أكد سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين السيد فيصل بن حارب البوسعيدي، أن استضافة مملكة البحرين للقمة الخليجية السادسة والأربعين تعكس التزامها بدعم مسيرة التعاون الخليجي، وتؤكد على دورها البارز في دعم الاستقرار والتكامل الخليجي، مشيرًا إلى أن القمم الخليجية المتعاقبة تمثل ركيزة أساسية لترسيخ وحدة الصف الخليجي وتنسيق المواقف المشتركة تجاه التحديات الإقليمية والدولية.
وبين السفير العُماني، أن الاجتماعات الدورية لمجلس التعاون تجسد حقيقة أن أمن الخليج العربي كلٌّ واحد، وأن المصير المشترك يتطلب تعاوناً مؤسسياً متكاملاً في السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة، لافتاً إلى أن التجارب أثبتت أن الموقف الخليجي الموحد صمام أمان في مواجهة الأزمات، ويسرّع اتخاذ القرارات والتوافقات التي تخدم شعوب دول المجلس والمنطقة ككل.
وقال إن انعقاد القمة الخليجية السادسة والأربعين في هذا التوقيت يحمل أهمية بالغة، إذ تأتي في ظل تحولات اقتصادية وسياسية وجيوستراتيجية يشهدها العالم، منوهاً بالدور المحوري الذي لعبته القمم الخليجية في وضع أسس الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، ومشاريع الربط الكهربائي والسكك الحديدية.
وقال السفير فيصل بن حارب البوسعيدي إن العلاقات بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان تستند إلى تاريخ عريق يعود لآلاف السنين، مشيراً إلى أن حضارتي دلمون ومجان شكّلتا منذ العصور القديمة جسورًا للتبادل التجاري والثقافي والحضاري، حيث كانت الموانئ والمرافئ في كلتا الحضارتين نقاط التقاء للسفن القادمة من وادي الرافدين والهند وبلاد فارس وغيرها من البلدان.
وأضاف أن هذا التبادل لم يقتصر على البضائع مثل النحاس واللؤلؤ والتمور واللبان، بل كان أيضًا تبادلًا ثقافيًا وفكريًا أسس لعلاقات إنسانية قوية بين شعبي البلدين، وتتجسد هذه الروابط التاريخية اليوم في علاقات رسمية راسخة تحظى بعناية ورعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان، كما أن العلاقة بين الشعبين تقوم على الأخوة والمصاهرة، وتتميز بالتواصل والاحترام المتبادل.
وأكد السفير العُماني أن الزيارات الرسمية بين قيادتي البلدين تمثل ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات تستند إلى جذور تاريخية عميقة منذ عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، حيث شهدت تلك المرحلة تبادلًا مستمرًا للزيارات التي عكست حرص القيادتين على ترسيخ التعاون الأخوي والاستراتيجي في مختلف المجالات.
وأضاف أن هذه المسيرة المتميزة تواصلت في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، بما يؤكد متانة العلاقات واستمراريتها عبر الأجيال، مشيرًا إلى أن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى مملكة البحرين عام 2022 جاءت لتجدد الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الاستراتيجي، فيما شكلت زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم إلى سلطنة عُمان في يناير الماضي فرصة لتطوير العلاقات الأخوية وتعميق التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ولم يمضِ وقت طويل حتى قام جلالته بزيارة خاصة إلى مدينة صلالة في أغسطس الماضي، والتي أبرزت الروابط الإنسانية والاجتماعية بين الشعبين، مؤكدة الاهتمام بالتراث المشترك وتعزيز التواصل المباشر.
وأعرب سفير سلطنة عُمان لدى المملكة عن آماله الكبيرة تجاه القمة الخليجية السادسة والأربعين التي تستضيفها مملكة البحرين، مؤكداً تطلعه لتحقيق خطوات عملية نحو الاتحاد الاقتصادي الخليجي، بما يشمل تسهيل انتقال رؤوس الأموال والعمالة، وتعزيز الأمن الجماعي والقدرات السيبرانية، إضافة إلى دعم الشباب والمرأة والبحث العلمي. وشدد على أهمية وحدة الصف الخليجي باعتبارها مصدر القوة، مشيرًا إلى أن دول الخليج العربي علاوة على كونها مصدراً رئيسياً للطاقة، فهي تمثل ركيزة أساسية في الأمن والتنمية والاستقرار الإقليمي.
واختتم سفير سلطنة عُمان بالتأكيد على الأهمية المحورية للإعلام الخليجي في ترسيخ الهوية الخليجية الجامعة وتعزيز وعي شعوب المنطقة، موضحاً أن الإعلام الحديث، عبر منصات متطورة، قادر على توحيد الخطاب في القضايا الكبرى، وإبراز الإنجازات التنموية، والتعريف بتاريخنا المشترك الممتد، إلى جانب تسليط الضوء على نجاحات شباب دول المجلس في مجالات الابتكار والتقنية.