كوثر علي محمد، طالبة في مدرسة طليطلة الابتدائية للبنات، تجسّد قصة إرادة ملهمة، حيث استطاعت بابتسامتها العفوية وروحها الإيجابية أن تكون مصدر طاقة لكل من حولها، متحدية إعاقتها الذهنية ومتلازمة داون.
وبفضل الدعم من معلمة التربية الخاصة الأستاذة فضيلة حسين الجبوري، خاضت كوثر برامج تعليمية متنوعة مثل (يدك تساعدني)، (حروفي المرحة)، و(قوتي بصحتي)، التي ساهمت في تطوير مهاراتها الأكاديمية والاجتماعية، حتى برزت بدور )المعلمة الصغيرة( داخل الصف، وساعدت زميلاتها في فهم الدروس، مما عزز ثقتها بنفسها.
وشاركت كوثر في الإذاعة المدرسية، وحققت إنجازات لافتة في المسابقات الطلابية، منها المركز الأول في مسابقة (حقوقي)، والمركز الثاني في مسابقة (عالمي الصغير)، ما يعكس تطورها اللغوي واللفظي.
وامتد تأثيرها إلى الأنشطة المدرسية، حيث انضمت لفريق الزهرات، وشاركت في تحية العلم والفعاليات المختلفة، مما نمّى لديها روح القيادة والعمل الجماعي.
المعلمة فضيلة وصفت كوثر بأنها طالبة مرحة، ملتزمة، وتتمتع بقدرة عالية على التركيز، إضافةً إلى حبها لمساعدة الآخرين، مما جعلها محبوبة بين زميلاتها ومعلماتها، أما ولية أمر الطالبة، فقد عبّرت عن امتنانها لإدارة المدرسة والكادر التعليمي على الدعم والرعاية التي ساهمت في رسم ملامح قصة نجاح ابنتها.
ويأتي ذلك ضمن ثمار جهود وزارة التربية والتعليم في احتضان الطلبة من ذوي الهمم ضمن برامج الدمج في المدارس الحكومية.