أكد خبراء أن الاستخدام المفرط وغير المدروس لوسائل التواصل الاجتماعي، قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر العزلة بين أفراد الأُسرة، ويقلّل من التواصل الحقيقي.
جاء ذلك، خلال النسخة الأولى من مشروع مجلس "خيركم لأهله"، التي نظّمتها مؤسسة مركز بتلكو للاستقرار الأُسري "مستقرة" تحت عنوان "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأُسرية"، بحضور 30 مشاركاً من الخبراء والمختصّين في مختلف المجالات، بهدف تعزيز الحوار المجتمعي حول التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة.
وأكد رئيس مجلس أمناء "مستقرة" محسن الغريري، أن "خيركم لأهله" يمثّل منصة حوارية بنّاءة تهدف إلى جمع الأكاديميين والممارسين والخبراء لمناقشة قضايا الأسرة وإيجاد حلول عملية تُسهم في تحقيق الاستقرار المجتمعي.
وناقش الحضور خلال الفعالية الآثار السلبية للتواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية، مشيرين إلى أن التعامل مع هذه المنصات كواقع لا يمكن تجاهله يتطلّب وعياً وإرشاداً.
وأوضحوا أن الانغماس في المحتوى المثالي الذي تعرضه المنصات، يمكن أن يولّد مشاعر الإحباط والمقارنة السلبية، ما ينعكس على الصحة النفسية ويزيد الضغوط داخل الأُسرة.
وتناول النقاش، قضية الإدمان الرقمي بين الأطفال، حيث أكد المشاركون أن قضاء الأطفال ساعات طويلة على الأجهزة الذكية يؤثر على نموهم العقلي والاجتماعي، ويَحدّ من فرص التفاعل المباشر مع الأسرة والمجتمع، فضلاً عن تأثيره السلبي على قيمهم وسلوكياتهم من خلال التعرّض لمعايير غير واقعية للحياة والنجاح.
وأشاد المشاركون بالآثار الإيجابية للتواصل الاجتماعي عند استخدامه بشكل مدروس، حيث يمكن لهذه المنصات أن تكون وسيلة لتعزيز الروابط الأسرية، وتوفير مساحة للتعبير وتبادل الآراء، فضلاً عن تعلم مهارات جديدة وتنظيم أنشطة مشتركة. وشددوا على أهمية توجيه الوالدين لأبنائهم لاستخدام هذه الوسائل بطريقة آمنة ومفيدة.
وخلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها تعزيز التوعية بأهمية تخصيص وقت للأُسرة بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية، وتشجيع الأنشطة العائلية التي تعزز التواصل الإيجابي، إضافة إلى نشر الوعي بين الأبناء حول مخاطر الاستخدام المفرط للتواصل الاجتماعي، وتكثيف الرقابة على المحتوى المنشور من قبل مشاهير المنصات لضمان توافقه مع قيم المجتمع وسلوكياته.