاً للخير والسلام، وسيبقى أبناؤه على عهدهم، مخلصين لقيادتهم ووطنهم، ساعين بكل جهد ليظل اسم البحرين مضيئاً في سماء المجد.