إيمان عبدالعزيز

في لحظات تتجدد كل عام، يرتقب الأطفال دون سن البلوغ موعد يوم ميلادهم بكل لهفة واشتياق، باعتباره الموعد المنتظر الذي يحين فيه جمع المحاصيل المتعددة من الهدايا والألعاب المقدمة من أفراد العائلة والأصدقاء، وسط أجواء عائلية ممتعة، يتمنى الطفل لو أن يعيشها كل يوم.الاحتفال بيوم الميلاد ليس كباقي الأيام في قلوب الأطفال، لتفرده بأجواء مليئة بالمتعة واللعب، يحيط بها الدفء الأسري النابع بالحب والعطاء في تلك اللحظات، لتصبح من أرشيف الذكريات الجميلة التي لا تنسى.

وبعد أن انقضت تلك الأعوام بلحظاتها، وأصبحت ضمن أحداث الماضي البعيد، كيف ممكن أن تكون منزلة يوم الميلاد في قلب من هم في سن الشباب، ومن هم في سن النضج؟

يفكر العديد من هذه الفئة العمرية عند إقبالهم على عمر جديد كيف سيكون الحال بهم في عامهم القادم؟ وما هي المساعي الجديدة لتحقيق المزيد من الأهداف القادمة؟ لتكون المكملة لسلسلة من الإنجازات التي تحققت في الأعمار الماضية.

في هذه اللحظات كثيراً ما يقوم الشخص باسترجاع شريط إنجازاته الصغيرة والكبيرة منها في يوم ميلاده من خلال مراجعة ما حققه من نجاحات، مستذكراً ما مر به من لحظات سعيدة والتجارب الإيجابية التي خاضها، وكيف استطاع أن يتغلب على التحديات حتى حقق أهدافه الماضية، ليصيغ أهدافاً جديدة يصنع من خلالها خطط مستقبلية زاهرة.

ينبغي على الشخص المقبل على عمر جديد أن يفكر في كون يوم ميلاده هو يوم يتجدد فيه ميلاد إنجاز ونجاح وعطاء، انطلق من محيط الأسرة ليعم في فضاء المجتمع، وكيف سيواصل مسيرة ذلك التميز في أعماره القادمة، ممتناً وشاكراً لمن ساندوه ودعموه طوال مسيرة حياته.وخير ختام هو سؤال الله عز وجل أن يبارك في ما تبقى من العمر، ويمده بالخير والصلاح، ويجعل القادم خيراً مما مضى.