ضمن برنامج "رحلة في كتاب" للجنة تطوير الأكاديميين بالجامعة الأهلية، ناقش أساتذة الجامعة مستقبل التعليم في ظل الثورة الرقمية في حلقة نقاشية تحت عنوان "المعلمون في مواجهة التقنية: تمكين المعلمين واستكشاف مستقبل التعليم"، قدمتها د. أماني العالي، أستاذة التصميم الداخلي، حيث استعرضت أبرز الأفكار من كتاب "المعلمون في مواجهة التقنية" للكاتبة ديزي كريستودولو، وسلطت الضوء على تأثير التطورات التكنولوجية في التدريس الجامعي.
استهلّت د. أماني النقاش بسؤال مثير للجدل: "إذا استُبدل المعلمون بالذكاء الاصطناعي غدًا، فما الذي سيحدث؟". تباينت ردود الفعل بين التأكيد على أهمية التقنية في تعزيز جودة التعليم، والتشديد على أن التدريس لا يقتصر على نقل المعرفة فحسب، بل يشمل الإلهام والتوجيه وغرس القيم الفكرية والإنسانية، وهي أدوار يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها. وأكد أحد أعضاء هيئة التدريس، الذي جرب دمج الذكاء الاصطناعي في محاضراته، أن أدوات مثل "شات جي بي تي" يمكن أن تكون مكمّلة لدور المعلم، لكنها لن تكون بديلًا عنه.
ناقش الحضور عدة محاور أساسية، أبرزها دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث جرى التركيز على كيفية توظيفه في تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تولّي المهام الإدارية مثل تصحيح الاختبارات وتسجيل الحضور، مما يمنح المعلمين فرصة أكبر للتفاعل مع الطلاب. كما تم التأكيد على أن التعاطف، التحفيز، والتفكير النقدي تظلّ مهارات إنسانية لا يمكن استبدالها بالتقنية.
تم التطرّق إلى التحديات التي يفرضها الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، مثل اعتماد الطلاب على الإجابات الجاهزة بدلًا من تطوير مهاراتهم التحليلية، إضافةً إلى تساؤلات حول تأثير تسجيل المحاضرات على نسبة حضور الطلاب.
في ختام الجلسة، شدّدت د. أماني على أن التقنية أداة تمكين، وليست بديلاً عن المعلم، مشيرةً إلى أن استخدامها بشكل متوازن يمكن أن يعزز العملية التعليمية دون المساس بجوهرها الإنساني. كما دعت الجامعة الأهلية أعضاء هيئة التدريس إلى استكشاف طرق مبتكرة لدمج التكنولوجيا في التعليم، مع مراعاة البعد الأخلاقي والتربوي لضمان تجربة تعليمية أكثر تطورًا وتأثيرًا.
--