أشاد الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام بمناقب الدكتور محمد جابر الأنصاري مستشار جلالة الملك للشئون الثقافية والعلمية، رحمه الله، وما تركه من بصمة واضحة في مختلف صنوف العلم والمعرفة والدراسات المتخصصة والتي امتاز فيها رحمه الله بالأسلوب العلمي الموضوعي والنهج النقدي الراقي حيث يعد مدرسة أدبية وثقافية يحتذى اثرها على المستويات المحلية والعربية.
وقال إن الدكتور محمد جابر الأنصاري، مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية، الذي رحل اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024م، ونعاه الديوان الملكي، كان من أبرز الوجوه الثقافية التي تفتخر بها مملكة البحرين، إذ إنه يعتبر من رواد الدراسات الإنسانية والاجتماعية، ليس على المستوى البحريني فقط، وإنما على المستوى العربي والعالمي، نظير ما قدمه من عطاء ممتد من أعمال أدبية وفكرية.
وأضاف وزير الإعلام لقد كان الفقيد، رحمه الله، مفكرًا شاملًا في مجالات الاجتماع والسياسة والنقد الأدبي والثقافة، وشكلت كتاباته مرجعًا قيمًا لكل مهتم بشأن الأمة؛ لأنها قدمت مزيجًا منهجيًا يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ودعا وزير الإعلام الله تعالى أن يتغمد فقيد الفكر والثقافة الدكتور محمد جابر الأنصاري بواسع رحمته وان يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه وأمته خير الجزاء.
هذا وحظي الدكتور محمد جابر الأنصاري رحمه الله بتقدير كبير من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، باعتباره رائدًا من رواد الفكر على المستويين المحلي والعربي، واختاره جلالته حفظه الله ورعاه، عندما كان وليًا للعهد، عام 1989 مستشارًا ثقافيًا وعلميًا في ديوان ولي العهد، كما حظي رحمه الله بالتقدير السامي من جلالة الملك المعظم حفظه الله بمنحه وسام صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، من الدرجة الأولى في عام 2000م، ووسام البحرين من الدرجة الأولى من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في عام 2006م. وحرص جلالته أيده الله على الالتقاء به وزيارته، حيث أشاد جلالته بجهود الدكتور الأنصاري وإبداعاته المتميزة في المجالات الفكرية والثقافية.
ولد الدكتور محمد جابر الأنصاري، في عام 1939م في مدينة المحرق، وانتظم في مدرسة الهداية الخليفية حتى عام 1954.
وبعد أن تخرج د. الأنصاري من الثانوية العامة بترتيب الأول على دفعته في العام 1958، عمل معلمًا بمدرسة المنامة الثانوية، وفي عام 1966 عمل أستاذًا للغة العربية والأدب العربي في المعهد العالي للمعلمين، في العام 1969 كان أول رئيس لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين، ثم عُيّن في عام 1970 عضوًا في مجلس الدولة كرئيس للإعلام.
وفي ستينيات القرن الماضي، درس د. الأنصاري في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث نال خلالها شهادة البكالوريوس في الأدب (اللغة العربية وآدابها) عام 1963، وشهادة الماجستير في الأدب (حقل الأدب الأندلسي) عام 1966، بالإضافة إلى شهادة الدكتوراه في (الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر) عام 1979، ثم استكمل دراسته بدورات أكاديمية في كامبردج والسوربون، حتى بلغ درجة الأستاذية، كما أن له إسهامًا بارزًا في تأسيس مجلس معهد العالم العربي بباريس في العام 1981م، إلى جانب عمله في العديد من الدول العربية والأجنبية.
وجرى تعيينه أستاذًا مساعدًا في جامعة الخليج العربي في العام 1984، وفي عام 1989م عُيّن نائبًا لعميد كلية التربية في الجامعة نفسها، وفي عام 1992 عُيّن أستاذًا للدراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، وفي عام 1994م عُيّن عميدًا لكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي، كما تم اختياره عضوًا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مملكة البحرين.
وعبر مشواره الفكري الطويل والغزير، أثرى الدكتور محمد جابر الأنصاري بالعديد من المؤلفات، والأعمال الفكرية السياسية والثقافية، كما كان له إسهام بارز بمقالاته في صحف محلية وعربية.
وتقديرًا لعطاءاته، حاز د. الأنصاري على العديد من الجوائز المحلية والدولية، فمحليًا حصل على جائزة الدولة التقديرية في الإنتاج الفكري عام 1998م، وميدالية ذهبية من صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، كأول بحريني يحصل على الماجستير في الأدب، ووسام اليوبيل الذهبي للتعليم عام 1996م.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، نال د. الأنصاري جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1981، وجائزة سلطان العويس في الدراسات القومية والمستقبلية، وجائزة منيف الرزاز للدراسات والفكر، ووسام قادة دول الخليج العربي في قمة عُمان بمسقط في 1998م، والميدالية الذهبية الكبرى من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" عام 1987م، إلى جانب التقدير والجوائز المتعددة من جامعة الخليج العربي ووزارة الإعلام في مملكة البحرين ومؤسسات تربوية، وعلمية، وثقافية عربية ودولية.
إن الإرث والعطاء الفكري الذي تركه الدكتور محمد جابر الأنصاري، رحمه الله، على مدى 7 عقود، جعل منه بحق أحد المؤثرين في مسيرة الفكر العربي، بما صاغته من أطروحاته ورؤى استشرافية تمزج بين الأصالة والتجديد، وأسست لمنهجية فكرية متميزة تجمع بين الموضوعية في الطرح والعمق في التحليل ، مما يجعل من نتاجه الفكري مرجعاً أساسياً قيماً للباحثين والدارسين في مختلف المجالات .