رائد البصري

الأعياد نفحات من الرحمة تنساب على القلوب، فتبعث فيها الفرح والمودة، وتعيد للحياة رونقها البهيج.

إنها ليست مجرّد أيام في تقويم هجري أو ميلادي، بل هي محطات مباركة تجمع شمل الأحبة، وتقرّب ما تباعد من القلوب، وتجدّد العهد بالمحبة والصفاء والتراحم.

في زحام الحياة ومتطلباتها السريعة، قد تضعف الأواصر بين الأهل والأصدقاء، وقد تشغلنا الدنيا عن زيارة ذوي القربى. لكن الأعياد تأتي كنعمة ربانية، استراحة تُذكّرنا بأهمية العائلة وصلة الرحم والمودة، فتبعث رسائل الشوق من القلب إلى القلب، وتبني الجسور بين البعيد والقريب.

الأعياد ليست احتفالاً مادياً ومظهرياً فحسب، بل هي أيضاً تجلٍّ لرابطة الأرواح، وتوطيد للعلاقات الإنسانية التي تحتاج إلى غذاء مستمر من التراحم والتآلف.

كيف لا! وهي سنّة كريمة جعلها الله عز وجل فسحة للأُنس والسرور، ونافذة نطلّ منها على معاني الإحسان وصلة الرحم والتسامح.

فلنجعل العيد فرصةً لنُعانق من باعدتنا عنهم ظروف الحياة، ونتجاوز أخطاء الماضي بقلوب صافية.

ولنتذكر دائماً أن الفرح الحقيقي ينبع من السعادة التي نزرعها في قلوب الآخرين.

فلتكن لقاءات العيد مجالس محبة وسرور، نبدّد بها وحشة القطيعة والخصام، ونجدّد بها عهد الوداد.

ما أجمل أن نغتنم هذه الأيام المباركة لنعيد نسج خيوط المحبة مع أهلنا وأحبتنا!

فالعيد لا يكون عيداً إلا إذا امتلأت البيوت بضحكات الأطفال، وعمت البسمات وجوه الآباء والأمهات، وسادت المودة بين الأرحام والجيران.

وكل عام وأنتم بخير، في سعادة تملأ أرواحكم، وروابط تزيدكم قوة وثباتاً راسخاً.