أكد النائب د. حسن عيد بوخماس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى إيطاليا تأتي لتمثل استمراراً لمسيرة الدبلوماسية البحرينية الراسخة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تؤكد النهج الثابت للمملكة في بناء شراكات إستراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأضاف بوخماس أن البيان المشترك أثنى بشكل واضح على دور البحرين في تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما تجسدت المكانة الدولية للبحرين في تهنئتها على انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027، وهو إنجاز دبلوماسي كبير يعزز موقع المملكة على الخارطة السياسية العالمية.
وأشار إلى أن مخرجات الزيارة تضمنت توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل أمن الطاقة والتحول البيئي، وإدارة المياه، وتحويل النفايات إلى طاقة، حيث ستعمل الشركات الإيطالية على المساهمة في تطوير البنية التحتية في البحرين، خاصة في مجالات الإنشاءات، النقل، السياحة، والمدن الذكية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون لضمان سلاسل إمداد غذائية آمنة ومستدامة، ودعم الإنتاج الغذائي المحلي في البحرين، وتم توسيع نطاق الشراكة ليشمل مجالات البحث والابتكار والفضاء.
وفيما يتعلق بالتوافق السياسي والدبلوماسي بين البلدين، أوضح رئيس اللجنة أن هناك تقارباً كبيراً في الرؤى بين البحرين وإيطاليا، تجلى في الدعوة لإنهاء فوري للحرب في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على دعم حل الدولتين، بالإضافة إلى دعم وحدة وسلامة الأراضي السورية وأهمية التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واستئناف المفاوضات الجادة، وإحلال السلام في أوكرانيا.
ولفت إلى أن هذه الرؤى السياسية المتقاربة تخلق أرضية خصبة لتعزيز التعاون الاقتصادي، وقد تجسد ذلك في حزمة من الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة، ومنها "شراكة التعاون والاستثمارات الاستراتيجية" التي تهدف إلى زيادة حجم التجارة والاستثمارات بين البلدين، بالإضافة إلى اتفاقيات قطاعية متنوعة شملت التعاون في الفضاء والتعاون الجمركي لتعزيز التبادل التجاري، وشراكات مصرفية، وتوسيع التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة والتحول البيئي، والأمن الغذائي، والإنشاءات، والنقل، والمدن الذكية، والسياحة.
وبخصوص التعاون الدفاعي، شدد بوخماس على أن تعزيز الشراكة الدفاعية الحيوية بين البلدين له دلالات إستراتيجية عميقة وأهمها تعزيز الأمن الإقليمي، مؤكداً أن هذا التعاون يُعتبر ركيزة لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن هذا التعاون يشمل تبادل الخبرات والدعم اللوجستي، مع حرص الجانبين على تعزيز هذه الشراكة على الصعيدين العسكري والصناعي، مما يعني أن التعاون لا يقتصر على الجانب الميداني فحسب، بل يمتد إلى نقل المعرفة والتقنية، مما يدعم بناء القدرات الدفاعية الذاتية لمملكة البحرين على المدى الطويل.