عندما تخرج من رحم امرأة عربية أفنت حياتها في تربيتنا، ولطالما تحدّت الظروف، وظلت صامدة بعد أن فقدت زوجها، وخطّت الكثير من إنجازاتها في الحياة، وبنت رصيد من النجاحات في تربية أبنائها، حتى وصلوا إلى مراحل تعليمية ومكانة عملية واجتماعية متميزة، بروح من الأخلاق الرفيعة والاحترام والتميز الأخلاقي.
وعندما تواجه المرأة العديد من التحديات، ولا تعلن الهزيمة، تظل صامدة حتى تؤدي رسالتها في التربية والتأهيل وتمكين الإنسان ليبرز قدراته في الحياة العلمية والعملية.
نعم إنها أمي الغالية أم غانم التي لطالما أفاخر وأفتخر بها، وعندما أفكر أن أكتب فسأكتب عن حبيبتي أمي، وإن أمعنت التفكير، وقلت من هي المرأة البارزة؟ ومن هي القيادية الناجحة والمتميزة ببيتها؟ فسأختار أمي. وإن سألتني من هي أمي؟ سأقول: هي السند هي التي لم ينقصم ظهرها، ولم تعلن الهزيمة في معترك الحياة.
كثير من النساء لا يُكرَّمن ولا يُذكَرن ولا يُبرَزن، ولكنْ هنَّ من أبرز القائدات من الدرجة الأولى، هنّ مخطّطات ومنجزات ومدبّرات في مساكنهم الصغيرة وكبيرات الشأن في المجتمع البحريني.
فكم أرملة وكم مطلقة كانت، ومازالت السند الحقيقي لأبنائها، التي قامت بتربيتهم وإيصالهم إلى قمة التميز والنجاح.
منذ عام 2008 وبمبادرة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، أُطلق شعارها الأول "قرأت - تعلمت - ساهمت".
لم تُقهر المرأة، أو تهزمها معارك الحياة بل لطالما كانت تسمو في عالم الابتكار، وتتقلّد المناصب لتشغل حيّزاً واسعاً لتشارك الرجل، وقد ترأسه أو يرأسها في مجال العمل الحقوقي أو الصحي أو التعليمي، فالمساواة في الفرص كان ومازال شعارها.
ومن إسهامات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، تقديم الدعم والمساندة لجمعية المنطلق النسائية وهي الأولى في منطقة جو، التي فتحت مجالاً واسعاً لمشاركة المرأة في العمل التطوعي حيث قامت لولوة علي الرميحي بتأسيس الجمعية، وهناك جمعيات نسائية كثيرة في البحرين لتمكين المرأة.
لكن جمعية المنطلق النسائية، تُعتبر من أولى الجمعيات التي فتحت المجال أمام النساء للمشاركة في العمل التطوعي وخدمة المجتمع، ثم تلتها جمعيات فتحت المجال لتمكين المرأة كعضو فاعل بمملكة البحرين وللمشاركة في العمل التطوعي لخدمة المجتمع.
وتشمل المبادرات تعزيز المساواة في الفرص وتوسيع نطاق الاستفادة من الخدمات مثل الإسكان، بالإضافة إلى الدعم المتواصل من المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
إلى هنا كانت رحلة المرأة ميسّرة، وذلك نظراً للدعم والفرص اللامحدودة للبحرينية لتبذل المزيد من العطاء، وتكون شريكاً فاعلاً وداعماً للمجتمع والرجل، فهي ربان السفينة التي تدفع بعجلة التنمية وازدهار المجتمع.
تلك هي المرأة البحرينية، التي شاركت وساهمت وتمكّنت من تحقيق عدد من الوظائف القيادية.
بقلم: سهلة محمد غانم الرميحي
عضو مجلس إدارة جمعية المنطلق النسائية